|
|||||||
| ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
الملك المحدث: إجازة بخط الإمام الحافظ عبدالرحيم العراقي للملك الأشرف الرسولي محمد الوجيه الملك الأشرف إسماعيل: شمسٌ أشرقت في سماء الدولة الرسولية هو الملك الأشرف إسماعيل بن العباس، سابع ملوك الدولة الرسولية، المولود في مدينة تعز عاصمة الرسوليين، الذي اعتلى عرش اليمن سنة 778هـ.لم يكن الأشرف ملكًا عابرًا، بل كان أديبًا ظريفًا، يحمل في روحه عظمة الأسلاف، وفي قلبه شغفًا لا ينضب للمعرفة. نشأ في بيتٍ يُعظِّم العلم، وقد ترعرع على وصية والده المجاهد علي: "ينبغي للملك أن يعتني بسائر العلوم دقيقها وجليلها، ويعظم شأنها ويحث عليها". فأخذ بوصية أبيه، وجعل العلم غايته، والعلماء رفقاءه، والكتب كنوزه التي لا تُفنى. لقد تتلمذ على أيدي عظماء عصره، فكان الفقيه علي بن عبدالله الشاوري نبعًا من الفقه صافيًا ارتوى منه، وكان عبداللطيف الشرجي كوكبًا يضيء له دروب النحو والأدب، حيث قرأ عليه "اللمع" لابن جني و"الجمل" للزجاجي. ولم يكتفِ بعلماء بلاده، بل استقبل الوافدين بفرح، فكان القاضي مجد الدين الفيروزآبادي ضيفًا كريمًا حلَّ بساحته، يسمع منه "صحيح البخاري" في مجالس الحديث التي كانت تُعقَد في قصره، وكأنها مجالس للملائكة تسبح في بحور العلم. ولم يكن اهتمام الملك بالعلم نظريًّا فحسب، بل تجلى في أعماله الخالدة. فقد حارب البدع التي كانت تلطخ صفاء المجتمع، فأمر بمنع النياحة على الموتى، وأعاد للشرع هيبته. كما كان باني المساجد والمدارس، يُعمِّر الأرض بيوتًا لله ومحاريب للعلم. من أعظم آثاره جامع الملاح الذي شيَّده في زبيد، فكان منارةً شامخةً، لم يكتفِ ببنائه، بل جعله صرحًا للعلم، يُرتل فيه القرآن الكريم، وتُلقى فيه دروس الفقه والحديث والنحو، ورتَّب فيه الأئمة والمعلمين، ليُضيء بنوره قلوب الأجيال. وفي تعز، كانت المدرسة الأشرفية الكبرى تحفة معمارية وعلمية، من أضخم المدارس في العصر الرسولي، حيث كانت تُشبه المدينة العلمية المتكاملة، تضم بين جدرانها تخصصات متنوعة، من الفقه إلى الحديث والنحو. وأوقف عليها الملك النفائس من الكتب، وخصص لها أوقافًا سخية، لتظل منارةً تُشعُّ علمًا وفضلًا. تحدث السخاوي عن طريقة الملك الأشرف في التأليف فيقول: "إنه يقوم بكتابة أصول الكتاب الأولى ثم يدفعها إلى من يتمُّها ويُهذِّبها، فإذا عرضها عليه زاد فيها، وما شَذَّ عَن مَقْصُوده حذفه، وما وجده ناقصًا أتمَّه". وكان مهتمًّا كأسلافه بعلم الحديث وتعظيم المحدثين، زاره ابن حجر وغيره من علماء الحديث، فقد كان يكرم نزلهم ويغدق عليهم. وقد حصل على إجازات في كتب أهل الحديث، ومن أشهر الأعلام الذين أجازوه المحدث الكبير الحافظ أبو الفضل زين الدين عبدالرحيم بن الحسين العراقي رحمه الله، وهذا نص الإجازة. نص الإجازة: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد: فقد استخرت الله تعالى، وأجزت لمالك هذه النسخة، المالك الملك السلطان الأشرف، العالم العامل، محط رحال العلماء، والقاصدين، وناشر جناح العدل في العالمين، ممهد الدين إسماعيل بن السلطان الملك الأفضل العباس ابن السلطان الملك المجاهد علي ابن السلطان داود بن يوسف بن عمر بن رسول، أدام الله تأييده، وأدام له من فضله تمكينه وتسديده، أن يروي عني جميع هذا الشرح من تأليفي، والأرجوزة الألفية التي هو شرحها من نظمي وجميع ما ألفته نثرًا ونظمًا من الأحكام الكبرى والصغرى، والنكت التي ألفتها على علوم الحديث، للإمام أبي عمر بن الصلاح، والألفية في السيرة الزكية، والألفية في غريب القرآن، ونظم كتاب الاقتراح في علم الحديث للشيخ تقي الدين بن دقيق العيد، ونظم منهاج البيضاوي في أصول الفقه، وكما كمل من شرح الترمذي، وهو اثنا عشر مجلدًا، وتخريج أحاديث الأخبار للإمام الحجة أبي حامد الغزالي المختصر، وهو في مجلد، والمبسوط وهو نحو ست مجلدات، وغير ذلك. وجميع مسموعات من الكتب الستة؛ وهي: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، والسنن الأربعة، وهي: السنن لأبي داود، والجامع للترمذي، وسنن النسائي، وسنن ابن ماجه، والسنن الكبرى للبيهقي، والسنن للدارقطني، فالموطأ للإمام مالك، ومسند الشافعي، ومسند أحمد، ومسند أبي يعلى الموصلي، والسيرة لابن إسحاق، ولابن هشام، ودلائل النبوة للبيهقي، فالشفاء للقاضي عياض، وغير ذلك من مسموعاتي فليرْوِ ذلك عني. وكذلك أجزت لجميع أولاده الموجودين في تاريخه. كتبه: عبدالرحيم بن الحسين بن العراقي. في الرابع والعشرين من شعبان سنة سبع وسبعين مع مائة. والحمد لله وحده. ![]()
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |