النهي عن حصر أسماء الله تعالى وصفاته بعددٍ معين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14853 - عددالزوار : 1086025 )           »          بيع العربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أحكام من أدرك وقت الصلاة فلم يصل ثم زال تكليفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          بيع حبل الحبلة والمضامين والملاقيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          لماذا أحب رسول الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          علة حديث: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الحديث العاشر: صلة الرحم تزيد في العمر والرزق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رفع الارتياب في بيان أحكام إجازة القراءة والسماع عن بعد ومن وراء حجاب لأحمد آل إبراهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 483 - عددالزوار : 174572 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 12:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,449
الدولة : Egypt
افتراضي النهي عن حصر أسماء الله تعالى وصفاته بعددٍ معين

النهي عن حصر أسماء الله تعالى وصفاته بعددٍ معيَّن

فواز بن علي بن عباس السليماني

قد وردت أدلةٌ كثيرة صحيحة وصريحة في أن أسماء الله تعالى وصفاته، لا حصر لها بعددٍ معين، ومن تلك الأدلة ما يلي:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه في حديث الشفاعة الطويل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فيأتوني فأستأذن على ربي، فيُؤذن لي، فإذا أنا رأيتُه وقعت ساجدًا، فَيَدَعُنِي ما شاء الله، فيُقال: يا محمد ارفَع رأسك، قُلْ تسمَع، سَلْ تُعطه، اشفَع تُشفَّع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي، ثم أشفع فيحد لي حدًّا، فأُخرجهم من النار وأُدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: ارفع رأسك يا محمد، قل تُسمع، سل تعطه، اشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميدٍ يعلمنيه، ثم أشفع، فيحد لي حدًّا، فأُخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة»؛ رواه البخاري برقم (6565)، ومسلم (463).

وفي لفظ لمسلم برقم (500): (فأحمده بمحامد، لا أقدر عليه الآن، يلهمنيه الله).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه في حديث الشفاعة أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فيقولون: يا محمد، أنت رسول الله وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفَع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه، فأنطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجدًا لربي عز وجل، ثم يفتح اللهُ عليَّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئًا، لم يفتحه على أحدٍ قبلي، ثم يقال: يا محمد، ارفَع رأسك، سَلْ تُعطه، واشفَع تُشفَّع)؛ رواه البخاري برقم (4712)، ومسلم (194).

قال الحافظ ابن حجر في «الفتح» (11/532): قال ابن منده: في «كتاب الإيمان»: هذا حديث مجمعٌ على صحة إسناده وثِقةِ رُواته؛ اهـ.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: فقدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش، فالتمسته فوقَعَتْ يدي على بطن قدميه، وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول: «اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك»؛ رواه مسلم برقم (486).

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أصاب أحدًا قط همٌّ، ولا حزنٌ، فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أَمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سَميتَ به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلتَه في كتابك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك - أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذَهاب همِّي، إلا أذهب الله همَّه وحزنه، وأبدله مكانه فرجًا»؛ رواه أحمد برقم (3712)[1].

قلت: وفي الباب غير ما تقدم من الأدلة يأتي ذكر بعضها في الفصل الآتي إن شاء الله تعالى.

فصل: في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مَن أحصاها دخل الجنة): مما استدلَّ به من قال بحصر أسماء الله تعالى وصفاته بعددٍ معين: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا - مائة إلا واحدًا -مَن أحصاها دخل الجنة»؛ رواه البخاري برقم (2736)، ومسلم (6986).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «الكبرى» (2/380) ـ عقب ذكره حديثَ ابن مسعود السابق -: قال الخطابي وغيره: فهذا يدل على أن له أسماءً استأثر بها، وذلك يدل على أن قوله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا مَن أحصاها دخل الجنة»، وأن في أسمائه تسعة وتسعين من أحصاها دخل الجنة، كما يقول القائل: إن لي ألف درهم أعددتها للصدقة، وإن كان ماله أكثر من ذلك، والله في القرآن قال: ﴿ وَللهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180]، فأمر أن يُدعى بأسمائه الحسنى مطلقًا ولم يقل: ليست أسماؤه الحسنى إلا تسعةً وتسعين اسمًا، والحديث قد سلم معناه، والله أعلم؛ اهـ.

وقال العلامة ابن القيم في «طريق الهجرتين» (1/ 224): فلله سبحانه محامد ومدائح، وأنواع من الثناء لم تتحرك بها الخواطر، ولا هجست في الضمائر، ولا لاحت لمتوسم، ولا سنحت في فكر، ففي دعاء أَعْرَف الخلق بربه، وأعلمهم بأسمائه وصفاته ومحامده، «أسألك بكل اسم هو لك... » الحديث[2].

وفي «الصحيح» عنه صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة: لما يسجد بين يدي ربه، قال: «فيفتح قلبي من محامده بشيءٍ لا أُحسنه الآن»[3].

وكان صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده: «أعوذ بك منك لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك»[4]، فلا يحصي أحدٌ من خلقه ثناءً عليه البتة.

وله أسماء وأوصاف، وحمد، وثناء لا يعلمه ملك مُقرَّب، ولا نبي مرسل، ونسبة ما يعلم العباد من ذلك إِلَى ما لا يعلمونه، كنقرة عصفور في بحر؛ اهـ.

وقال الشيخ حافظ حكمي في «معارج القبول» (1/117): واعلم أن أسماء الله تعالى ليست بمنحصرة في التسعة والتسعين المذكورة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ولا فيما استخرجه العلماء من القرآن، بل ولا فيما عَلِمَتْه الرسل والملائكة، وجميع المخلوقين؛ لحديث ابن مسعود رضي الله عنه عند أحمد، وغيره؛ اهـ.

قلت: ويؤيد كلامهم رحمهم الله تعالى: قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ [البقرة:255]، وقوله تعالى: ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا [طه:110]، وقول الله تعالى: ﴿ يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [الرعد:39].

ثم ليُعلَم أن القول بحصرِ أسماء الله وصفاته قد يتضمن نوع إلحادٍ، لما تقدم من صريح الأدلة، الدلة على ما رسم لها في العنوان، إلا إن كان القائل مجتهدًا، فيعفو الله عنه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا حكم الحاكم، فاجتهد ثم أصاب؛ فله أجران، وإذا حكم، فاجتهد ثم أخطأ؛ فله أجر)؛ رواه البخاري برقم (6919)، ومسلم (1716)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وإذا قلنا بعدم حصر أسماء الله تعالى فمن بابٍ أولى: عدم حصر صفات الله تعالى، فإنَّ باب الصفات أوسع من باب الأسماء، ولأنه يُشتق من كل اسمٍ صفة، والله أعلم[5].

تتمة: في ذكر من قال بحصر أسماء الله تعالى من أهل العلم:
عامة أهل العلم ـ رحمهم الله تعالى ـ سابقهم ولاحقهم على عدم حصر أسماء الله تعالى بعدد معين، سوى القاضي يوسف بن أحمد بن كج ـ من علماء القرن الثالث - وليس في كلامه ما يستفاد منه الجزم بذلك.

والإمام أبو محمد ابن حزم، وقد رُدَّ عليهما كما في «سير أعلام النبلاء» (17/183)، عفا الله عنَّا وعنهم، إنه أعلم وأحكمُ وأرحم.

[1] صحيحٌ: قال العلامة الألباني: في «تخريج الطحاوية»: صحيح، وإن أعله الذهبي بجهالة أبي سلمة، وتبعته على ذلك برهة من الزمن، فقد تبيَّن لي فيما بعد: أن أبا سلمة هذا ثقة معروف، وأن إسناده متصل صحيح في تحقيق أجريته عليه لا أظن أحدًا سبقني إليه، أودعته في «الصحيحة» برقم (199)؛ اهـ.

[2] صحيحٌ: قال العلامة الألباني: في «تخريج الطحاوية»: صحيح، وإن أعله الذهبي بجهالة أبي سلمة، وتبعته على ذلك برهة من الزمن، فقد تبيَّن لي فيما بعد: أن أبا سلمة هذا ثقة معروف، وأن إسناده متصل صحيح، في تحقيق أجريته عليه لا أظن أحدًا سبقني إليه، أودعته في «الصحيحة» برقم (199)؛ اهـ.

[3] سبق تخريجه قريبًا، وأنه في «الصحيحين»، والله أعلم.

[4] سبق تخريجه قريبًا، وأنه في «مسلم»، والله أعلم.

[5] راجع للمزيد: «مجموع الفتاوى» (4/ 481)، و«إيثار الحق على الخلق» (ص158)، وغيرهما.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.04 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]