تفسير سورة الزلزلة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التوضيح لشرح الجامع الصحيح أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الأنصاري المعروف بـ ابن الملقن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 767 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 449 - عددالزوار : 20440 )           »          ماراثون العمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          فضل القرآن وأهله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          كتمان السر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          قضاء حوائج الناس من أسمى المعاني الإسلامية والإنسانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          سماتُ طلحة بن عُبيد الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          علماء الإسلام أمام فتنة العلمانية في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          النوم من بعد العشاء إلى نصف الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          (يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 80 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-12-2025, 12:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,392
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير سورة الزلزلة

تفسير سورة الزلزلة

أ. د. كامل صبحي صلاح

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن سورة الزلزلة من السور المدنية، وهي من سور المفصَّل، وآياتها (8) آيات، وترتيبها في المصحف (99)، في الجزء الثلاثين من المصحف، وسُمِّيت سورة الزلزلة بهذا الاسم؛ لافتتاحها بالإخبار عن زلزلة الأرض قبل يوم القيامة.

قال الله تعالى: ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 1 - 8].

تفسير السورة:
قال الله تعالى: ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴾؛ أي: إذا حُرِّكت ورُجَّت الأرض التحريك الشديد الذي يحدث لها يوم القيامة، وأخرجت ما في بطنها من موتى وكنوز، وتساءل الإنسان فزعًا: ما الذي حدث لها؟!

قال الله تعالى: ﴿ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴾؛ أي: وأخرجت ما في بطنها من الموتى والكنوز وغير ذلك.

قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا ﴾؛ أي: وقال الإنسان متحيِّرًا: ما شأن الأرض تتحرَّك وتضطرب؟! إذا رأى ما أصابها وعراها من الأمر العظيم، مستعظمًا لذلك: ﴿ مَا لَهَا ﴾؟! أي: أي شيء عرض لها وأصابها؟

قال الله تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾؛ أي: تشهد الأرض على العاملين بما عملوا على ظهرها من خير وشر، فإنَّ الأرض من جملة الشهود الذين يشهدون على العباد أعمالهم. ففي ذلك اليوم العظيم تُخبر الأرض بما عمل عليها من خيرٍ وشرٍّ.

قال الله تعالى: ﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ﴾؛ أي: وأمرها الله تبارك وتعالى، وأعلمها أن تخبر بما عُمل عليها، فلا تعصي أمره.

قال الله تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴾؛ أي: في ذلك اليوم العظيم وهو موقف يوم القيامة، حين تتزلزل فيه الأرض يخرج الناس من موقف الحساب فِرَقًا، ليقضي الله تعالى بينهم، ويشاهدوا أعمالهم التي عملوها في الدنيا، فيومئذٍ يصدر النَّاس ﴿ أَشْتَاتًا ﴾ من بَين يَدي الله تبارك وتعالى؛ أَي: مُخْتَلِفِينَ بَعْضُهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَبَعْضُهُمْ إِلَى النَّار ﴿ لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴾، ويومئذٍ يرجع الناس عن موقف الحساب أصنافًا متفرِّقين؛ ليريهم الله تبارك وتعالى ما عملوا من الحسنات والسيئات، ويجازيهم عليها، ويريهم جزاءه موفرًا.

قال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾؛ أي: فمن يعمل وزن نملة صغيرة من أعمال الخير والبرِّ، ير ثوابه أمامه في الآخرة، ومن يعمل وزن نملة صغيرة شرًّا، ير عقابه في الآخرة.

وهذا شامل عام للخير والشر كله؛ لأنه إذا رأى مثقال الذرة، التي هي أحقر الأشياء، وجُوزي عليها فما فوق ذلك من باب أولى وأحرى؛ كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾ [آل عمران: 30] ﴿ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ﴾ [الكهف: 49]، وهذه الآية فيها غاية الترغيب في فعل الخير ولو كان قليلًا، والترهيب من فعل الشر ولو كان حقيرًا.

من مقاصد وهدايات السورة:
إثبات البعث والحشر، وما يسبق ذلك من أهوالٍ، والكلامُ على الحساب الدَّقيق للناس على أعمالهم من خيرٍ أو شرٍّ، وفي ضمنه الحثُّ على فعل الخير واجتناب الشَّرِّ.

إذا رُجَّت الأرض رجًّا شديدًا، وأخرجت ما في بطنها من موتى وكنوز، وتساءل الإنسان فزعًا: ما الذي حدث لها؟

تقرير عقيدة البعث والجزاء.

الإعلام بالانقلاب الكوني الذي تتبدَّل فيه الأرض غير الأرض، والسماوات غير السماوات.

تكلُّم الجمادات من آيات الله تعالى الدالة على قدرته وعلمه وحكمته، وهي موجبات ألوهيته بعبادته وحده دون سواه.

تقرير للحديث الصحيح «اتقوا النار ولو بشق تمرة».

الكافر عمله الخيري ينفعه في الدنيا دون الآخرة.

المؤمن يجزي بالسيئة في الدنيا ويدخر له صالح عمله للآخرة.

هذا ما تمَّ إيراده، نسأل الله العليَّ الأعلى الذي جلَّت قدرته، وتعالت أسماؤه وصفاته، أن يُعيننا على ذكره وشكره وحُسْن عبادته، وأن ينفع بما كُتِب، وأن يجعله من العلم النافع والعمل الصالح، والحمد للهِ ربِّ العالمين.

المصادر والمراجع:
1. جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري)، للإمام محمد بن جرير الطبري.
2. تفسير ابن أبي زمنين، ابن أبي زمنين.
3. الجامع لأحكام القرآن، (تفسير القرطبي)، للإمام محمد بن أحمد بن أبي بكر شمس الدين القرطبي.
4. معالم التنزيل (تفسير البغوي)، للإمام أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي.
5. فتح القدير، للإمام محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الشوكاني.
6. تفسير القرآن العظيم، (تفسير ابن كثير)، للإمام عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير.
7. التسهيل لعلوم التنزيل، أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبدالله، ابن جُزَي الكلبي الغرناطي.
8. التحرير والتنوير، للمفسر محمد الطاهر بن عاشور.
9. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الشيخ عبدالرحمن السعدي.
10. أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، الشيخ جابر بن موسى بن عبدالقادر، المعروف بأبي بكر الجزائري.
11. المختصر في التفسير، مركز تفسير.
12. التفسير الميسر، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.75 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]