من الفوائد الحديثية (5) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         يقظة الضمير المؤمن وموت قلب الفاجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 43 - عددالزوار : 10498 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 42 - عددالزوار : 9699 )           »          استقلال مالي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أخلاق عالية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الانتقام للنفس منقصة، ولله كمال وإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          البشريات العشر الثالثة للتائبين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          العالم المؤرخ المحقق جوزف فون هَمَر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 308 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 600 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-11-2022, 07:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,853
الدولة : Egypt
افتراضي من الفوائد الحديثية (5)

من الفوائد الحديثية (5)

وحيد بن عبدالله أبوالمجد

قرئ علينا ونحن نستمع، وبإسناد شيخنا الجليل أبي عبدالرحمن العربي زغلول، حفظه الله، من مسند الإمام أحمد رحمه الله، ومن حديث أبي مسعود بن عمرو رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ ممَّا أدْرَكَ النَّاسُ مِن كَلامِ النُّبُوَّةِ، إذا لَمْ تَسْتَحي فافْعَلْ ما شِئْتَ))؛ [اللفظ للبخاري].

وسبحان الله! فما من نبيٍّ إلا وقد حث على الحياء، وهو مندوب من الأولين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والحياء من شعب الإيمان وزكاة النفوس، وهو انقباض النفس عن القبائح، وتركها، فإن لم تكن من أصحاب تلكم الفضيلة، فكل فعل قبيح سيكون مباحًا عندك؛ لأن المانع عن فعل القبيح هو الحياء.

نعم؛ فالحياء هو حاجز فطري يحول بينك وبين كل قبيح؛ فهو من الفطرة السوِيَّة التي خلق الله عليها البشر، وقد اتفق عليها جميع الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، ولم ينسخ مما نسخ من شرائعهم؛ كما قال ابن حجر رحمه الله.

والحياء أيضًا يجمع خيرًا كثيرًا، فعليه مدار الإسلام، وأصول الأخلاق، وهذا الحديث من جوامع الكلم، وقد ذُكر في الأربعين النووية أيضًا، وقال النووي رحمه الله في شرح الحديث: "إذا نُزِع منك الحياء فافعل ما شئت، فإن الله مجازيك عليه، وفيه إشارة إلى تعظيم أمر الحياء، وقيل: هو أمر بمعنى الخبر؛ أي: من لا يستحي يصنع ما أراد".

فالحياء من الله، والحياء من الملائكة، والحياء أيضًا من الناس.

فيكون الحياء من الله، ذلك بالخوف منه ومراقبته سبحانه وتعالى، وفعل ما أمر، واجتناب ما نهى عنه، وأن يستحيي المؤمن أن يراه الله حيث نهاه.

والحياء من الملائكة، وذلك عندما يستشعر المؤمن بأن الملائكة معه يرافقونه في كل أوقاته، ولا يفارقونه إلا عندما يأتي الغائط، وعندما يأتي أهله.

والحياء من الناس، فالمؤمن يستحيي أن يؤذي الآخرين سواء بلسانه أو بيده، فلا يقول القبيح، ولا يتلفظ بالسوء، ولا يطعن أو يغتاب أو ينم.

وكما روى البخاري رحمه الله من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدُّ حياء من العذراء في خدرها)).

ومن مظاهر حيائه صلى الله عليه وسلم حياؤه من خالقه سبحانه وتعالى؛ وذلك لما طلب موسى عليه السلام من نبينا صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء أن يراجع ربه في تخفيف فرض الصلاة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم لموسى عليه السلام: ((استحييت من ربي)).

وحياؤه من الناس، كما جاء عن عائشة رضي الله عنها: ((أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض، فأمرها كيف تغتسل، ثم قال: خذي فِرْصَةً من مسك فتطهري بها، قالت: كيف أتطهر بها؟ قالت: فستر وجهه بطرف ثوبه، وقال: سبحان الله! تطهري بها، قالت عائشة: فاجتذبت المرأة، فقلت: تتبعي بها أثر الدم)).

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه)).

نعم؛ الحياء من الفطرة، وأما قلة الحياء فهي منافية للفطرة، الحياء فيها حياة القلوب، وانعدام الحياء موت القلوب.
نسأل الله من فضله العظيم، كما خلقنا على الفطرة، أن يقبضنا عليها.

المصادر:
مسند الإمام أحمد.
صحيح البخاري.
شرح النووي على مسلم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.52 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]