|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مشاكل بين الزوجة وأهل الزوج أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ الملخص: رجل يشكو من انطوائية زوجته وعدم اندماجها مع أهله، مع كثرة مخاصمتها له، وتطاول أهلها عليه، ويسأل: هل أطلقها أو لا؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا رجل عمري 36 عامًا، بعد زواجي اكتشفتُ وجود اختلاف في الطباع بيني وبين زوجتي، واكتشفتُ أنها لا تعرف شيئًا عن شؤون البيت، ووجدتها منطويةً على ذاتها لا تسعى إلى الاندماج مع أهلي، وكل اهتمامها منصبٌّ على الاتصال بأهلها ليل نهار! للأسف أصبحتُ أعيش في ضغط مستمر، فكلما تخاصَمْنا يغمى عليها حتى أصطلِحَ معها، حتى إني لم أعدْ أدري أذلك حق أم تمثيل! أثناء خصومتنا الأخيرة حضر أهلها إلى بيتنا، فهدَّدوني وشتموني، واتهموني اتهامات باطلة، فحاول أهلي تلطيف الأجواء مخافةَ أن يُلحِقَ بي أهلها الأذى؛ من قبيل عمل شهادة طبية لها، واتِّهامي بضربها خصوصًا أنها حامل، وبعدما ذهَب أهلها قاطعتُها، فاستغلت الفرصة وأصبحتْ تخرج من البيت بدون إذني، ورغم كل ما حدث قامتْ أمي برعايتها إلى أن اقترب موعد ولادتها، فأرسلتها إلى أهلها كي لا أراهم في بيتي، وانقطع الاتصال مدة ثلاثة شهور إلى أن اتصل أهلها بخالي يطلبون إما الطلاق أو أن أردَّها. أرسلتْ زوجتي إليَّ رسالة عبر الهاتف، وكأننا غير متخاصمَين، وكنتُ أتوقَّع منها الاعتذار عن سلوكها بسبب إفشائها الأسرار الزوجية، والاعتذار عما صدر من والديها، لكني فوجئتُ بها تدافع عن أهلها، وتتهمني بأنني غير طبيعي، تطور النقاش حتى قلت لها: أنت طالق، فأرسلت إلي رسالة تطعنني فيها في شرفي وكرامتي ورجولتي. بعد ذاك اتصل بها خالي كي يستفسر منها عما وقع، ففهم منها أنها لا تزال راغبة في العودة، ثم اتصل عمها بخالي للإصلاح بيننا، فلما أخبرت الوالدة بذلك فهمتُ منها عدم رغبتها في عودة زوجتي، فطلبت النصح من بعض الأصدقاء، فأشار عليَّ بعضهم بإعطائها فرصة ثانية لأجل ابنتي، وأنا الآن حائر في أمري، وأخشى إن رددتها أن تستمر نفس المشاكل، كما أخشى إن طلقتها أن أظلم ابنتي، كما أني أريد رضا أمي التي تخشى عليَّ شرَّ أهل البنت وشر البنت بعد العودة! دلوني ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أيها الفاضل، حيَّاك الله. مع شدَّة الاحترام لك وللوالدة، لكن لا بدَّ أن يعلم كل زوج أن علاقته بزوجته ليس من المستحيل أن تسير في المسار الطيب دون أن تَندمج الزوجة مع أهله وتُصبح فردًا منهم، وتذوب شخصيتها في مُجتمعِهم؛ إذ لا حاجة له ولا لأهله بذلك؛ فقد تزوَّجتْه هو ولم تتزوَّج أهله، وبإمكانهم أن يتعاملوا معها بالحُسنى دون ذلك الاندماج الإجباري الذي يُفرض على فتاة بمجرَّد الزواج! إن كنت ترغب بالفعل في إرجاعها والحفاظ على بيتك فنحِّ أهلك عن حياتك الزوجيَّة، واحرِص أنتَ على بِرِّهم وودِّهم، ومد يد العون لهم، وبذْل كلِّ ما تستطيع مِن مساعدات معنوية ومادية دون إقحام زوجتك في الأمر، وإن أردت أن تحيا حياة طيبة معها أو مع غيرها - إن قررتَ الطلاق - فاعلم أن للزوجة حقوقًا، وأن مِن حقوقها التعامل معها بالحسنى، وعدم إكراهها على ما لا تُحب، كما أن والدتك الكريمة ليست مُضطرَّة لرعاية زوجتك، فأقنع والدتك بأن كلًّا منهما ليستْ في حاجة لأن تكون صديقة للأخرى، وليس لها إلا أن تُعاملها بالمعروف، وتُحسن ضيافتها حين تحضر، ولا يُلزمها ذلك أن تندمج معها! لا أُخالفك الرأي في أن أهلها قد تجاوزوا وأخطؤوا في حقِّك في ذلك السبِّ والتعدي القولي، ولكن انظرْ للموقف بصورةٍ كاملة؛ أهلٌ استأمنوا رجلًا على ابنتهم ففاجأتهم بأنه خاصمها وهي في أَشهُر الحمل حتى أُغمي عليها، ولا عِلم لهم إن كانت تبالغ في حكمها، فهي وإن كانت ردة فعل شديدة وقوية، ولكن لها مُبرِّراتها وأسبابها من وجهة نظرهم. إن كثيرًا من الشباب والفتيات يَخوضون غمار الحياة الزوجية بشحنات سلبية كثيرة؛ اكتسبوها من خبرات سيئة أُلقيت على أسماعهم من أُناس أخذوا على عاتقهم مهمَّة توعية الشباب، وهم في الحقيقة يضرُّونهم بقصص حقيقيَّة أو مِن نسج الخيال لا غرَض لها إلا أن تصوِّر لهم ذلك الزوج والشريك الجديد في صورة الوحش الذي سيَخطف سعادتهم ويقضي عليها، وأهله في صورة الأشرار الذين يُريدون تسخيره لصالحِهم، وينغِّصون عليه كل لحظات الفرح، وقد يكون بعض هذه الثقافات من طُرَف ونكت تُقال على سبيل المُزاح، فتكون النتيجة أن يدخل الشابُّ والفتاة ذلك البيت بمشاعر سلبية، وتحفُّز لأولئك الأعداء الجُدد، فيتم تفسير كل موقف على نحو ما تم تخزينه في ذاكرتهم، فتتفاقم المشكلات، وتَهيج الخلافات، وتتزايد المُشاحَنات، وحينها لن يعترف أحد بخطئه، ولن يُقرَّ به مهما بدا له أنه قد جانب الصواب أو اعتدى على غيره. إن أنتَ طلَّقت زوجتك لرغبة والدتك، أو لخوفك على نفسك من أفعال أهلها، أو لأنك لا ترى أهليَّتها لأن تكون زوجة لك وكنَّة لأمِّك وأمًّا لابنتك فلك ذلك، ولكن لا أعتقد أنه ستأتي من بعدها مَن تُرضيك ووالدتك الكريمة، وتكون لك كما تحب في كل حالاتها. وإن كنتُ لا أُرجِّح أمر الطلاق ولا أرى له داعيًا، وأن ما ذكرت لا يستلزم أبدًا أن تَفترِقا، ولكن الرأي لك، وأنصحك بالاستخارة، واستشارة أهل الرأي من أهلك وأصدقائك، واحصر سلبيات وإيجابيات ذلك القرار، وضع مستقبل ابنتك أمامك، وأكثر من الدعاء بأن يصلح الله لك الحال ويختار لك الصواب. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |