|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أريد أن أنطق كلمة "بابا" أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: فتاة تربَّت في حضانة أمِّها التي انفصلت عن أبيها مذ كانت جنينًا في بطنها، ولم تشعُر بذلك الفقد إلا بعد أن كبرت، فقد شعرتْ بالوَحدة وفِقدان الأسرة المكتملة، وتسأل: ما الحل؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا في السادسة عشرة من عمري، انفصل والداي عندما كنت جنينًا في بطن أمي، وكنت أرى أبي ساعتين أسبوعيًّا تبعًا لقرار الوصاية من المحكمة، وبقيت على هذه الحال؛ أذهب عند أبي أقضي الساعتين بكل ملل، ثم تأتي أمي لأخذي، كنت أفرح عندما أترك أبي كطفل الروضة الذي يفرح عند انتهاء دوام المدرسة، أبي لم يشعرني بحبه ولو لمرة واحدة، لم يهتم بي قط، لا أذكر أنه داعب شعري، أو ناداني بابنتي، أو ناديته أنا "بابا" من قبل، كان والدي قد تزوج وأصبح لديه طفلان، كنت ألعب معهما، زوجته امرأة طيبة للغاية، لم تفرقني عن أطفالها، كنت أزور والدي حتى عمر الرابعة، ثم قررت المحكمة أن تعطي وصايتي لأمي، وفي آخر زيارة له وعند الخروج من منزله ورغم صغر سني - أذكر أنني طرت فرحًا؛ لأنني كنت أمَلُّ كثيرًا في منزله، ولا أحب زيارته، فرِحتُ ذلك اليوم، ولكن لم أدرك أنني عندما أكبر سأتألم بهذا القدر أنني لن أراه ثانية، والآن أبكي كل يوم وأتساءل: لماذا لا يسأل عني مذ كنت في الرابعة؟ أتمنى لو أنطق كلمة "بابا" لمرة واحدة فقط، منذ مدة وجيزة بحثت عن صفحته على الفيسبوك، فوجدت صفحة أطفاله وزوجته، ثم وصلت إلى صفحته، ورأيت تعليقات ابنته وكيف أنها تقول له: "بابا"، تألمت كثيرًا أنني لست مكانها، ثم وجدت صورته مع أولاده الذين أصبحوا ثلاثة، وقتها بكيت وقلت في نفسي: لماذا أنا لست بينهم؟ لماذا يحبهم ولا يحبني؟ ألست ابنته أيضًا؟ ثم وجدت عقلي قد أجابني: أنتِ تتألمين لأنك تملكين أبًا واحدًا، وهو ليس موجودًا، أما هو فلديه أسرة وأطفال، وليس بحاجة إليكِ، أجل، أنا لا أملك سوى أمي، لا أملك أبًا أو إخوة؛ لذلك أشعر بالنقص والوحدة، أما هو فيملك أسرة متكاملة؛ لذا فهو لا يحتاجني، لم أخبر أمي قط أنني أريد رؤيته، ولدي العديد من الأسئلة التي تجول بخاطري وأود أن أسأله عنها، لأنني أخجل من سؤال أمي عنه، رغم أنني سمعتها كثيرًا تتحدث عن كم كان يحبها، وأنها هي من أرادت الطلاق منه، وأسمعها تقول: إنه لم يحبني، ولم أخبر أحدًا أنني بحاجة إليه سوى الله، فقد شكوت لله كثيرًا، وأنا أخبركم على أمل أن تجدوا لي حلًّا يخرجني من وحدتي ومن حاجتي الملحة إلى عائلة متكاملة تحوي أمًّا وأبًا وإخوة، أفيدوني أفادكم الله، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وزوجه أجمعين؛ أما بعد: صغيرتي الحبيبة: ملأ الله قلبكِ به وبحبه سبحانه، وجعل لكِ أنيسًا يسعدكِ ويرضيكِ، ويعوض وحدتكِ أنسًا، وفراغ قلبكِ حبًّا. كل مشاعركِ هذه طبيعية جدًّا، خاصة في هذه السن الذي بدأت فيه أنوثتكِ تكتمل، وتحتاجين إلى رجل في حياتكِ، وبالفطرة أول رجل يملأ وجدان المرأة، وتشعر بفراغ قلبٍ إن غاب عنها هو الأب. فأنتِ الآن ناضجة، تفهمين أنكِ صرتِ أنثى جميلة، فبرزت حاجتكِ النفسية للحماية والأمان، ومن طبيعة الفطرة أن يكون الأب هو أول منقذ ومحب وحامٍ لكِ، فيزداد حب البنت لأبيها في هذه السن، وتعلقها به واهتمامها به، وبالطبع حبه لها واهتمامه بها، وفي خضم هذا الفراغ الشعوري لا بد أن تبحثي عن والدكِ، فهذا طبيعي جدًّا، ويدل على نقاء فطرتكِ، بغض النظر عن الأسباب يهمنا الآن السؤال الذي يملأ قلبكِ: ماذا أفعل؟ إما أن أجد أبًا وإما أن يستمر شعوري بالألم، ماذا أفعل؟ الأمر يسير جدًّا بإذن الله، ولكنه يحتاج إلى صبر وحذر، وربما يسبب لكِ ألمًا خفيفًا - إن شاء الله - فتسلحي بالصبر وتوقعي بعض الصعوبات، ولكن واصلي طريقكِ مستعينة بالله، واجعلي نيتكِ في كل خطوة البر بوالدكِ لإرضاء الله أولًا، وللحصول على مشاعر الأمان والحماية من مصدرها الطبيعي الحلال وهو الأب، حتى يرزقكِ الله عز وجل بالزوج الصالح الذي يملأ حياتكِ سعادة ورضًا. أولًا: صارحي أمكِ بشوقكِ لوالدكِ، وأنكِ وجدتِ حسابه على المواقع، وتشتاقين للتواصل معه، وأظنها امرأة عاقلة سوف تتفهم حاجتكِ، ولن تمانع من ذلك، وإذا مانعت فلا تغضبيها، بل اتركي التواصل معه، وتواصلي مع إحدى عماتكِ أو أعمامكِ يكونون هم جسر الوصل بينكما. ثانيًا: لا تخجلي من شيء، فهو أبوكِ، اكتبي له مشاعركِ وعبِّري له عن كل الحب والشوق الذي يملأ قلبكِ، وقللي اللوم والعتاب، وتذكري أنكِ نفسكِ فرحتِ عندما ابتعدتِ عنه؛ لأن أجواء أمكِ وقتها لم يكن فيها ملل، هو الآن يعيش أجواء عادية، وفي ضميره أنه ضحى وترككِ لأمكِ من أجل راحتكِ. وصدقيني، لقد تألم لفقدكِ كما تتألمين أنتِ الآن، ولكنه يعلم أن الأم أرحم من زوجة الأب، مهما كانت، فآثَرَ راحتكِ على راحته. ثالثًا: عندما تتواصلين معه، كوني لطيفة؛ فهو أبوكِ (أحد أبواب الجنة)، لا تحمِّلِيه عبء معاناتكِ، خذي منه الحب وكفى، فإن آنس منكِ برًّا ورحمة، فسيكون هو من يبحث عن مشاكلكِ ويتحملها معكِ. رابعًا: لا تذكري له أمكِ ولا أخبارها؛ لأن زوجته قد تغار الآن، وتفسد عليكِ علاقتكِ به، أو تظن أن عودتكِ هدفها إرجاع زواجه من أمكِ، هكذا النساء تفكر، فلا تذكريها أمامهما أبدًا، وتلطفي مع زوجه وإخوتكِ، واعلمي أن تعاملهم معكِ سيكون ردَّ فعلٍ لتعاملكِ أنتِ معهم، إن كنتِ ودودة فسيبادلونكِ ودًّا بودٍّ، فتحكمي في مشاعر الغيرة التي ربما تظهر منكِ، واعلمي أن كل إنسان في الدنيا له نافذة كبد يعاني منها، فلا تعتقدي أنهم في جنة وأنتِ في نار، ولكن كل إنسان تكون معاناته قدر طاقته. خامسًا: إذا تعذر تواصلكِ معه لأي سبب، فعليكِ بأمرين: الأول: لا تحزني، كم من فتاة توفي والدها وعاشت حياة سوية! الأب والأم هما أهم أشخاص في الدنيا، نعم، لكن الله هو الخالق ولي أمرنا، مدبر أمورنا، والحمد لله أنه حي لا يموت، كريم رزاق مدبر لا يعجز، فإن ذهب الأب وضعفت الأم، فالله موجود. الثاني: وطدي علاقتكِ بمحارمكِ مثل خالكِ وجدكِ وخال أمكِ وعمها ... كل محارمكِ من الرجال تحدثي إليهم، خذي رأيهم في كل شيء، تبادلي معهم الهدايا والسؤال ... أنفقي عواطفكِ عليهم، ستجدين منهم حبًّا خالصًا، وسوف تهدأ نفسكِ وتعتادين ذلك، وبإذن الله سترزقين زوجًا صالحًا، وذرية طيبة تملأ قلبكِ، وتستمر حياتكِ كما تحبين. أعلم أنكِ صغيرة على كل ذلك، لكنها حكمة الله العليم الخبير، لا شك أن الزمن سيكشف لكِ أن تدبير الله سبحانه لكِ كان هو الخير، وما أدراكِ لو استمر والداكِ معًا، رغم عدم تفاهمهما، لكانت حياتكِ جحيمًا. أكثري من الحمد والاستغفار، وحاولي التقرب من والدكِ، وإن استحال ذلك لأي سبب، فارضي بقضاء الله فيكِ، مع الدعاء بأن يعوضكِ الله خيرًا بعلمه ورحمته.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |