دموع الجنرالات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 405 - عددالزوار : 19293 )           »          مكانة الأم وجهادها في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          النسيء.. وإلف المحدثات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 123 )           »          لا حول ولا قوة إلا بالله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          الإعلام والدور التغريبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          ما يعتصم به الإنسان من الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          عداوةٌ لا تُرى… لكنها تلتهمك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          (مجاهدة النفس) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »          وقفة مع سورة الأعراف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 79 )           »          خير الأمور الوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 78 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-09-2022, 12:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,284
الدولة : Egypt
افتراضي دموع الجنرالات

دموع الجنرالات
ناصر الحلواني






برز الجنرالُ إلى المِنصَّة ليبدأ مؤتمرَه الصحفيَّ الشهريَّ، مِن حوله تكدَّست كل أضواء المدينة، فقهرت كلَّ ظلٍّ له، وعلى صدرِه تدلَّت كل نَياشِين الحروب التي خاضَتْها البلاد، حتى قبل أن يُولَد، يعكس ذهبُها المصقول نصفَ الأضواء، أما نصفُها الآخر، فكان حَلْقُه يبتَلِعُه مثلَ ثقب أسودَ في الفضاء المنصوب له، والذي لم يتوقَّف خلالَه عن الكلام، حتى حين يوجِّه صحفيٌّ سؤالًا إليه.

وعبر هذا الفيض الثقيل للضوء، وتكتكات آلات التصوير، وومضات الفلاشات، وصوت الجنرال - شقَّ شابٌّ طريقه داخلًا في هدوء واستسلام، مصوِّبًا نظره إلى الجنرال، لا يلتَفِتُ، حتى توقَّف عند الحدِّ الفاصل بين زحام الحرَّاس والصحفيين المرصوصين كالدُّمى، وبين الخلاء الخاص بالجنرال، الذي استشعر بحنكته الخفيَّة نظرة الشابِّ إليه، فتوقَّف عن الكلام، وإن ظلَّ حلقُه يبتلع الضوء القريب منه، وسكت كل شيءٍ.

انشقَّ السكون عن صوت الشاب، ثقيلًا مرتجفًا، ولكن واضحًا، وانسابت كلماته عمَّا يعانيه أهل المدينة من فقرٍ وجوعٍ، ومرض وجهل، وعن الشبابِ العاطلين عن الحياة، والموتِ الذي ينافس الزمنَ في تواليه، وعن نارِ الظُّلم الساريةِ في طرقات المدينة، تحصد أرزاق العباد، والخوفِ اللابدِ في نفوس الناس، والكلامِ المقبور في صدورهم.

استمع إليه الجنرال في سكونٍ لم يبعده لحظةً عن موضعه في مركز الضوء، بينما كان الحضور يراوحون بأعينِهم المشدوهة بينه وبين المنصَّة، ويبتعدون عنه، فأصبح يشغل فضاءً وحدَه، في مواجهة الخلاء المقابل.

رفع الجنرال كفَّه ودارى عينيه، ثم هبط بها في بطء، لتلتقط آلات التصوير لمعةَ دموع تريد أن تنحدر عنه، وهزَّ رأسه في أسى، وبهدوء انحدرت كفُّه إلى جنبه، وفيما يُكمل بوجهه الصقيل تعبيراتِ أساه، أطلق رصاصته الصامتة إلى قلب الشاب، فترنَّح جسدُه، وقبل أن يسقط تلقَّاه حارسان، واختفيا به.

وفي الخارج كان الناس ينتظرونه، يرجفون في الليل البارد، فلا يخرج، وينتهي المؤتمر، ويرحل الصحفيون، والحرّاس، والجنرال، ولا يخرج، فيزيد ارتجافهم، وجوعهم، ويجبرهم البرد والملل على العودة إلى بيوتهم.

وفي الصباح، كانت كل الصحف، والناس في سبلهم إلى معايشهم، يتحدَّثون عن محبَّة الجنرال وحزنه لحال أهل المدينة، وعن المسكينِ الذي انفطر قلبه تأثُّرًا برقّة الجنرال!
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 45.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.30 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.64%)]