|
|||||||
| الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
صفة اليدين الشيخ عبدالعزيز السلمان ج- في هذه الآيات إثبات صفة اليدين، وهما من الصفات الذاتية التي لا تنفك عن الله، فيجب إثباتها لله حقيقةً على ما يليق بجلاله وعظمته، قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثًا: خلق آدم بيده، وغرس جنة عدن بيده، وكتب التوراة بيده، وفي محاجة آدم لموسى أنت الذي خلقك الله بيده الحديث. الرد على مؤوِّلي اليدين بالنعمة أو القدرة: س109- بِمَ يرد على مَن أوَّل اليد بالنعمة أو القدرة أو نحو ذلك؟ ج- بما ذكره الإمام المحقق ابن القيم رحمه الله في مختصر الصواعق من الوجوه التي تُبطل تحريف الجهمية ومن نحا نحوهم، فنذكر بعضها: أولًا: أن الأصل في الكلام الحقيقة، فدعوى المجاز مخالف للأصل. الثاني: أن ذلك خلاف الظاهر، فقد اتَّفق الأصل والظاهر على بطلان هذه الدعوى. الثالث: أن اطراد لفظها في موارد الاستعمال وتنوُّع ذلك، وتصريف استعماله - يمنع المجاز؛ ألا ترى في قوله: ﴿ خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [ص: 75]، وقوله: ﴿ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾ [المائدة: 64]، وقوله: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67]، فلو كان مجازًا في القدرة والنعمة لم يستعمل منه لفظ (يمين)، وقوله في الحديث الصحيح: (المقسطون على منابر مِن نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، فلا يقال: هذا يد النعمة والقدرة). وقوله: يقبض الله سماواته بيده والأرض باليد الأخرى، ثم يهزهنَّ، ثم يقول: أنا الملك، فها هنا هزٌّ وقبض، وذكر يدين، ولما أخبر صلى الله عليه وسلم، و(ذكر يدين)، ولما أخبر صلى الله عليه وسلم، جعل يقبض يديه ويَبسطهما تحقيقًا للصفة لا تشبيهًا. الرابع: أن مثل هذا المجاز لا يستعمل بلفظ التثنية، ولا يستعمل إلا مفردًا أو مجموعًا؛ كقولك له: عندي يد يَجزيه الله بها، وله عندي أيادي، وأما إذا جاء لفظ التثنية لم يعرف استعماله قط إلا في اليد الحقيقية. الخامس: أنه ليس في المعهود أن يُطلق الله على نفسه معنى القدرة والنعمة بلفظ التثنية؛ كقوله: ﴿ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴾ [البقرة: 165]، وكقوله: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18]، وقد يجمع النعم؛ كقوله: ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20]، وأما أن يقول: خلقتك بقدرتين أو بنعمتين، فهذا لم يقع في كلامه ولا كلام رسوله. السادس: أنه لو ثبت استعمال ذلك بلفظ التثنية، لم يجز أن يكون المراد به هنا القدرة، فإنه يبطل تخصيص آدم، فإنه وجميع المخلوقات حتى إبليس مخلوق بقدرة الله سبحانه، فأي مزية لآدم على إبليس في قوله: ﴿ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [ص: 75]. سابعًا: أن هذا التركيب المذكور في قوله: (خَلَقْتُ بِيَدَيَّ)، يأبى حمل الكلام على القدرة؛ لأنه نسب الخلق إلى نفسه سبحانه، ثم عدى الفعل إلى اليد، ثم ثنَّاها، ثم أدخل عليها الباء التي تدخل على قوله: كتبت بالقلم، ومثل هذا نص صريح لا يحتمل المجاز بوجه، وقال بعدما ذكر عشرين وجهًا: ورد لفظ اليد في القرآن والسنة، وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من مائة موضع ورودًا متنوعًا متصرفًا مقرونًا، بما يدل على أنها يد حقيقية من الإمساك والقبض والبسط والمصافحة، والحثيات والنضج باليد، والخلق باليدين والمباشرة بهما، وكتب التوراة بيده، وغرس جنة عدن بيده، وتخمير طينة آدم بيده، ووقوف العبد بين يديه، وكون المقسطين عن يمينه، وقيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة عن يمينه، وتخيير آدم بين ما في يديه، فقال: اخترت يمين ربي، وأخذ الصدقة بيمينه يُربيها لصاحبها، وكتابته بيده على نفسه أن رحمته تَغلب غضبَه، وأنه مسح ظهر آدم بيده...إلخ، ج 2 ص 171.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |