|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الغيرة والحسد ومراقبة الآخرين أ. أحمد بن عبيد الحربي السؤال: ♦ الملخص: شاب يشعر بالفشل والإخفاق وتفوق أقرانه عليه، وبأنه قد خيَّب ظن أبويه، وذلك بعد أن غيَّر تخصصه وهو الطب، وقد أنتج ذلك لديه حسدًا للآخرين، ويسأل: كيف يرضى بما أعطاه الله؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شخص متفوق دراسيًّا ولله الحمد، بدأت مشكلتي عندما غيَّرت تخصصي من الطب؛ وذلك لعدم رغبتي به، ومع أن الأهل داعمون لي، فقد جاءني شعور بالإخفاق، وتبِعَهُ شعور بانعدام الثقة؛ بحيث أصبحت الآن لا أستطيع مواجهة الطلاب لإلقاء كلمة مثلًا، ولا أستطيع مواجهة الناس، فأصابني الحزن لحالي، وتشكَّلت عندي أزمة أخرى جاءت من مراقبتي للناس؛ فيومي كله يذهب سدًى في مراقبة الناس، ما شكَّل لديَّ غيرة وحسدًا؛ إذ كيف لفلانٍ أن يكون متعدد العلاقات، معروفًا عند الناس، ومحبوبًا بينهم، بينما أنا علاقاتي محدودة، علمًا بأنني أنا مَن صنعت لنفسي العلاقات المحدودة؛ فمنذ صغري وأنا أُبعد الناس من حواليَّ، ولا أحب الاجتماعات الكبيرة، ومع تراكم الهموم والأفكار أحسستُ بشعور الخيبة والإخفاق، وأشعر أنني خيبتُ ظنَّ والديَّ، وأريد تغير شخصيتي وتغيير تلك الأفكار التي تخبرني أن لا شيءَ سيتغير، أرغب بالسعادة، وأن أكون شاكرًا لِما لديَّ، حامدًا لِما أعطاني ربي، وألَّا أحسد أو أراقب أحدًا، وألَّا يذهب يومي بتفكير سلبي، أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فمرحبًا أخي الكريم، ونشكرك على الثقة بهذا الموقع. القرارات المصيرية إذا اتخذها الإنسان عن قناعة ودِراية بواقِعه، فإنه من المُفتَرَض أن يشعُر بالرضا عن ذاتِه، وحتى لو لم يصِلْ إلى مقصودِهِ، فإنه يكون قد حَفِظَ لنفسِهِ حق الاختيار والتجرِبة. نُحطِّم ذواتنا أحيانًا وبلا قصد، حين نتَّخِذ المقارنة بالآخرين مقياسًا لمدى نجاحنا وتفوقنا؛ فقدرات الناس متفاوتة، وكذلك ظروفهم متباينة. وحتى نكون مُنصِفين لذواتنا، لا بُدَّ من تقبُّلِها أولًا واحترام ما لدينا من قدرات، ثم السعي لسدِّ مواطن الخَلَل والتقصير؛ ذلك أنَّ القسوة في التعامل مع الذات، ومطالبتها بالكمال دائمًا يهبِط بمستوى تقدير الذات إلى الحضيض، وبالتالي يؤدي لمزيد من الإخفاق والفشل. وإذا أردنا أن نرتقيَ بأدائنا، فإننا نحتاج أن نُركِّز على ما نريد نحن، ومعرفة ما هو المجال الذي يُناسِب قدراتنا، وأين هو شغفُنا، وفي نفس الوقت لا ننشغل بأفعال الآخرين، ولا بنظراتهم لتصرفاتنا، فكلٌّ له رأيه الخاص واهتماماته. وبالنسبة لمواطن القصور والضعف في الإنسان، فإنها تختلف من شخص إلى آخر، وليس التصرف السليم هو الوقوف حائرًا تجاهها وندب الحظ، بل عليك المبادرة بإصلاح ما تستطيع، وتقويم السلوكيات عن طريق الاطلاع والتعلُّم أولًا، ثم البداية الجادة والرغبة الصادقة في الحصول على ما تُريد. سائلاً الله لك التوفيق والسداد، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |