الاستعداد الفطري للمعرفة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 269 - عددالزوار : 17136 )           »          طرق مختلفة لعلاج نقص الهيموجلوبين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          أكثر من 6 أسباب لضعف المناعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          ما هي أسباب رائحة المهبل الكريهة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          رائحة الفم الكريهة في الصباح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          أسباب ارتفاع ضغط الدم الطفيف وطرق علاجه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          كيفية علاج الهلوسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          أنواع الهلاوس وخصائصها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          ما هي أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          أسباب الهلوسة.. هل تقتصر على الأمراض النفسية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-08-2022, 08:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,926
الدولة : Egypt
افتراضي الاستعداد الفطري للمعرفة

الاستعداد الفطري للمعرفة


د. فهمي قطب الدين النجار






إن الإدراك العقلي عند ابن تيمية يعتمِدُ أولاً على الاستعداد الفطري للمعرفة، وبهذا الاستعداد يتميَّز الإنسان عن باقي الحيوانات، والاستعداد الفطري يدفع الإنسان إلى قَبول الحق مباشرةً إن لم يَشُبْه شائبة في البيئة التي نشأ فيها من فتنٍ وشبهات.

يقول ابن تيمية: "فأما لو تُرِك وحاله (أي القلب) فارغًا عن كل ذكر، خاليًا عن كل فكر، فقد كان يقبلُ العلم الذي لا جهل فيه، ويرى الحق الذي لا ريب فيه، فيؤمن بربه وينيب إليه، فإنَّ كل مولود يولد على الفطرة..."، "وإنما يَحُولُ بينه وبين الحق في غالب الأحوال شغلُه بغيرِه من فتن الدنيا ومطالب الجسد وشهوات النفس، فهو في هذه الحال كالعين الناظرة إلى وجه الأرض لا يمكنها أن ترى مع ذلك الهلال، أو هو يميل إليه فيصده عن اتباع الحق، فيكون كالعين التي فيها قذى لا يمكنها رؤية الأشياء"[1].

ويتفاوت الناس في هذا الاستعداد الفطري للمعرفة العقلية، وهو ما يطلق عليه علم النفس الحديث "الفروق الفردية"، فالناس يتفاوتون في القدرات العقلية والذكاء والتحصيل العلمي والمهارات، وقد سبق ابنُ تيمية عالِمَ النفسِ الفَرَنسيَّ "الفريد بينيه"، الذي يُعَد من أوائل الذين لاحظوا تفاوت التلاميذ - حين دخولهم المدرسة - في القدرات والتحصيل والذكاء[2].

يقول ابن تيمية: "وهذا مع أن الناس متباينون في نفس عقلِهم الأشياء من بين كامل وناقص، وفيما يعقِلونهم من بين قليل وكثير وجليل ودقيق وغير ذلك"[3]، ويقول أيضًا: "وكم من ناظر مفكر لم يُحصِّل العلم ولم يَنَلْه، كما أنه كم من ناظر إلى الهلال لا يبصره، ومستمع إلى صوت لا يسمعه"[4].

وبعد أن يؤكِّد ابن تيمية تفاوتَ الناس في القدرات العقلية، والتعليم والمهارات، يرتِّب على ذلك اختلافَ ترتيب الواجبات باختلاف أحوال الناس، يقول: "فينبغي أن يُعلَم أن ترتيب الواجبات في الشرع واحدًا بعد واحد ليس أمرًا يستوي فيه جميع الناس، بل هم مُتنوِّعون في ذلك، فكما أنه قد يجب على هذا ما لا يجب على هذا، فكذلك قد يُؤمَر هذا ابتداءً بما يؤمر به هذا"[5].

وكذلك الواجبات العقلية والتحصيل العلمي تختلف باختلافِ قدرة الإنسان العقلية، "وهكذا الواجبات العقلية - إذا قيل بالوجوب العقلي - يتنوَّع الناس في ترتيبها... وكما أنهم متنوِّعون في ترتيب الوجوب فهم مُتنوِّعون في ترتيب الحصول علمًا وعملاً"[6].

وقضية ترتيب الحصول في مجال العلم والعمل شغَلَت علماء النفس المُحْدَثين كثيرًا، فقالوا بالدراسات النفسية والتجريبية على الأفراد والمجتمعات، ووُجِد ما يسمَّى بعلم النفس الفارق، وعلم النفس العيادي (الإكلينيكي)، وعلم النفس المِهْنِي، وعلم النفس العسكري، وصنِّفت الكتب والدراسات الكثيرة - خاصة في المجتمع الغربي المعاصر الذي تقدَّم فيه العلم شوطًا بعيدًا في مجال الصناعة والتقدُّم العلمي التِّقنِي - التي تدرُسُ الفروق الفردية بين الأفراد والمجتمعات، وقابلية كل فرد وكفايته العلمية والعملية، وقدرة تحصيله، فمنهم مَن ينجح في مجال العمل العقلي، لمن وُهِب ذكاءً عقليًّا، ومنهم مَن ينجح في مجال العمل المِهْنِي، لمَن وُهِب ذكاءً عمليًّا[7].


[1] فتاوى الرياض 9/313 - 314.

[2] انظر كتاب: التربية المثلى؛ لألفريد بينيه، ترجمة كامل بنقسلي وخيرت فخري، 1368هـ/1948.

[3] فتاوى الرياض 9/309.

[4] المرجع السابق 9/308.

[5] درء تعارض العقل والنقل 8/16 - 17، وكذلك ابن تيمية للأستاذ النحلاوي - رحمه الله، ص 97.

[6] المرجع السابق 8/16 - 17.

[7] ارجع إلى: ميادين علم النفس النظرية والتطبيقية، لمجموعة من المؤلفين الغربيين بإشراف جيلفور، والترجمة العربية بإشراف الدكتور يوسف مراد، دار المعارف، القاهرة.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.70 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]