|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أهلي يفضلون أختي علي أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة لها أختٌ من أبيها اجتماعية ومَرِحةٌ، في حين أنها هي خجولٌ وهادئةٌ، وأهلها دائمًا يُفضِّلون أُختها عليها؛ مما أضعَف ثقتَها في نفسها. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا فتاةٌ نشأتُ في عائلة كبيرة، إضافة إلى زوجة أبي الثانية، وأبنائها العشرة، منذ الصِّغر وأهلي يقارنون بيني وبين أختي من أبي، التي تماثلني عُمرًا، لكن صفاتنا تَختلف، فأنا كنتُ هادئةً وخجولًا، وهي كانت مَرِحةً واجتماعية. كان من الممكن أن نكون قريبتين جدًّا، بحُكم أننا أختان وبنتان، لكنَّ نظرةَ أهلي إليها على أنها أفضلُ مني دمَّرتْني، وأظن أيضًا أنها قد تعرَّضتْ للشيء نفسه! نَمتْ بيننا الغيرةُ والكُره، فابتعدتُ عن صديقاتي بسببها؛ إذ إنهنَّ كُنَّ يَتَغَيَّرْنَ معي كلما اقتَربتْ أختي منهنَّ، ذلك أن شخصيَّتَها قويةٌ، أما أنا فشخصيَّتي ضعيفةٌ، وقد وضعتُ حاجزًا بيني وبين صديقاتي وزميلاتي، حتى بعد التخرُّج لم أتواصل مع أيٍّ منهنَّ، وصرتُ لا أشعُر بالراحة في البيت، ذلك أن نظرتَهم إليَّ كانت أقسى من الألقاب التي يُطلقونها عليَّ، علمًا بأني مؤمنة وواثقةٌ من نفسي، لكني عندما أكون قريبةً منهم أفْقِد ثقتي في نفسي وأجدني ضعيفة، وأسأل نفسي: إذا كان أهلي يفعلون معي هذا، فما بال الغُرباء؟ الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعد: فالمقارنة بين الأقران تحدُث دائمًا وبشكل معتاد في كل مكان، وكلنا قد سمِع مَن يُشَبِّهُه بِمَن هو أقلُّ منه، أو يُميِّز غيرَه في وجوده، وذلك أمرٌ بلا شكٍّ ولا ريبٍ تَكرَهه النفس وتَنفِر منه، ولكن الذي يجب علينا معرفتُه أن تلك المقارنات غالبًا ما تكون مقارنات ظاهرية متعلقة بما يراه الناس ماثلًا أمام أعيُنِهم من جمال خِلقةٍ، أو تَميُّزٍ في عملٍ ما، أو غير ذلك، وهذه أُسَمِّيها أنا مقارنات القشور، ومِن المفترض ألا تؤثِّرَ في النفوس؛ لكونها لا تتعلَّق بالجَوهر والمضمون الذي يُعد أساس التميُّز حقيقةً، ودليلُ ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظُر إلى أجسادكم، ولا إلى صُوركم، ولكن ينظُر إلى قلوبكم))، في رواية: ((وأعمالكم))، أو كما قال صلى الله عليه وسلم. فيا بُنيَّتي، لِمَ الحزنُ والهمُّ والانكسار، وفِقدان الثقة وانتقاص الذات، وأنت تعلمين أن لك ربًّا لا فضلَ لأبيض على أسود عنده إلا بالتقوى؟ ألم تسمَعي بقضة بلال رضي الله عنه، أو قصة عبدالله بن مسعود الذي ضحِك الصحابة تعجبًا مِن دِقة ساقَيه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتعجَبون مِن دِقة ساقيه؛ فواللهِ لهما أثقلُ في الميزان مِن جبل أُحد)). أَعلمُ أن الذي ميَّز أختَك المرحُ والاندماج مع الناس، فإن كانتْ تفعَل ذلك تقربًا إلى الله، فأنعِم وأكرِم، وإن كانت تَستعمل ذلك وسيلةً لجذب الأنظار، ولا تبالي بالطريقة إن كانتْ صوابًا أو خطأً، فما الفائدة مِن هذا المرح؟ لكنَّ حُسن الخُلق يختلف تمامًا عن ذلك، فليس الهدفُ منه لفتَ الأنظار، أو تضييعَ الأوقات فيما لا فائدة منه! وسأسألك سؤالًا مهمًّا: هل أُختك مُطيعة لوالديها خدومةٌ لأُسرتها؟ وقبل ذلك هل هي محافظةٌ على دينها وأخلاقها؟ فإن كانت الإجابة نعم، فأنعِم وأكرِم، وذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء! فشدِّي الهِمة، ونافِسيها إلى الله، ولا تَرضَي لنفسك البقاءَ في مكان المتفرِّج بدون عملٍ، فأنتِ تستطيعين أن تتفوَّقي عليها، ليس من أجل أن يقال عنك إنك الأفضل، وإنما لتَكوني عند الله الأفضلَ والأكمل. وإن كانت أُختك لا تَملِك صفةً جيدة سوى المرح وحبِّ الناس، ووجدتِها مقصرةً في دينها وعلاقتِها بخالِقها، فبمَ تَميَّزتْ إذًا؟ فشمِّري عن ساعدَيْكِ، وابدَئي في التغيير والخروج من هذه العُزلة، أولًا بالإكثار من الطاعات، والإحسان إلى والدَيك ومَن حولك، وتأكَّدي أن كلَّ شيء سيتغيَّر للأفضل، فأنتِ تَملِكين صفاتٍ جميلةً لكنَّك لا تَشعُرين. استعيني بالله واسْأَليه أن يَرزُقَك حبَّه وحبَّ مَن يُحبه، وحبَّ عملٍ يُقرِّبُك إلى حبِّه، أسألُ الله أن يوفِّقك لأحسن الأعمال والأخلاق، ويَصرِفَ عنك سيِّئَها، إنه سميع مجيبٌ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |