
05-09-2021, 04:38 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة :
|
|
أختي تحبه، لكنه يريدني
أختي تحبه، لكنه يريدني
أ. زينب مصطفى
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أستأذن حضرتكم في استشارتكم، والأخذ برأيكم، وجزاكم الله عنَّا الخير كلَّه.
في الحقيقة أنا فتاة متعلِّمة، وفي مقتبل العمر، وشقيقتي تكبرني ببضع سنين، وكلانا يتمتَّع بمزايا يقال: إنَّها إبداعيَّة، أو شيء كهذا، تعرَّفَتْ أختي على شابٍّ من خلال العمل التطوُّعي، وتطوَّرت العلاقة في العمل حتى احتكَّ بنا، وتعرَّف على العائلة، وعليَّ، إلا أن علاقتنا كانت سطحية تختص بالعمل.
وفي أحد الأيام تواصلَ معي الشابُّ يريد رأيي في التقدم إليَّ، وكان هذا الخبر بمثابة الصاعقة بالنسبة إليَّ، وبالنسبة لفتاةٍ في مثل عمري؛ ولماذا أنا بالذات؟ بالرغم من عدم امتلاكي لجمال فاتن، وأنِّي لا أعمل، أو تلك الأمور التي غالبًا ما يحبُّها الشباب.
فتحيَّرتُ في الرد، وأخيرًا استخرتُ الله، ووافقت أن يتقدَّم لوالدي؛ نظرًا إلى التزامه، وتميُّزه.
ولكن في الأيام الأخيرة رأيتُ أن أختي تخفي عنِّي أشياء كثيرة؛ فهي تعلَّقَت بالشابِّ وأحبَّتْه، وبصراحة: أحبَّته حبًّا جمًّا، ولكنها لم تصارحني، بل بدأتُ أكتشف ذلك من طريقة تصرُّفها معي، وطريقة الحديث عنه، وكذلك في كتاباتها.
الآن أنا في طورٍ دراسي جدِّ مهم؛ مما يستوجب عليَّ التركيز، ولكن أزمة أختي النفسيَّة تُقلقني، لا أعلم كيف أحلُّ المشكلة، لا أريد لأختي أن تُعاني بسببِي، ويمكنني أن أتخلَّى عن الأمر؛ رغم أنَّ ذلك جدُّ صعب، أريد أن أثبت لها وفائي، وليسامحني الشابّ، ولكن حتى تعود علاقتنا طبيعية.
هل الزمن علاج؟ أم أرفض؟ ماذا أفعل؟ رجاءً أفيدوني
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أشكرك على ثقتك ودعواتك، وأسأل الله أن يرزقك الحكمة في التصرُّف، والسداد في القول والفعل.
قرأتُ مشكلتك وتمنَّيتُ أن يكون إدراكك للأمر مبكِّرًا؛ حيث كان التصرُّف السليم فيه أسهل، وعلامات تعلُّق أختك به واضحة؛ حيث إنَّها تعرَّفَت عليه، وأحضرَتْه ليتعرَّف على البيت، وهذا دليل إعجابها به، ورغبتها فيه، وإن لم تُصرِّح بذلك.
وكذلك كان جديرًا بالشابِّ أن يَعْرف ذلك ويضَعَه نُصْبَ عينيه قبل التقدُّم لك؛ فهو يعرفها أولاً؛ فطبيعيٌّ حتَّى أن يستشيرها في الأمر قبل إخبارِكِ مثلاً.
لكن لنفترض أن كلَّ ذلك لم يكن واضحًا، وأنَّ أحدًا لم يتخيَّل علاقة أختك الداخليَّة به، ولْنَتعامل مع القدَر حيث وقع وكان؛ فهو خير.
عليكِ وَضْع عدَّة أمور أمامك، ومعرفتها؛ لتتعاملي بحكمةٍ مع أختك، ولا تخسريها:
أولاً: أنَّها تعرَّفَت على الشابِّ قبلك، والتفَتَ هو وأُعجب بك بدلاً منها، وهذا ربَّما يجرحها، أو يُشعرها بعدم الثِّقة بالنفس، أو النقص.
ثانيًا: أنها تكبرك سنًّا وقد تمَّت خِطْبتك قبلها.
ثالثًا: تأثُّرها بأنَّك ربما تتزوَّجين وتذهبين وتتركينها، فتشعر بالخوف من فقدك، هذا طبعًا غير احتمال حُبِّها لهذا الشاب.
كل تلك الأمور تجعلها متألِّمة؛ ولذلك فأنا رأيي أن تُصارحي أختَك؛ فهذا سيُريحها جدًّا، ويُشعرها بأنك تُحِسِّين بها وتتعاطفين معها، أخبِريها أنَّكِ تشعرين أنَّ خِطْبتك من هذا الشابِّ ستؤثِّر على علاقتكما معًا، وأنَّها أهمُّ شيء لديك في الدنيا؛ فهي أختك ورفيقتك في الحياة، أخبريها أنَّك تشعرين بتغيُّرِها معك، ثم اسأليها حين يكون الوقت مناسبًا: هل كنتِ تفكِّرين به قبل أن يتقدَّم لي؟ هل كنت معجبةً به؟ اجعليها تبوح لك بما في داخلها؛ فهذا سيُسَرِّي عنها كثيرًا، وربما تجدين أمورًا ليس هي ما تتوقَّعينه أنت، وهي التي تؤثِّر عليها، ثم استشيريها؛ قولي لها: ما رأيك؟ هل أتركه؟! أشعِريها أنَّك بحاجةٍ إليها؛ لتقرِّر قرارًا لا يؤثِّر على علاقتكما، وأنَّكِ تهتمِّين بها.
أتوقَّع إن شعرَتْ باهتمامك بها ستفكِّر في الخير لك، وتُؤْثِرك على نفسها، ووقْتَها ربَّما تختار أن لا ذنب لكِ، واستمرِّي معه حينها، أشعِريها بأنَّك لن تستطيعي أن تشعري بالسَّعادة؛ حتَّى تتخطَّى هي الأمر، وتشعرين أنه لا يؤثِّر عليها.
أما إذا رأيتِ موقفَ أختك بعد حديثكما تمسُّكَها بأن تتركيه، أو أنَّه لم يكن صوابًا ما فعله هو بها، فأرى أنه في هذه الحالة سيكون من الصعب على أختك أن تتخطَّى الأمر، وستُعانين أنت منه وقتًا طويلاً، ربَّما حتى بعد زواجك، وربما يكون له تبعات مضرَّة بجميع الأطراف؛ فالتخلِّي عنه وقتها أفضل.
لكن اتركيها تفكر؛ لأنَّها في أول الحديث ربما تكون منفعلة، لا تَحْكمي على الموقف إلاَّ بعد أن تهدأ، حتَّى لو استغرق الحديثُ عدَّة جلسات في أيام متفرِّقة.
ولا تنسي الاستخارة، وأن تطلبي من الله أن يوفِّقَك للخير، ويصرف الشرَّ عنك
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|