الزمن الفارق بين الإفاقة والإعاقة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14853 - عددالزوار : 1086036 )           »          بيع العربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أحكام من أدرك وقت الصلاة فلم يصل ثم زال تكليفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          بيع حبل الحبلة والمضامين والملاقيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          لماذا أحب رسول الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          علة حديث: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الحديث العاشر: صلة الرحم تزيد في العمر والرزق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رفع الارتياب في بيان أحكام إجازة القراءة والسماع عن بعد ومن وراء حجاب لأحمد آل إبراهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 483 - عددالزوار : 174574 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-08-2022, 05:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,449
الدولة : Egypt
افتراضي الزمن الفارق بين الإفاقة والإعاقة

الزمن الفارق بين الإفاقة والإعاقة
د. مطيع عبدالسلام عز الدين السروري






تأمَّل ما حدث مع قوم نبي الله إبراهيم - عليه السلام - عندما سألوه فيما إذا كان هو من كسَّر الأصنام، وكيف رجعوا إلى أنفسهم، ولكن سرعان ما نَكسوا على رؤوسهم؛ إنها اللحظات الفارقة بين الإفاقة والإعاقة (بغضِّ النظر عن مدة الزمن الفعلي للرجوع إلى أنفسهم؛ ولكنه يبدو زمنًا قصيرًا، والله أعلم). يقول الله - سبحانه وتعالى - على لسانهم: ﴿ قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 62 - 65].

حدثتْ، وما تزال تحدث، مِثل هذه اللحظات والثواني الفارقة في حياة الإنسان.

عندما تستيقظ لصلاة الصبح بشكل طبيعي أو عن طريق المنبِّه أو حتى أحد ما يُوقِظك، تُحِس لثانية أو لثوانٍ معدودات، تعي تمامًا أنك ينبغي أن تنهض، ثم إما تَنهَض أو تُواصِل النومَ قليلاً فقط (وهمُ الثواني!)، وبعدها لا تصحو إلا وصلاة الصبح قد خرج وقتها، كارثة، أليس كذلك؟!

عندما تقود السيارة وفجأة - بطريقة ما - تتفادى اصطدامًا مُحقَّقًا؛ إما بإمساك الفرامل أو بإدارة المقود لثانية أو.... إلخ، تُحِس لثانية أو لثوان معدودات، وتدرك تمامًا أنك قد نجوت بفضل الله - سبحانه وتعالى - من ذنب قد اقترفتْه يداك، وربك يُنبِّهك لأنه يحبك (حتى وإن حدَث الصِّدام؛ تنبيه قوي قد تكون بحاجة له لتُفيق من الغفلة)؛ لحظات فارقة.

عندما تدخل في حالة صفاء نفسي (لسبب ما) ويَنتابك شعور حب، أو فِقدان حبيب (أب، أم، قريب، حبيب، صديق... إلخ)، أو ندم على شيء معين، تحس لثانية أو لثوانٍ معدودات، وتعي تمامًا أنه ينبغي عليك عمل شيء معين: قول أو فعل ما، عندها إما أن تفعل أو تترك تلك الثانية أو الثواني تذهب لحال سبيلها.

عندما تُحِس وتشعر أنه ينبغي عليك فعل شيء جيد، شيء صحيح، دراسة بجد، عمل بجد، إقلاع عن عادة سلبية معينة، تحس لثانية أو لثوانٍ معدودات، وتدرك تمامًا أنه ينبغي عليك تعديل المسار، عندها إما أن تتغيَّر، وتعود إلى الطريق الصحيح، أو تترك تلك اللحظات الصافية تمضي في طريقها، وتتوغَّل أكثر في الطريق الخطأ.

أخيرًا: تأمَّل فعل الرجل مع ابنة عمه في حديث الثلاثة الذين آواهم المبيتُ إلى الغار، لقد رجع عنها في لحظات تذكيرها له بأنه لا ينبغي له فِعْل الفاحشة أو استغلاله لحاجتها؛ ثوانٍ فاصلة فقط.


باختصار: ثانية أو ثوانٍ فقط فارِقة في حياة الإنسان؛ فيها يتم النهوض (واقعًا أو مجازًا)، إمساك الفرامل لتغيير المسار في الزمن الصحيح تمامًا، فِعل الصواب، تقويم المسار، إنقاذ النفس.. إلخ؛ أو الاستمرار في الطريق الخطأ أو التردّي في أوحال الذنوب، والله أعلم.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.56 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]