|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إني حائرة باتخاذ القرار أ. أروى الغلاييني السؤال إني متزوجة من شخْصٍ عديم الغيرة، يَملك المال ولا يَملِك الحبَّ الحقيقيَّ، وهو الغيرة والخوْف على الحبيب، لتجنُّب وقوع زوجتِه مع شخْصٍ ثانٍ تبحَث معه بالأنوثة، لولا الستر ومخافة الله، وشاء القدر وأنجبت منه ثلاثةَ أولاد، وأنا غير مقتنعة به تمامًا، عديم الشخصية وتافه، والمادِّيَّات هي الشيء المهمُّ في حياتِه، ومع هذا كلِّه رائحَتُه كريهة جدًّا، وعجزتُ عن التنظيف، والتَّعليم على التَّرتيب، ولا فائدة لكلِّ المُحاولات، وأنا بالمُقابل التجأْتُ - وبكلِّ صراحة – إلى الخيانة الزَّوجيَّة، ولسنين طويلة. ومنذ سنة ونصف تعرَّفتُ على شخصٍ، نقيضِ كلِّ مُواصفات زوجي، نظيف إلى أبعد الحدود، رجل بكل معنى الكلمة، عيبُه الوحيد حالته المادِّية بسيطة، وأنا أكبره بالعمر ثلاثةَ سنين، وهو مطلّق وليس له أولاد، فماذا أفعل؟ حيرتي كبيرة، سيلومني النَّاس على الحالة المادِّيَّة التي سأتْرُكها؛ فقطْ لأن زوجي مقتدِر وهو أكبر منِّي بعِشْرين سنة. أسألُ الله أن يوفِّقَكم لحلِّ مشاكِل النَّاس. الجواب السلام عليْكم ورحْمة الله وبركاته، أسأل الله - جلَّ وعلا - أن يفرحَكِ بأيَّامك كلِّها، ويَجعلَها زاهِرةً بالطَّاعة والإيمان. أي قرار أنت حائرة باتِّخاذه: قرار الطَّلاق من زوجِك؟ أم قرار الزَّواج من الآخَر؟ أو هُما مرتبِطان ببعضِهما - الأوَّل يؤدِّي للتَّالي حتما -؟ هل سَمعتِ عبارة: النَّشاط يتَّفق مع الحركة؟ مثال: لو أرادَ أحدُهم زيارةَ السُّعوديَّة، وسألنِي: إلى أين أذهبُ في السعودية؟ قبل أن أجيبَه - ولأكونَ دقيقة - أسأله: أنت ماذا تريد؟ إن كنتَ تُريد العُمرة، فاذهبْ إلى مكَّة المكرَّمة. إن كنت تريدُ زيارة المسجِد النبويِّ، فاذهَبْ إلى المدينةِ المنوَّرة. إن كنت تُريد الجوَّ المعتدِل، فاذهبْ إلى مدينة الطَّائف أو أبْها. إن كنت تريد الشاطئ، فاذهب للخبْر أو لجدَّة. وهكذا، لا أُجيبُه قبل أن يُحدِّد هو تَمامًا ماذا يريد. أنت ماذا تُريدين؟ بدأتِ رسالتك بكَيْل سيلٍ من الاتِّهامات لزوْجِك، رغْم أنَّ زواجَك كان باختِيارك، وإن لم يكُنِ استِمراره باختِيارك. لماذا الآن تُريدين الطَّلاق، وأنت مارستِ الخِيانة منذ مدَّة طويلة؟ أفترض لأنه: هو - الزَّوج المرتقب - رفضَ العلاقة إلا بطلاقِك، فبدأت تُعْطين لنفسِك المبرِّرات للانفصال عن زوجِك. والذي يَجعلُك تَحتارين ويُقلقك هو: لوم النَّاس لبساطة حالتِه الماديَّة! ألم يحيِّرْك أن ما تفعلينَه معصيةٌ كبيرة؟ وأنَّ الله سيسألُك عمَّا تفعلينه؟! ألم تُحيرك أمومتُك لأبنائِك الثلاثة؟ وسمعتُهم إن عرف النَّاس قُبْحَ ما تفعلين؟! إن كنتِ غير مُقتنِعة به - وهذا حقُّك واختِيارك - لماذا لم تتركيهِ منذ البداية؟ هل لأنَّك كنتِ مستفيدةً من الجِهتين: الذئاب الذين تَظُنِّين أنَّهُم يُشعِرونك بأُنوثتِك، وأموال زوجِك. لا حول ولا قوَّة إلا بالله! هل بذلْتِ جهْدًا للتَّأثير به لجعلِه أكثرَ اتِّفاقًا معك؟ حتى أحدِّد لك ماذا عليكِ أن تفعلي، والنَّشاط الذي يَجب أن يتَّفق مع هدفِك. إذا كنتِ تنفرين وتتأفَّفين من رائِحة زوجِك، فاعلمي أنَّ النار التي يعدُّها اللهُ للعصاةِ رائحتُها أنتَنُ وأقبح، أعاذَك الله منها، فابتعدي عنْها. سابِقِي الريح ابتعادًا عن هذا الجوِّ العفِن والنَّتِن الذي تَعيشين به. لا أدْري إن كنتِ بالعِراق - خلَّصها الله تعالى - أم بِمكان آخَر. المهمُّ أقترِح عليْك بقوَّة العودةَ إلى اللهِ - جلَّ وعلا -. ولعلَّ الله - جلَّ وعلا - أراد بكِ خيرًا حينما هداكِ لِموقع الألوكة. لمستُ من سطورِك وعيًا دينيًّا بسيطًا، فاستمرِّي بذلك. ربَّما ساعة موتِك قريبة – وأنت لا تدرين – وأنَّ الله – عزَّ وجلَّ - يُريد لك الصَّلاح والهداية. احضُري الدُّروس والمُحاضرات التي ترقِّق القلب، تَزيدك علمًا بالفِقْه وبواجباتِك الدينيَّة. الزَمي القُرآن الكريم. اختلطِي بصُحبةٍ صالحةٍ تدلُّك على الخير، وتبعدُك عن الشَّرِّ، أؤكِّد جدًّا عليْها، لابدَّ من صديقاتٍ صالحاتٍ مُحبَّات للخَير يعنَّك على الخيْر وفعْلِه. اغْسِلي قلبَك وروحَك من أوْساخِ المعصية، وأقبلي على الله تعالى. أكثِري من دعاء: "اللهمَّ اجعلْنا من الذين يَستمِعون القولَ فيتَّبِعون أحسنَه". و"اللَّهمَّ آتِنا من لدنْكَ رحمةً وهيئْ لنا من أمرِنا رشدًا". عندها لن تكونِي حائرةً بإذن الله، ويُعينك الله - تعالى - على اتِّخاذ القرار. أفرح الله قلبك، وأزهر أيَّامك طاعاتٍ. وراجعي في موقعنا استشارة: "كيف أشعر بالتوبة؟". والسَّلام عليكم، ورحمة الله، وبركاته.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |