|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مشكلة تربوية أ. شروق الجبوري السؤال ♦ الملخص: فتاة تشكو مِن ضعف ثقتها بنفسها وشخصيتها الضعيفة بسبب تربيةِ والدها لها ولإخوتها وحصاره لهم، مما جَعَلَها غير اجتماعية، وتخشى مواجَهة المجتمع والزواج. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة عمري 23 عامًا، حياتي صعبة جدًّا، فأنا لستُ اجتماعيةً، حتى عندما كنتُ صغيرةً كان يَسألني معلمي: ما اسمُكِ؟ لم أكنْ أردّ! ربَّانا والدي تربيةً جيدةً مِن الناحية الدينية والأخلاقية، لكنه للأسف لم يَتَفَهَّمْ هو وأمي أننا كبرنا، وابْتَعَدَا تمامًا عن مشاكلنا التي أواجهها أنا وأختي. لم يَتَحَدَّثَا معنا يومًا عن معنى الزواج، ولم يتحدَّثا معنا عن مواجَهة الحياة التي نعيش بمشاكلها! يريد أبي تَزويجنا، وفي الوقت نفسه لا أشعُر بفَرْحَتِه بهذا الأمر، بل يبدو عصبيًّا ومُرتبكًا عندما يتقدَّم أحدٌ لخطبتنا، حاولتُ مِرارًا وتَكرارًا أن أحتكَّ بالمجتمع قبلَ أن أقدمَ على خطوة الزواج، وطموحي يَقودني إلى الرغبة في الخروج والتدرُّب بأحد مكاتب المحاسبة في مديتنا، لعل هذا الأمر يكون مفيدًا لي، ويكسر حدة خجلي وانطوائي، لكن أبي يُفاجئني بعدم رغبتة في تحقيق مرادي، وكل ما يُفكِّر فيه الآن هو تزويجي! أعيش في ضيقٍ شديدٍ بسبب هذا الحصار، ولستُ مُستعدةً للزواج، كما أنني أخاف عندما أفكِّر في العيش مع طرفٍ آخر مِن أنه لا يحمِل نفس مبادئي ومَشاعري. ساعدوني ماذا أفعل كي أتغيَّر للأفضل؟ وجزاكم الله خيرًا الجواب ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا أن نرحبَ بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يُسددنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين. عزيزتي، أُحَيِّي إقرارك بجميل والدك في تريبته لك ولإخوانك تربيةً صالحة دينيًّا وخُلُقيًّا، وأتمنَّى أنْ تتفهَّمي رؤيته فيما يُشعرك وإخوتك بالضيق مما يَرْفُضه بشأن بحثك عن فُرصة عملٍ. إذ إنني أستَشِفُّ مِن سياق رسالتك أن لدى والدك خشية وقلقًا واضحَينِ عليكِ وعلى إخوتك مِن التعرُّض لإساءة المسيئين وأذى من الغرباء، لكثرة ما يحدُث فعلًا في المجتمع، وما يسمع به أو يُشاهده حوله. فتركيزُ الآباء على زَرْع القيم الدينية والأخلاقية في نفوس أبنائهم منذ الصغر إنما لتكون رادعًا ذاتيًّا لهم في كِبَرهم عن الوُقوع في الخطأ وارتكاب الآثام، كواحدة مِن الأهداف الرئيسية لزَرْعِ هذه المبادئ، وأرى أن والدك قد حقَّق هذا الهدف بفضل الله تعالى. ورغم ذلك فإن هذا لَم يَمْنَعْهُ بالطبع مِن استمرار قلقه وخوفه عليكِ وعلى إخوتك، ولكن مِن (الآخرين)، وليس منكم أو لقلَّة ثقته بكم. ولذلك فإني أتمنَّى منكِ أن تتفهَّمي تلك المخاوف المُبرَّرة لتُنصفي والدك مِن جهة، فيقل حزنك بشأنها، ولتتمكَّني من إيجاد السُّبُل في محاورته في تلك المخاوف، سواء كان ذلك بشكلٍ مباشرٍ بينك وبينه، أو من خلال وسيط آخر تشعرين أن بإمكانه نقل وجهة نظرك ومشاعرك وتأثرك سلبًا إلى والدك؛ إذ إن مِثْلَ تلك الحوارات تُسهم في تخفيض قلقه عليكم، لا سيما إن أكدتم له أن ما زرعه فيكم مِن قيمٍ ومبادئَ ستكون أفضل رادعٍ لأية إساءة محتملة، كما أن عملك يُمكن أن يكون مع مكاتب تمتلكها نساء، أو أن أغلب العاملين فيها نساء، وبإمكان والدك أن ينتقيَ لكِ بنفسه مكان العمل، وما إلى ذلك مِن تطمينات. مِن ناحيةٍ أخرى فإني أنصحُك يا عزيزتي بعدم إقحامِ نفسك في مَخاوف الزواج وما يأتي به، فهذه سُنَّة الله تعالى في الحياة، فهو عزَّ وجل يَجمع بهذا الرباط بين رجلٍ وامرأةٍ مختلفَينِ في الطباع والميول والتنشئة، وما إلى ذلك، فيُصبح أحدُهما مكمِّلًا للآخر، ولا يستغني عن شريكه؛ لذا لا تدَعي لهذه الأفكار مكانًا في نفسك، بل استبدلي بها أفكارًا وتصوُّراتٍ حول حياتك المستقبلية، وكيف ترين منهجك في تربية أولادك وبناء أسرة سعيدة ومستقرة - بإذن الله تعالى. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يَشْرحَ صدرك، ويرزقك زوجًا وذرية صالحين، ويُرشدك لما فيه الخير لك في الدارين. وسنكون سُعداء بسَماع أخبارك الطيبة
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |