|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ورتل القرآن ترتيلًا عبدالرحمن بن مصطفى المنشاوي الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وعلى كل من اهتدى بهديِه، واستنَّ بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين؛ أما بعد: فلإقبال كثير من المسلمين والمسلمات على قراءة القرآن الكريم في رمضان، بين متأنٍّ ومستعجل في القراءة، رأيت أن أذكِّر عموم المسلمين والمسلمات ببعض الأمور، وأعلم أن الكثير من أهل العلم كتبوا في هذا الموضوع، فأردت أن أحذو حذوهم، ويكون لنا نصيب في هذه التذكرة، وجعلتها في سؤال وجواب: أولًا: كيف يُقرأ القرآن؟ يُقرأ بالتحقيق[1]، وبالحدر[2]، وبالتدوير[3] الذي هو التوسط بين الحالتين، مرتَّلًا مجوَّدًا بلحون العرب وأصواتها، وتحسين اللفظ والصوت بحسب الاستطاعة[4]. ثانيًا: ما معنى التجويد؟ عبارة عن الإتيان بالقراءة مجودةً بالألفاظ، بريئةً من الرداءة في النطق، ومعناه انتهاء الغاية في التصحيح وبلوغ النهاية في التحسين[5]. ثالثًا: اذكر آيتين في الحث على تدبر الآيات. أ- قال الله تعالى: ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ﴾ [الإسراء: 106]. قال ابن الجوزي رحمه الله: "على تُؤَدَةٍ وترسُّل ليتدبروا معناه"[6]. ب- قال الله تعالى: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4]. قال القرطبي رحمه الله: "أي: لا تعجَل بقراءة القرآن، بل اقرأه في مَهَلٍ وبيان مع تدبر المعاني"[7]. رابعًا: هل ورد عن بعض السلف أنهم كانوا يقرؤون القرآن في يوم ويومين وثلاثة؟ قال ابن كثير رحمه الله: "وهذا نادر جدًّا، فهذا وأمثاله من الصحيح عن السلف محمول إما على أنه ما بلغهم في ذلك حديث، أو أنهم كانوا يفهمون ويتفكرون فيما يقرؤونه مع هذه السرعة، والله سبحانه وتعالى أعلم"[8]. خامسًا: هل الأفضل الترتيل وقلة القراءة، أم السرعة مع كثرة القراءة؟ قال ابن الجزري رحمه الله: "والصحيح - بل الصواب - ما عليه معظم السلف والخلف؛ وهو أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من السرعة مع كثرتها؛ لأن المقصود من القرآن فهمه والتفقُّه فيه والعمل به، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه، وقد جاء ذلك منصوصًا عن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما"[9]. سادسًا: هل هناك قول وسط بين هذين القولين؟ نعم؛ قال النووي رحمه الله: "والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف، فليقتصر على قدر ما يحصل له كمال فهم ما يقرؤه، وكذا من كان مشغولًا بنشر العلم، أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة، فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين، فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حدِّ الملل والهذرمة"[10]. سابعًا: هل ذُكرت أمثلة تقريبية لمن يقرأ بتدبر، ومن يقرأ بسرعة؟ نعم، هناك عدة أقوال: 1- عن أبي وائل، عن عبدالله[11]، قال: "غدونا على عبدالله، فقال رجل: قرأت المفصَّل البارحة، فقال: هذًّا[12] كهذِّ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة، وإني لأحفظ القرناء[13] التي كان يقرأ بهن النبي صلى الله عليه وسلم، ثمانيَ عشرةَ سورةً من المفصل[14]، وسورتين من آل حم[15]"[16]. 2- سُئل مجاهد عن رجلين؛ قرأ أحدهما البقرة، والآخر البقرة وآل عمران في الصلاة، وركوعهما وسجودهما واحد، فقال: "الذي قرأ البقرة وحدها أفضل"[17]. 3- قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: "واعلم أن الترتيل مستحب لا لمجرد التدبر، فإن العجمي الذي لا يفهم معنى القرآن يُستحب له في القراءة أيضًا الترتيل والتُّؤدة؛ لأن ذلك أقرب إلى التوقير والاحترام، وأشد تأثيرًا في القلب من الهذرمة والاستعجال"[18]. 4- قال ابن الجزري رحمه الله: "وأحسَنَ بعض أئمتنا - رحمه الله - فقال: إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجلُّ وأرفع قدرًا، وإن ثواب كثرة القراءة أكثر عددًا: فالأول كمن تصدق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبدًا قيمته نفيسة جدًّا. والثاني كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عددًا من العبيد قيمتهم رخيصة"[19]. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [1] معناه: المبالغة في الإتيان بالشيء على حقِّه من غير زيادة فيه، ولا نقصان منه. [2] عبارة عن إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها، بالقصر والتسكين، والاختلاس والبدل، والإدغام الكبير، وتخفيف الهمز، ونحو ذلك. [3] فهو عبارة عن التوسط بين المقامين من التحقيق والحدر. [4] نشر القراءات العشر (1/ ص 682، 685، 686) لابن الجزري. [5] نشر القراءات العشر (1/ 696). [6] زاد المسير في علم التفسير (3/ 59). [7] تفسير القرطبي (19/ 37). [8] فضائل القرآن (ص 256، 257). [9] نشر القراءات العشر (1/ 691). [10] التبيان في آداب حملة القرآن (ص 68). [11] عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. [12] هو سرعة القراءة من غير تأمل للمعنى، كما يُنشد الشعر وتُعد أبياته وقوافيه. [13] النظائر في الطول والقصر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بينها في صلاته. [14] هو السور التي كثُر الفصل بينها وهو - لدى الجمهور - من سورة الحجرات حتى آخر القرآن، وقيل غير ذلك؛ [صحيح البخاري، تعليق مصطفى البغا (6/ 193)]. [15] أي: السور التي أولها حم؛ [صحيح البخاري، تحقيق مصطفى البغا (6/ 195)]. [16] صحيح البخاري (5043). [17] تفسير الطبري (15/ 575). [18] إحياء علوم الدين (1/ 277). [19] نشر القراءات العشر (1/ 692).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |