عصيت الله وتعلقتُ بها؛ فهل أتزوجها؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 902 - عددالزوار : 204683 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3094 - عددالزوار : 357018 )           »          وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها ووجوب قص الشارب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          وبشر الصابرين.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أشنع جريمة في التاريخ كله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تحريم الاستعاذة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلَّا الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          البخل سبب في قطع البركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          وقفات تربوية مع سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من أسباب الثراء الخفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          قبسات من علوم القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-09-2021, 04:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,016
الدولة : Egypt
افتراضي عصيت الله وتعلقتُ بها؛ فهل أتزوجها؟

عصيت الله وتعلقتُ بها؛ فهل أتزوجها؟


أ. شروق الجبوري


السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم

أرجو منكم النصيحةَ؛ لأني محتارٌ جدًّا، ولا أدري ماذا أفعل، وكيف أُصلح ما حدَث؟

قصَّتي: أنا شابٌّ عُمري بِضعٌ وعِشرون سَنة، نشأتُ في أسرةٍ فاضلة على الأخلاق والقِيَم وحبِّ الله تعالى، عشتُ مع أهلي طُفولتي وشبابي ليس لي أصدقاء، مِن المدرسة للبيت والعكس؛ حيث إنَّ أهلي كانوا يخافون علينا كثيرًا في الغربة في إحدى الدول العربية، والمدارس كانت غير مختلطة، ومِن هنا نشأ لديَّ طبعُ الأدَب الزائد ونوعٌ من الخجل من البنات.
الحمد لله كنتُ مِن المتفوِّقين، بعد البكالوريا عدتُ إلى بلدي؛ لأكملَ دِراستي الجامعيَّةَ، ومِن المعروف أنَّ الكلياتِ مختلطةٌ؛ لذلك واجهتُ صعوباتٍ في البداية، لكني تأقلمتُ بعدَ ذلك، لكني لم أكن مِثلَ باقي الشباب الذين همُّهم الأوَّل مصاحبةُ البنات والتسلية بذلك.
انقضتْ سنواتُ الجامعة وتخرَّجت وأنا أحمي نفْسي مِن السلوكيات الخاطئة التي رأيتُها بعيني، وبعدَ التخرُّج توظفتُ في شركة حكوميَّة، وهنا بدأتُ قِصَّتي.
الوظيفة في الشركة بعقد، وتمَّ تعيين عاملةٍ موسميَّة معي في المكتَب لأُعلِّمها وتساعدني.
قصَّتي معها: مِن أوَّل يوم أتتْ فيه أبدتِ اهتمامَها بي وحدَّثتْني عن نفسها، أحسستُ أنها حزينةٌ فأخبرتْني أنَّها فسختْ خِطبتها؛ لأنَّ خطيبها كان يسكَر، أصبحتْ تجلس معي في أيِّ مكان أكون فيه، وصادف أن يكون طريق بيتها هو طريقي نفسه، فصرنا نخرُج مع بعضنا؛ أدخل أنا بيتي وتذهَب هي إلى بيتها..
وفي اليوم الثاني طلبتْ مني رقْم هاتفي الجوَّال وطلبتْ أن تُكلِّمني ليلاً وأعطيتُها الرقم، لكن دون تعليق أو موافقة (علمًا أني أسكُن في بيت بمفردي)، وليلاً في الساعة الواحدة صباحًا اتَّصلتْ وكرَّرتِ اتصالها أكثرَ مِن مرة، لكني لم أردَّ؛ لأني أعلم أنَّ هذا تصرُّف خاطئ، وبقيتْ عِدَّة أيام على نفس الحال، فأصبحت ترسل لي رسائلَ، وأنَّ لديها كلامًا تريد إخباري به، وبعدَ عِدَّة أيام قالت: أُحبُّك وأريدك لي! وبصراحة خفتُ من تصرُّفها وأخبرتُها أننا زملاء عمل فقط، مبدئيًّا وافقتْ، وأصبحتْ تهتمُّ بي أكثرَ بأكْلي وشُربي في العمل ونظراتها الجريئة لدرجةِ أنَّها أصبحتْ تغار عليَّ إذا كلمتُ غيرَها.
المهم، دخلتْ في حياتي، وذات يومٍ بعثتْ لي رسالةً وصارتْ تكلمني كلامًا جنسيًّا، وتقول لي: كن جريئًا وتكلَّم، وأنا لا أعرف ولا أستطيع، وبعد ضغطٍ منها حكيتُ وتكلمتُ معها، وحصلت بيننا بعض الأمور... لكن حينما أتذكَّر هذا الشيء أكره نفسي وأتأفَّف مِن حالي.
ندمتُ كثيرًا واستغفرتُ ربي وقررتُ أن أتزوَّجها، لكن أهلي لم يوافقوا عليها لأنها غير مُحجَّبة ولا تُصلِّي، ولم تأخذ البكالوريا، ولكني تعلقتُ بها، وفعلاً أحببتها، طلبتُ منها صورةً فأعطتني صورةً ترتدي فيها ملابسَ قصيرة، هي وأمها وأختها.
وذات مرة اختلفْنا فرددتُ كلَّ شيء لأمِّها عن طريقِ شخصٍ يعرفها، ولكن ما استطعت أن أبعُدَ عنها، صرتُ أحضر لها هدايا، وأبعث لها وحدات هاتف جوال؛ حتى نتراسل، طلبتُ منها تتحجَّب وتتستَّر فوافقتْ، وطلبتُ منها تصلي فقالت: هي حريةٌ شخصيَّة، وبعدها قالت: أنا موافقة على أيِّ شيء تريده.
ذهبتُ إلى بيتها وتعرفتُ على أمِّها، لكنَّهم ناس (سبور)، وكلَّما أحاول أنساها أرجع أراسلها بعدَ فترة، لدرجة أني مرضتُ، ولا أريد غيرها، وأهلي قد وافقوا، وأخاف أن أَتحمَّل مسؤولية اختياري، وخائف أن أندم.

فما الحل؟ وجزاكم الله خيرًا.


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم، السلامُ عليكم ورحمةُ الله تعالى وبركاتُه.
يُسعِدنا بدايةً أن نُرحِّب بانضمامك إلى شبكة (الألوكة)، ونسأل الله تعالى أن يُسدِّدَنا في تقديم ما يَنفعُكَ وينفع جميعَ السائلين.

كما أودُّ أن أُشيدَ ببعضِ ما لمستُه مِن سماتٍ إيجابية لديك، ومنها حسنُ خُلُقك، ولومُ ذاتك على الذُّنوب، وصِدقُك ووضوحُك مع نفسك، وفي طرْح مشكلتك، وهي سماتٌ إيجابية أرجو منك تعزيزَها واستثمارَها في تقفِّي خُطوات الحلِّ.
كما أُشيد بقدرتك على التكيُّف مع المجتمعات، حتى تلك التي تختلِف ثقافتُها وسلوكياتها عن قِيَمك وأعرافِك؛ إذ كان تكيفًا متزنًا مِن قِبَلك، فلم تنطوِ وتنسحِب منه، ولم تنجرَّ إلى تقليد أفعال زُملائك وتكون نسخةً منهم، وهذا أمرٌ يُحسَب لك أيضًا، ويُشير إلى رباطةِ جأشك وثِقتِك بنفسِك وبما تؤمِنُ به، حتى دخول تلك الفتاةِ إلى حياتِك بأسلوبها الملتوي، والذي لم تَرْضَ أنت عنه وعن كلِّ أفعالها حتى الآن رغمَ تَعلُّقِك بها؛ بدليلِ طلبِك الاستشارةَ، وبهذا الخِطابِ النفسي الصَّريح، رغمَ موافقةِ أهلِكَ على الارتباطِ بها.
أمَّا عنِ الفتاة، فإنَّ سماتِ الكذبِ والانزلاق في الخَطأ، تبدو واضحةً لديها، مِن سِياق رِسالتك. وأبدأ بالسببِ الذي ادَّعتْ أنَّها تركتْ خطيبها السابِق لأجْلِه، وهو (السُّكر!)، فكيف تدَّعي أنَّها اعترضتْ على مُنكَر يقومُ به رجلٌ في مجتمع يَصفَح للذكورِ عن ذُنوبِهم، وهي تأتي بهذه الأفعالِ الشائنة وبُجرأة تندُر حدوثها حتى في المجتمعاتِ الغربيَّة، خاصة أنَّها بدأتْ تلك الأفعال منذُ اليوم الأوَّل لعملِها معك؟!
بل إنَّ إصرارَها على توريطِكَ في سلوكياتها وجرِّك لتنزلقَ معها فيما ترغَب حتى بعدَ رفضِك لذلك، مثارُ شكٍّ فيها أكبر ممَّا تقوم به مِن سلوكياتٍ.
أخي الكريم، يبدو واضحًا أنَّ هذه الفتاةَ لها مِن الخبراتِ والتجارِب التي ساعدتْها على فَهمِ شخصيتك منذُ الوهلةِ الأولى لمعرفتِها بك، فهي تعرِف أنَّ شخصًا يتمتَّع بخُلُق وحياء مِثلك حين ينجرُّ إلى طريقها، فإنَّه لن يتمكنَ مِن نِسيانها بسهولة؛ لأنَّها ستمثِّل أول خِبرة وتجرِبة إليه، وأنَّها ستكون له أُولى الذِّكرياتِ العاطفية التي كَسَّرتِ القيم والمعتقدات؛ ولهذا فإنَّها ستكون ذِكرياتٍ مختلفةً بالنسبة لشخصك، على عكس مَن تعوَّد على الانخِراط في مِثل تلك العَلاقات، فلا تَهمُّه هذه الفتاة أو تلك؛ لأنهنَّ لا يُمثّلنَ له إلاَّ تَكرارًا لتجرِبة فقط، ويَبدو أنَّها قدْ علمتْ أيضًا أنَّك تعيش دون أهلِك، فجعلتْ مِن تقديمها الاهتمام بك وبطعامِك مَدخلاً ومنفذًا للوصولِ إليك.
أخي الكريم، لطالَما سُئلتُ في استشاراتٍ عديدة عن اتِّخاذ قرار بالارتباطِ مِن شخصٍ ما، مِن قِبل مستشيرين ومستشيرات، وجوابي لهم ولهنَّ كان دَومًا بترك القرار إليهم ولحساباتِهم الشخصيَّة وحاجاتهم النفسيَّة.
إلاَّ أنَّني في مشكلتِك هذه، أنْصَحُك وبشكلٍ واضح، باتِّخاذ قرارٍ عقلاني ينبُع مِن يقينٍ داخلي، بتَرْك هذه الفتاة؛ لأنَّها لا تصلُح لك أبدًا، وأقول بضرورةِ اتِّخاذك القرار داخليًّا؛ لأنَّ قناعتك الداخليَّة هي التي ستضبط سلوكَك وردود أفعالِك معها لاحقًا؛ لذا فإنَّ عليك - يا أخي الكريم - بالتفكر مليًّا في مخاطر الارتباطِ بهذه الفتاة التي لا تَحمِل دلالاتٍ لتكونَ أمينةً كزوجة، ثم أمًّا لأولادِك فيما بعدُ.
وعليك بتذكُّر وقاحتِها، وكَذِبها، وأساليبها الملتوية، واستبدال ذلك باجترار ذِكرياتك العاطفيَّة معها (وهو ما يُشعِرك بالتعلُّق بها، وافتقادِها)، وأظنُّك قد شخَّصْتَ كلَّ ذلك، في مضمون رِسالتك.
كما أَنصحُك بتَكْرارِ تذكُّرِك أنَّ تلك الفتاةَ قد دفعتْك لارتكابِ الذنب بإصرارٍ منها، وكأنَّه رِهان قد أخذتْه على نفسها بأنَّك لن تفلتَ منها؛ فإنَّ تَكرار هذه الحقيقة في مُخيلتك يدفعُك لتصحيحِ مسارِكَ الفِكري تُجاهَها ووضعها بما تستحقُّه في مخيلتِك.
وبعدَ وصولِك إلى تلك القَناعة، أخبِرْها بقرارِك هذا، وبأنَّك لن تتراجعَ عنه، ثم اعمدْ إلى تغيير موقِع عملِها - إنْ كان عقدُها المؤقَّت مستمرًّا - وتغيير رقْم هاتفك، واجتهدْ لتقطع أيةَ وسيلة اتصالٍ معك؛ فإنَّ اتخاذَك لهذه الخُطوات والثباتَ عليها بمنزلة اختبارٍ حقيقي لإخلاصِك لله تعالى، ثم لقُوَّة إرادتِك، ورُجولتك، وتذكَّر أنَّ مَن تَرَك شيئًا لله تعالى، عوَّضه اللهُ خيرًا منه.

واعلم يا أخي، أنَّ تحمُّلك مسؤوليةَ قرارِك الذي أحالَه إليك أَهلُك، لا تخصُّك وحدَك فقط. فأنت تتحمَّل به مسؤوليةً أمام الله تعالى في اختيارِ الزوجة الصالِحة، وأمامَ أولادك لاحقًا في عدمِ اختيار الأمِّ المناسبة، كما أنَّ اختيارك لأيِّ زوجة سيمسُّ أهلَك أيضًا؛ لأنَّها ستكون عضوًا في الأسرة.
كما أنصحُك بطلبِ الدُّعاءِ لك بالزوجةِ الصالِحة مِن والدَيك، ولا سيَّما والدتك، ، وألظَّ أنتَ أيضًا بهذا الدعاء، وابحثْ بالفعل عنها ليس لتعفَّكَ فقط، بل لتعينَك على أمورِ دِينك ودُنياك.

وأخيرًا: أختم بدُعاءِ الله تعالى أن يمنَّ عليكَ بالزوجة الصالحة ويَنفعَ بكما.
وتوَّاقون إلى السماعِ منك مُجدَّدًا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.02 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]