لماذا نحتاج إلى التفسير الموضوعي في عصرنا الحديث؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 923 - عددالزوار : 204900 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3094 - عددالزوار : 357107 )           »          وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها ووجوب قص الشارب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          وبشر الصابرين.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أشنع جريمة في التاريخ كله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تحريم الاستعاذة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلَّا الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          البخل سبب في قطع البركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          وقفات تربوية مع سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من أسباب الثراء الخفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          قبسات من علوم القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-08-2024, 10:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,037
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا نحتاج إلى التفسير الموضوعي في عصرنا الحديث؟

لماذا نحتاج إلى التفسير الموضوعي في عصرنا الحديث؟

دلال حمدي

التفسير الموضوعي قبل أن نبين الحاجة إليه يمكن أن نعرفه، فالتفسير كلمة تدل على البيان والتوضيح؛ يقول الجوهري (ت: 393هـ): "الفَسْرُ: البيان، وقد فسَّرت الشيء أفسِّره بالكسر فَسْرًا، والتفسير مثله، واستفسرته كذا؛ أي سألته أن يفسره لي"[1].

أما في الاصطلاح فهو: "الشرح والبيان، وتفسير القرآن من العلوم الإسلامية يُقصَد منه توضيح معاني القرآن الكريم، وما انطوت عليه آياته من عقائدَ وأسرارٍ، وحِكَمٍ وأحكام"[2].

والتفسير الموضوعي عرَّفه مصطفى مسلم بقوله: "قضية، أو أمر متعلق بجانب من جوانب الحياة، في العقيدة أو السلوك الاجتماعي أو مظاهر الكون، تعرضت لها آيات القرآن الكريم"[3].

وعرَّفه الفرماوي بقوله: "جَمْعُ الآيات القرآنية ذات الهدف الواحد، التي اشتركت في موضوع واحد، وترتيبها حسب نزولها ما أمكن، مع الوقوف على أسباب نزولها، وتناولها بالشرح والبيان، والتعليق والاستنباط، وإفرادها بالدرس المنهجي الموضوعي"[4].

فهو - إذًا - أخْذُ موضوع من موضوعات القرآن الكريم، وجمع الآيات الواردة فيه، وتفسيرها، وبيان الترابط بينها.

أما أهمية هذا التفسير، وحاجتنا إليه في وقتنا المعاصر، فيتبين في الآتي:
أولًا: مواكبة المستجدات:
لا شكَّ أن القرآن الكريم مَعينٌ لا يَنْضُب، وهو صالح لكل زمان ومكان، حتى يرفعه الله من صدور الناس.

كما أن الواقع المعاصر مليء بالوقائع والأحداث والموضوعات الجديدة، التي تحتاج إلى هدايات قرآنية؛ تقول الدكتورة فاطمة بيهردي: "إن بروز أفكار جديدة ونظريات مُستحدَثة على الساحة الفكرية، لا يمكن تغطيتها وإيجاد حلول لها إلا بالرجوع إلى القرآن الكريم؛ ذلك أن نصوص القرآن محددة، والقضايا التي تتناولها بالتوضيح والبيان والتفصيل محدَّدة أيضًا، أما المشاكل الإنسانية وآفاق المعرفة، فغيرُ محددة ما دامت الحياة مستمرة على هذه الكرة الأرضية، ولا يمكن أن نُجابِهَ هذه المشكلات بظواهر النصوص المحددة، بل نجد المرونة والسعة في الخطوط الأساسية التي تعرِض لها آيات التنزيل الحكيم.

ومن خلال هدايات القرآن الكريم نستطيع أن نصل إلى أنوار كاشفة تنير لنا الطريق، ومن ثَمَّ فلا يمكن مجابهة مشاكل العصر بغير أسلوب التفسير الموضوعي"[5].

ويقول مصطفى مسلم: "وقد أشْكَلَ على بعض من لا حظَّ له في القرآن كيفيةُ وفاء النصوص من الكتاب والسُّنَّة بحاجات البشر المتجددة، وقالوا: إن النصوص محصورة، ودولاب الحياة لا يتوقف والأحداث تتجدد، والأفكار والمبادئ تُطرح على الساحة في كل جيل مما لا عهد للأجيال السابقة بها، وهناك نظريات اجتماعية وثقافية واقتصادية ومشكلات لم يكن لها وجود في عصر التنزيل، فكيف يُستنبط من النصوص أحكامها، وتُعرف الهدايات الربانية بشأنها؟!

من هنا كانت أهمية التفسير الموضوعي الذي يهتم بالهدايات القرآنية، ويحاول الكشف عنها من خلال السياق والسباق للآيات الكريمة، ومن خلال تتبع الكلمة واستعمالاتها، ومن خلال التعرف على المناسبات والروابط بين السور والآيات، وبين بدايات الآيات وفواصلها، وافتتاحيات السور وخواتيمها"[6].

وهذا لا يعطينا هدايات للقرآن في المسائل المعاصرة فحسب، بل يظهر مدى صلاحية القرآن الكريم لكل زمان ومكان، فمتى ما استجدت موضوعات في الساحة الفكرية، أو السياسية، أو الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو غير ذلك، وجدنا في القرآن الكريم ما يعطينا معالم طريق لكيفية السير في هذا الموضوع.

ثانيًا: الأفكار الحديثة والتفسير الموضوعي:
يموج العالم بأفكار حديثة تمَسُّ العقيدة والدين، والتفسير الموضوعي يساعد على الوقوف لحلِّ مثل هذه القضايا، أو معرفة صحة وخطأ مثل هذه الأفكار، والمطَّلع يعلم كيف تنتشر الأفكار؛ مثل: الإلحاد والرأسمالية والشكِّيَّة، واللا أدرية، والأفكار الفلسفية المصادمة للدين، والتفسير الموضوعي يُنير بصيرة الإنسان في مثل هذه الموضوعات؛ يقول الدكتور فضل عباس: "إن القرآن الكريم دعوة عالمية تهدف إلى تطهير العادات، وتوضيح العقائد، وإلغاء العنصرية، وإحقاق الحق والعدل؛ ولهذا فقد دعا سبحانه إلى فهم القرآن وتدبُّره، ودراسته دراسة تكشف للناس ما فيه من تشريعات ومبادئ، تُشعرهم بما للقرآن من اتصال بالنظم السياسية والاجتماعية، والاقتصادية والحربية، والسلوك الأخلاقي، وطلاب العلم - كما يرى بعضهم - لا يمكنهم الوصول إلى هذا الغرض من كتب التفسير التحليلي، فهي لن تُعينهم على الوصول إلى أهداف الموضوعات القرآنية؛ ولذا كانت الحاجة ماسَّةً إلى هذا العلم"[7].

ثالثًا: الدراسات القرآنية المعاصرة:
إن الضرورة تدعو اليومَ إلى دراسة مفاهيم القرآن الكريم في شكل موضوعيٍّ متكامل؛ بحيث تبرز القضية العامة التي وُضِعَ من أجلها.

والمطَّلع والمتابِع يجد أن هناك علومًا جديدة، برزت في الساحة المعاصرة تحتاج إلى ضبط قواعدها وفق الهدايات القرآنية، ومن أفضل الطرق لضبطها ووضع قواعد لها هو التفسير الموضوعي، وحتى لا نقع في فخ الانتقاء، أو من يأخذ بعض القرآن دون بعض، وهذا إنما يكون عبر دراسة موضوعية لآيات القرآن وهداياته في هذا المجال.

يقول مصطفى مسلم وهو يبين هذا الأمر: "لقد نالت بعض العلوم القرآنية حظًّا وافرًا من جهود العلماء، وصُنِّفت فيها المصنَّفات الكثيرة؛ مثل: العلوم المتعلقة بالجوانب اللغوية، والدراسات الفقهية لآيات الأحكام، إلا أن علومًا جديدة برزت تحتاج إلى تأهيل قواعدها على ضوء القرآن الكريم؛ مثل: الإعجاز العلمي؛ فقد برز هذا العلم، وكثرت الكتابات فيه، إلا أنه يحتاج إلى ضبطه بقواعد علمية مستمدة من هدايات القرآن الكريم؛ لتجنُّب الإفراط والتفريط في إدخال الآيات مجال البحث، والمتعلقة بالعلوم التجريبية من علوم الفلك والطبيعة والإنسان.

وكذلك علم أصول التربية القرآنية، فبعد بروز المدارس الاجتماعية، ومدارس علم النفس في الغرب، وغزوها للأمم والشعوب، ومحاولة إقامة صرح التعليم والتربية حسب مناهجها، رأى المفكرون المسلمون أن من الضرورة بمكان استخلاص مبادئ هذا العلم من هدايات القرآن الكريم، ولا زالت الكتابات في هذا الجانب قليلة جدًّا؛ إذ تحتاج مثل هذه العلوم إلى علماء راسخين في علوم الشريعة، إلى جانب استيعابهم لثقافة العصر، ومناهج المدارس الحديثة في الغرب والشرق، إلى جانب مَلَكَةٍ قوية في الإبداع والاستنباط؛ ليقوم هذا العلم على أُسُسٍ راسخة.

ومثل هذا أصول علم الاقتصاد الإسلامي، وأصول الإعلام الإسلامي.

إن كثيرًا من العلوم تلعب دورًا هامًّا في حياتنا المعاصرة، ولا زالت معالم هذه العلوم غير واضحة الصلة بهدايات القرآن، ولا يمكن أن نجد نصوصًا محددة من القرآن الكريم أو السنة النبوية تناولَتْها، وإنما نستشفُّ أصولها من خلال روح النصوص الكريمة، وهدايات القرآن الكريم، والسوابق القضائية والفقهية لسلف هذه الأمة، ولا وسيلة لوضع أُسُسِ هذه العلوم وبيان ضوابطها، إلا من خلال التعامل مع الآيات الكريمة، وفق منهج التفسير الموضوعي"[8].

رابعًا: الأسئلة الملحة المعاصرة والتفسير الموضوعي:
التفسير الموضوعي هو تفسير العصر والمستقبل؛ حيث يعالج ما يجد في حياة الناس من قضايا وأحداث لم تكن موجودة، فيقوم المفسِّر من خلال هذا التفسير باستخراج الحلول القرآنية لهذه الأمور المستجدَّة، من خلال استنطاق النصوص والكشف عن وجوه جديدة من الهدايات القرآنية، وهذا يبرز جوانب جديدة من وجوه الإعجاز القرآني الذي لا تنقضي عجائبه؛ فهو المعجزة الخالدة الباقية، التي تُقيم الحجة على الأجيال كلها.

ومما يتعلق بهذا الشأن: أن التفسير الموضوعي يعالج الشبهات والطعون التي يثيرها أعداء الإسلام بين الحين والآخر، فتُغلق أبوابُ فتنةٍ وشكٍّ في دين الله، وتفشل مخططات الأعداء ومكرهم وعداؤهم للإسلام والمسلمين، فلا مجال للغزو الفكري الثقافي[9].

هذا جزء من أجزاء كثيرة تبين أهمية التفسير الموضوعي، وأهمية الالتفات إليه.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
=============================================
[1] الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (2/ 781).

[2] المعجم الوسيط (2/ 688).

[3] مباحث في التفسير الموضوعي (ص: 16).

[4] البداية في التفسير الموضوعي (ص: 13)، وينظر: التفسير والمفسرون في العصر الحديث، فضل عباس (1/ 645).

[5] التفسير الموضوعي، الرؤية الجديدة لتفسير القرآن (ص: 4-5).

[6] مباحث في التفسير الموضوعي (ص: 2).

[7] التفسير والمفسرون في العصر الحديث، فضل عباس (1/ 661).

[8] مباحث في التفسير الموضوعي (ص: 32).

[9] ينظر: وقفات مع نظرية التفسير الموضوعي (ص: 26).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.71 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]