|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صلات الفعل (رَضِيَ يَرْضَى رِضًى) في ضوء كلام العرب والقرآن الكريم د. أورنك زيب الأعظمي[1] الصلات أو حروف الجرّ في اللغة العربية تلعبُ دورًا مهمًّا ورائدًا في معاني الأفعال والأسماء، وإنّ زلةً في استعمالها عسى أنْ تجرّنا إلى مراد آخر كما تلفتنا عن الوجهة المعروفة في اللغة فمثلًا الفعل (دَرَأ يَدْرَأ دَرْءًا) فدَرَأه عنه ضد ما دَرَأه له إذ الأول يعني دَفَعَه عنه بينما الثاني يعني بَسَطَه له، وأما دَرَأه به فهو غير ما يراد بهذين المعنيين السالفين. وهكذا لو أدخلت صلة على فعلٍ لا تدخل عليه تلك الصلة فلو فهمه أهل اللغة ولكن هذا يخالف ما شاع في اللغة وذاع فمثلًا "رَغِبَ" لا تأتي له صلة (الباء) إلا إذا تبعتها صلة (عن) أي رَغِبَ به عنه وكذا تَعَرَّفَ إليه بمعنى تَعَرَّفَ عليه فقد قرأتُ في مقالة منشورة على شبكة الألوكة بعنوان "مختصر كتاب علم إعراب القرآن" قال فيها الكاتب: "فهذا بحث مختصر نتعرف من خلاله إلى علم إعراب القرآن، وآداب المعربين ومناهج إعراب القرآن، والأدوات التي يجب أن تتوفّر في المعرب---".[2] والحال أنّ هذه الصلة مع هذا الفعل (التعرّف) تعني التقرّب إلى كذا لا التعرّف عليه كما جاء في الأثر: "تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفْك في الشدة"[3]. فالحذر في أمر الصلات واجب علينا وعلى غيرنا من الكتّاب عربًا كانوا أو عجمًا. وفي هذه المقالة الوجيزة نتناول بالدراسة الفعلَ (رَضِيَ يَرْضَى رِضًى) فندرس معناه، وعددَ الصلات التي تدخل عليه، ومدى تأثيرها في تحديد المعاني وتوسيعها. فالفعل (رَضِيَ يَرْضَى رِضًى) يأتي متعديًا بنفسه كما قال امرؤ القيس: إذا قلتُ هذا صاحبٌ قد رضيتُه ![]() وقرّتْ له العينان بُدِّلتُ آخرا ![]() كذلك جدّي ما أصاحبُ صاحبًا ![]() من الناس إلا خانني وتغيّرا [4] ![]() وقال عنترة بن شداد العبسي: لو كان قلبي معي، ما اخترتُ غيرَكم ![]() ولا رضيتُ سواكم، في الهوى، بدَلا ![]() لكنه راغبٌ فيمن يعذّبه ![]() فليس يَقبَل لا لَومًا ولا عذَلا[5] ![]() وقال أيضًا: فما لي أرضى الذلَّ حظًا، وصارمي *** جريء على الأعناق غيرُ كهام[6] وقال عبيد بن الأبرص: ذاك عيش رضيتُه وتولّى *** كلُّ عيشٍ مصيرُه لهبال[7] وقال أوس بن حجر: وذاك سلاحي قد رضيتُ كمالَه *** فيصدفُ عني ذو الجناح المُعَبَّل[8] وقال الأجدع الهمذاني: فرضيتُ آلاءَ الكميت فمن يبعْ *** فرَسًا فليس جوادُنا بمباع[9] وقال أعشى تميم: أبلغْ عُمَيرًا وخيرُ القولِ أصدقُه *** أني رضيتُك من جارٍ ومُعتَمَد[10] وقال الطرماح: ورضوا الذي كرهوا لأوّل مرة *** ورأى سبيلَ طريقه المتهدّد[11] وكذا تأتي له خمس صلات بعضها على طريق التضمين وهكذا تتعدد صلاته لأوجه بلاغية فالصلات الخمس هي: الباء وعلى وعن واللام ومِنْ فالباء تعني الاقتناع كما قال امرؤ القيس: لأخٍ رضيتُ به وشارك في الأن ![]() ساب والأصهار والفضل ![]() ولمثلِ أسبابٍ علقتُ بها ![]() يمنعنَ من قلقٍ ومن أزل[12] ![]() وقال حاتم الطائي: فقلت له: خذ المرباع دهرًا *** فإني لست أرضى بالقليل[13] وقال عنترة بن شداد العبسي: رضيتُ بحبها طوعًا وكرهًا *** فهل أحظى بها قبل الحِمام[14] وقال عبيد بن الأبرص: إذ كلّنا ومِقٌ راضٍ بصاحبه *** لا يبتغي بدلًا فالعيش مغتبط[15] وقال لبيد بن أبي ربيعة العامري: رضيتِ بأدنى عيشنا وحمِدتِنا *** إذا صدرتْ عن قارص ونقيع[16] وقال حسان بن ثابت الأنصاري: دعاه إله الخلق ذو العرش دعوةً *** إلى جنة يرضى بها وسُرور[17] وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: فأما الكريم فراضٍ به *** وأما اللئيم فما قد أبل[18] وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ [التوبة: 28، 29]. وأما الصلة (على) فذكر الكسائي والآخرون أنها جاءت مقابل صلة "سخط" أي (على) حملًا للشيء على نقيضه كما يحمل على نظيره[19] واستدلّوا بشعر قُحَيف العٌقَيلي التالي: إذا رضِيتْ عليّ بنو قُشَيرٍ ![]() لَعمرُ الله أعجبني رِضاها ![]() يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |