|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي يهملني وينفق على أهله الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة تشكو أن زوجها كثير الإنفاق على أهله، في حين أنهم لا يمتلكون بيتًا ولا سيارة، وفي قلة من العيش، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ تفاصيل السؤال: أنا أمٌّ لثلاثة أطفال، زوجي يحتل وظيفة جيدة (دكتور جامعي) ولله الحمد، مشكلتي مع زوجي أنه كبيرُ أسرته، عاش والداه في فقرٍ، فلما كبر وأصبح ذا وظيفة، طمِع الكل فيه، أهل زوجي يسكنون في بيت ملكٍ لهم، في حين أنني وزوجي وأولادي نستأجر بيتًا، ولا نملك سيارة، وليس لزوجي طموح فيها أصلًا، نأكل كأواسط الناس، ونلبس أقل منهم، الراتب لا يكفيه أن يبنيَ بيتًا أو يشتريَ أرضًا؛ فدخل في مشاريع فلاحية، ونظرًا لظروف عمله لم يستطع أن يقوم عليها، فأدخل أخاه شريكًا معه، وخسرا جميعًا، وها نحن ذا بعد عشر سنوات، ليس لنا بيتٌ ولا سيارة، نأكل ونشرب في قلة من أمرنا، وهو مدين منذ سبع سنوات، ويعطي راتبًا شهريًّا لأبيه، بعد أن بلغ الستين فأُوقف عن العمل، ويعطي أخته راتبًا شهريًّا؛ لأنه أوقفها عن الدراسة، ويصل أخواته المتزوجات، فمثلًا: اشترى لإحداهن ماكينة خياطة من النوع الغالي، وأعطى أمَّه بستانًا من شجر الزيتون؛ إرضاء لها إذ ظنت أنه لا يريدها أن تقربه، وهي غاضبة على صناديق العسل التي يملكها، فلا أستبعد أن يعطيهم لها، ومع كل هذا فهي لا تسكت عني، تقول: أعطيتكِ ابني، أخذتِ ابني، يا ليتها تسكت، أرهقتني نفسيًّا وأنا صامتة، ولا أقول لزوجي ولا لوالدي، بمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فملخص مشكلتكِ هو: 1- زوجكِ هو كبير أسرته وهو كريم جدًّا مع أهله وأخواته حتى المتزوجات. 2- دخل زوجكِ في مشاريع وخسر فيها وهو مدين. 3- والدته لها سطوة ويبدو أنه يخاف من لسانها كثيرًا، أو من الوقوع في عقوقها. 4- ويبدو أن والدته تغارُ منكِ كثيرًا لِما ترى من حُبه لكِ. 5- يظهر ذلك جليًّا في فلتات لسانها مثل قولها: (أخذتِ ولدي)! 6- وقد يكون ذلك ظهر أيضًا في رغبتها تملُّكَ كل ما يملكه ولدها؛ حتى لا تتمتعي به. 7- ومن نتائج خوفه منها إغداقه عليها وعلى أخواته، رغم أنه مدين؟ 8- نتج عن ديونه وعن إكرامه الزائد لوالديه ولأخواته تقصيرٌ في حقوقكم المالية. 9- تشتكين من عدم تملككم لمنزل أو لسيارة، ولعل هذا راجع لسوء التدبير المالي وللديون. فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: قدِّري إلى حدٍّ ما مسؤولية زوجكِ؛ حيث يضطلع بالإنفاق على والديه وعليكم، وتحمَّلي قدر الاستطاعة، واحتسبي في ذلك الأجر العظيم عند الله سبحانه في مساعدة زوجكِ للبر بوالديه. ثانيًا: من الطبيعي أن الذي يُعاني من ضائقة مالية، ومن ضغوط النفقات، وضغوط والديه عليه قد لا يُحسن التدبير، وقد يُعاني من الهموم؛ فكوني حكيمة، واجتهدي في مساعدته في حسن التدبير، واتركي كثرة اللوم والعتاب؛ فهي تُكدِّر خاطره، وتزيده همًّا وغمًّا ولا تُعالج المشاكل. ثالثًا: ما دام زوجكِ مدينًا، فالدائنون أحق بالوفاء لهم؛ فلذا يُنصح برفق بأن يُقدم حقوقهم على مساعدة غيرهم مثل الأخوات. رابعًا: زوجته وأبناؤه أولَى بالإنفاق عليهم من أخواته، فلا يصح أبدًا أن يُغدقَ على أخواته، وفي المُقابل يقصر في نفقاته على أهل بيته؛ فهم أولى بماله، والأجر فيهم أعظم. سادسًا: لا يصح أبدًا أن يبحث الزوج عن السمعة والذكر الطيب بالإنفاق على الغير، في مقابل التقتير على الزوجة والأبناء. سابعًا: أما والداه فيُعطيهم قدر ما يكفيهم فقط حسب استطاعته، وليس في ذلك عقوق لهم، خاصة أنه مدين، وأما أخواته المتزوجات، فلديهم أزواج ينفقون عليهم، وما دام مدينًا ولا يستطيع ماليًّا القيام بشؤون أسرته، فليس عليه واجب شرعي تجاه أخواته، فلا يُكلف نفسه ما لا تُطيق من أجل إرضائهم، أو إرضاء والدته، أو لأجل السمعة ونَيل المديح. ثامنًا: ما دام أن والدته تغار منكِ، فعلى زوجكِ أن يكون حكيمًا، فلا يُظهر حبه الزائد لكِ عند أمه، لا بالكلام ولا بالأفعال ولا بالنفقات، وعليه كتمان أخباركم عنها تمامًا. تاسعًا: وأنتِ اعتبري ما تسمعينه من أمه من كلام جارح ابتلاءً وامتحانًا لكِ، ورفعًا لدرجاتكِ، وتكفيرًا لخطاياكِ؛ ولذا فاصبري واحتسبي، واكظمي غيظكِ عنها وعن زوجكِ، وأكثري من الاسترجاع؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ * وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 153 - 157]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]. عاشرًا: عليكما جميعًا بالأخذ بأسباب شرعية تكون عونًا لكما بإذن الله في تفريج الكرب، وتسديد الديون؛ منها: الإكثار من الدعاء مع قوة الثقة بالله سبحانه؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]. كثرة التوبة والاستغفار؛ لأن الذنوب سببٌ لنقص البركة وللمصائب، والتوبة منها سبب لحلول البركات؛ قال تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]. كثرة الاسترجاع؛ وتأملوا كثيرًا في الحديث الآتي: عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبدٍ تُصيبه مصيبة، فيقول: ﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156]، اللهم آجرني في مصيبتي، واخْلُف لي خيرًا منها، إلا آجره الله تعالى في مصيبته، وأخلف له خيرًا منها، قالت: فلما مات أبو سلمة، قلتُ: أيُّ المسلمين خير من أبي سلمة؛ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إني قلتها، فأخلف الله لي خيرًا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم))؛ [رواه مسلم]. حادي عشر: لا بد أن يتعلم زوجكِ حفظه الله سياسة إدارة المال والتوفير، وهجر الإنفاق على الغير بحثًا عن السمعة والمديح، فلن تُورِثه إلا علقمًا مرًّا. ثاني عشر: ولا بد أن يتعلم فقه النفقات الواجبة والمستحبة، متى تكون، ولمن تكون، والقدر الذي تكون به. حفظكما الله، ويسر لكم قضاء ديونكم، وتفريج كربكم. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |