|
|||||||
| روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
أطفالنا والمكتبات عبدالعزيز بن محمد المسفر مقدِّمة: الاهتمامُ بالأطفال والشَّباب، وما يُقدَّم لهم مِن رِعايةٍ وخِدْماتٍ بَنَّاءةٍ، وأنشطةٍ هادِفةٍ - يختلف مِن دولةٍ لأخرى باختلاف تَقدُّمِها، ونُموِّها، وارتفاعِ نِسبةِ التَّعليم والوعيِ فيها، ولا شكَّ أنَّ الدُّول التي تُولِي بناءَ الأطفال والشَّباب أهمِّيَّةً قُصوى هي دُولٌ أدركتْ ببُعدِ نظرِها، وثاقِب بصيرتِها، وعن وَعيٍ قوي، وقَناعة راسخةٍ - أهمِّيَّةَ دَورِهم في مستقبلِ الأُمَّة، وبِناءِ الوطن، ورَفْع شأنِه، وإعلاءِ مكانِه بينَ الشُّعوب؛ مُوقنةً أنَّ رجالَ الحاضر هم أطفالُ الماضي، وأنَّ أطفالَ اليومِ هُم شبابُ الغَدِ، ورجالُ المستقبل، وهُمُ الأملُ والرَّجاءُ - بعد الله - بمستقبلٍ زاهرٍ، تَنعَمُ فيه الأُمَّةُ بالأمن والخير والرَّخاء، نعمْ، إنَّهم يَلعبون دَورًا قويًّا، بل ومؤثِّرًا؛ إمَّا في تقدُّم الأُمَّة ورُقِيِّها وسعادتِها، أو في انحطاطِها وشقائِها. مِن هنا جاءتِ المسؤوليَّةُ كبيرةً في حجمها، عظيمةً في تأثيرها ونتائجِها، فكما أنَّهم هدفٌ لأولياءِ الأُمورِ في البُيوت ومؤسَّساتِ التَّعليم والمجتمع؛ يَسعَوْن لتوعيتِهم، وتثقيفِهم، وإعدادِهم الإعدادَ السَّليمَ والصحيحَ لِمَا فيه مَصلحتُهم ومُستقبلُهم؛ بل ومستقبلُ أُمَّتِهم وأوطانِهم؛ فإنَّهم أيضًا هدفٌ للأعداءِ مِنَ الشَّياطين وأعوانِ الشَّياطين، الَّذين يَسعَوْنَ لِدَورٍ مُعاكِسٍ تمامًا؛ هو إنهاكُهم، وتحطيمُهم، وإذلالُهم، وإضعافُهم رُوحيًّا، وخُلقيًّا، وماديًّا، وصحيًّا. إنَّ مَهمَّةَ إعدادِ أطفال اليوم وشبابِه وتربيتِهم ليستْ سهلةً، ولا هَيِّنةً؛ ولكنَّها في الوقتِ نفسِه واجبٌ دينيٌّ، ومَطلَبٌ وطنيٌّ؛ وهي ليست مسؤوليةَ الوالدَينِ فَحسبُ، بل هي مسؤوليةُ المجتمع كلِّه؛ فالبيتُ مسؤولٌ، ومؤسَّساتُ التربيةِ والتعليمِ مسؤولةٌ، والسُّلطةُ مسؤولةٌ؛ كلٌّ حَسبَ موقعِه وواجباتِه. لقد حثَّ دينُنا الإسلاميُّ الحنيفُ على الاهتمام بالنشءِ الجديد، وحمَّلَنا مسؤوليةً عظيمةً تُجاهَه منذُ ولادتِه؛ فكلُّ راعٍ مسؤولٌ عن رعيَّتِه؛ وما الوصايا التربويَّةُ التي وردتْ في القرآن الكريم على لِسان لُقمانَ وهو يَنصَح ويَعِظُ ابنَه إلاَّ النَّموذجُ المِثاليُّ الذي ينبغي تطبيقُه، والحَذوُ حَذوَه. إنَّ الاهتمامَ بالأطفال والشَّباب الذي يبدو في العالَمِ العربيِّ اليومَ رَغمَ ضَعفِه، وتَفاوُتِه بين دَولةٍ وأخرى - ليس وليدَ الصُّدفةِ، أو نتيجةَ الحضارة الحديثة؛ بل كان موجودًا منذُ فَجرِ الإسلام؛ إذْ حمَّل دينُنا الحَنيفُ أولياءَ الأُمورِ مسؤوليةَ إرشادِ أطفالِهم، وتأديبِهم، وتوجيهِهم التوجيهَ السَّليمَ؛ في كلِّ ما مِن شأنِهِ صلاحُ دينِهم ودُنياهم. إذنْ؛ فللطِّفل المُسلِمِ حُقوقٌ حَفِظَها له دينُه، وعلى رأسِها التَّربيةُ السَّليمةُ، والتَّعليمُ النَّافعُ؛ فقد قال الله - تعالى -: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا...﴾[1]، والوِقايةُ هنا تعني حِمايةَ الطِّفل بتأديبِه، وتَربيتِه تَربيةً إسلاميَّةً، وتَعليمِه محاسنَ الأخلاق، وتحذيرِه مِن قُرناءِ السُّوء؛ قال - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -: ((أَكرِموا أولادَكم، وأحْسِنوا أدبهم))[2]؛ رواه ابن ماجه، وضعفه الألباني، وقد أدرك المسلمون الأوائلُ - رحمهم الله - قِيمةَ السَّنواتِ الأُولى مِن حياة الطِّفل، وأهميتَها في بناءِ شَخصيَّتِه؛ يقول ابنُ قَيِّم الجَوْزِيَّة: "فمَن أَهملَ تَعليمَ وَلدِه ما يَنفَعُه وتَرَكَه سُدًى، فقد أساءَ إليه غَايةَ الإساءةِ"[3]. إنَّ تربيةَ الأطفالِ وتعليمَهم إنَّما هو حقٌّ مِن حقوقِهم التي شَرَعها الإسلامُ؛ بَدءًا مِن مرحلةِ الرَّضاعةِ ومرحلةِ الطُّفولة المُبكِّرة، التي تُعتَبر الأساسَ والقاعدةَ التي يُشادُ عليها البُنيانُ؛ إذ هي أهمُّ عُهودِ الغَرْس الطَّيِّب الذي يُرشَّح لأفضلِ حَصادٍ[4]. مِن هنا نجد أنَّ الالتزامَ بتربيةِ الأطفال هو واجبٌ دينيٌّ قَبلَ أنْ يكونَ واجبًا وطنيًّا، وإذا كانت الأسرةُ الصغيرةُ – الوالدانِ - مسؤولةً عن أطفالها؛ باعتبارِها المؤسَّسةَ التربويَّةَ الأُولى - فإنَّ الأسرةَ الكبيرةَ – المجتمع - عليها مسؤوليةٌ هي الأخرى، كما أنَّ الدولةَ تتحَمَّل جُزءًا كبيرًا مِن المسؤوليةِ؛ عَملاً بقولِ النبيِّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -: ((أَلاَ كُلُّكم راعٍ وكُلُّكم مسؤولٌ عن رَعيَّتِه))[5]؛ ذلك أنَّ الدولةَ هي التي تُوَجِّه التربيةَ والتَّعليم في مؤسَّسات التَّعليم الحُكوميَّة، بل وتختار لها المُعلِّمين والمُعلِّماتِ؛ كما أنَّ بَيدِها وتحتَ تَصرُّفِها إمكاناتِ الوطنِ الماديَّةَ، وتحتَ إشرافِها أيضًا وتوجيِهها وسائلَ الإعلامِ بكافَّةِ أشكالها وأنواعِها؛ المسموعةِ والمَرئيَّةِ والمقروءةِ. إنَّ تكاتُفَ جُهود الأسرة، مع جهودِ المجتمع والدَّولة يَصُون - بعون الله وتوفيقه - الأطفالَ والشَّبابَ، ويَحمِيهم مِنَ الزَّلَل والانحراف، ويُهيِّئُ لهم نَشأةً صالحةً وسليمةً، تُحقِّق لهم جُملةً مِن القِيَمِ الأخلاقيَّةِ، والصِّفاتِ السُّلوكيَّةِ الحميدةِ، ولنا في سُلوكِ السَّلَف في مجال التَّربية أُسوَةٌ يَنبغي الاقتداءُ بها؛ فقد رُويَ: أنَّ عُتبةَ بنِ أبي سُفيانَ قال لعبدالصَّمَد، مؤدِّبِ أولادِه: "...وعَلِّمْهم كتابَ الله، ولا تُكرِههم عليه فَيَملُّوه، ولا تَتركْهم منه فَيَهجروه"[6]، ويقول ابنُ خلدون: "اعلمْ أنَّ تَلقينَ العُلوم إنَّما يكون مُفيدًا إذا كان على التَّدريج شيئًا فشيئًا، وقليلاً قليلاً..."[7]، ويُقال: إنَّ هارونَ الرَّشيدَ أرسل ابنَه الأمينَ إلى المؤدِّب، فقال مندوبُ الخليفة للمؤدِّب: "إنَّ أميرَ المؤمنين قد دَفعَ إليكَ مُهجةَ نَفْسِه، وثمرةَ قلبِه...أقرئِه القرآنَ، وعرِّفْه الأخبارَ، ورَوِّهِ الأشعارَ، وعلِّمه السُّنَن، وبصِّره بمواقع الكلام وبَدئِه، وامنعْه مِنَ الضَّحك إلاَّ في أوقاتِه...ولا تَمُرَّن بكَ ساعةٌ إلاَّ وأنت مُغتَنِمٌ فائدةً تفيده إيَّاها، مِن غيرِ أَنْ تُحزِنَه فتُميتَ ذِهنَه، ولا تُمعِن في مُسامحته فيَستحليَ الفراغَ ويألفَه..."[8]، وقال عبدُالملك بنُ مَرْوانَ يَنصَح مؤدِّبَ أولادِه: "عَلِّمهم الصِّدقَ كما تُعلِّمهم القرآن، واحمِلْهم على الأخلاقِ الجَميلة، وروِّهم الشِّعر...وجالِسْ بهم أشرافَ الرِّجال وأهلَ العِلم، وجنِّبْهم السَّفِلةَ؛ فإنَّهم أسوأُ النَّاس أدبًا... ووقِّرْهم في العلانيَّة، وأنِّبْهم في السِّرِّ..."[9]. إنَّ الدُّولَ العربيَّةَ تَعلَم عِلمَ اليقين أنَّ تأديبَ أطفالِ المُجتمعاتِ العربيَّةِ، وتربيتَهم التَّربيةَ السليمةَ - ليست وقْفًا على زمنٍ دونَ آخَرَ؛ بل هي قائمةٌ ومُستمِرَّةٌ إلى أنْ تقومَ الساعةُ، وإذا كان أطفالُنا في الماضي بحاجةٍ إلى التَّربيةِ الإسلاميَّةِ الواعيَّةِ، فإنَّهم في وقتِنا الحاضرِ أشدُّ حاجةً إلى هذه التربيةِ؛ يقول محمد سالِم: "إنَّ طَلبَ العِلم ليس وَقفًا على جِنسٍ دون آخَرَ؛ بل هو قَدْرٌ مُشاعٌ، ومَصلحةٌ لكلِّ مَن يَتَنسَّم نسماتِ الحياة، والمجتمع الَّذي يَنشأُ أفرادُه على وعيٍ ومعرفةٍ، وهدًى وبصيرةٍ هو المجتمعُ الحقُّ، الذي ينهض به أفرادُه، وينهض هو بأفرادِه"[10]. مِن هنا نجد أنَّ المسؤوليةَ عظيمةٌ، وحملَها ثقيلٌ، ولكنْ لا بُدَّ مِن تحمُّلِها، ومِن الجميع، كلٌّ حسبَ طاقاتِه وقُدراتِه وإمكاناتِه؛ فأطفالُنا أمانةٌ في أعناقنا أمامَ الله، بلْ إننا مُحاسَبون على أيِّ تقصيرٍ في حقوقِهم. إنَّ طفل اليومِ يُواجِه تحدياتٍ جسيمةً، ومخاطرَ كبيرةً؛ فالحياةُ صارت أكثرَ صُعوبةً، والتِّقنياتُ الجديدةُ أخذتْ تغزو الإنسانَ في عُقر دارِه؛ فالأطباق تَنقُل إلى البُيوت الكثيرَ مِن البَرامج الهابطة، وهي بالطَّبع متاحةٌ للأطفال؛ كما أنَّ الاتصالاتِ الحديثةَ عَبرَ الهاتف، وشَبكات الإنترنت، وغيرها تُشكِّل هي الأخرى تَهديدًا لمستقبلِ أطفالِنا وشبابِنا؛ ما لم يَكن هناك وعيٌ وإدراكٌ، وتربيةٌ سليمةٌ، وتوجيهٌ سديدٌ، يُحصِّنُهم - بإذن الله - مِن الوقوع في المخاطر والمحذوراتِ، إنَّ الطِّفل إنسانٌ، والإنسانٌ رُوحٌ وجَسدٌ، وأحاسيسُ ومشاعرُ، وهو قابلٌ للتَّأثُّر، وإذا كان الكبارُ قادرِينَ - كما يُفترَض - على تمييزِ الجميل مِن القَبيح، والغَثِّ مِن السَّمين، والصالح مِن الطَّالح - فإنَّ الطِّفل قد لا يكون قادرًا على ذلك، خاصَّةً أنَّ الدِّراساتِ النَّفسيةَ تؤكِّد أنَّ تكييفَ الطِّفل في سِنِّه المبكِّرة يؤثِّر إلى حدٍّ كبيرٍ في عَلاقتِه بالأشياء. التَّمهيد بهذه المُقدِّمة عن أهمِّية تربيةِ الأطفال، وعن حقوق أطفالنا التي كَفَلها لهم الدِّين الإسلاميُّ الحنيفُ - يقودُنا إلى الحديث عن المَكتباتِ التي تَخدُم الأطفالَ؛ لقدرتِها على المُساهمَةِ الفعَّالة في توجيه الأطفال، وتوعيتِهم، وشغْل فراغِهم بما يُحقِّق لهم - بعون الله وتوفيقه - الحمايةَ مِن الوقوع في المصائد التي تُنصَب لهم، والمؤامرات التي تُحاك ضِدَّهم وضِدَّ مستقبلِهم؛ ولكنْ قبلَ الحديث عن هذا النَّوع مِنَ المكتبات، ينبغي أن نعرفَ مَن هو الطِّفل. تعريف الطِّفل: الطِّفلُ: مفردٌ، وجمعُها أطفال؛ والطِّفل هو الصَّبيُّ مِن حينِ يولد إلى أنْ يَحتَلِم؛ قال الإمام النَّوويُّ: "الطِّفلُ والطِّفلةُ: هما الصَّغيرانِ ما لم يَبلُغا"[11]، وورد في لِسان العرب أنَّ: "الصبيَّ يُدعَى طِفلاً مِن حينِ يَسقط مِن بطن أُمِّه إلى أنْ يَحتلِم"[12]. يُقسِّم علماءُ النفس مراحلَ نُموِّ الطِّفل على النَّحو التالي: 1 - مرحلة المَهد، أو الرَّضاعة: وهذه تَبدأ مِن يومِ ميلادِ الطِّفل، وحتَّى بلوغِه السَّنةَ الثَّانيةَ. 2 - مرحلة الطُّفولة المُبكِّرة: وتبدأ مِن السَّنَة الثَّالثة، وحتَّى الخامسة. 3 - مرحلة الطُّفولة النَّاميَّة: وتبدأ مِن السَّنة السادسة، وحتَّى بَدءِ البُلوغ. 4 - مرحلة البُلوغ: وتبدأ مِن السَّنة الثانيةَ عَشْرةَ، حتَّى الخامسةَ عَشْرةَ. 5 - مرحلة المُراهقة: وتبدأ مِن الخامسةَ عَشْرَةَ، وحتَّى الثامنةَ عَشْرَةَ[13]. وبالرَّغم من أهمِّيَّة كلِّ مرحلة مِن هذه المراحل؛ إلاَّ أنَّ المرحلة الثَّانية، والتي تقع بين سِنِّ 3-5 سنواتٍ تُعتبر بحقٍّ أَهمَّ المراحل؛ فهي مرحلة الاستعداد، التي فيها يَتِمُّ التَّأسيس؛ إذ إلى جانب قُدرة الطِّفل في هذه المرحلة على التَّعرُّف إلى الحُروف والأرقام، فإنَّ باستطاعتِه تكوينَ كلماتٍ وجُملٍ مُفيدةٍ؛ لهذا فالأطفالُ بأَمسِّ الحاجة إلى الرِّعاية السليمةِ، والتوجيهِ السَّديدِ؛ خاصَّةً وأنَّ لديهم القابليةَ للتَّوجيهِ والتَّعليمِ، فينبغي - والحالة هذه - أنْ نغرِسَ في نفوسِهم في مراحل الطُّفولة الأُولى حُبَّ القِراءة، وحُبَّ أَوعِيةِ المعلومات، وإدراكَ أهميتِها وفوائدِها، وكيفيةَ الاستفادة منها؛ وهذا لا يَتَأتَّى أو يتحقَّق بالأمانيِّ والأقوال؛ بل بالأفعالِ البنَّاءة والمُثمِرة؛ ومنها: إقامةُ المكتبات التي يُمكن أنْ يرتادَها ويستفيدَ منها الأطفالُ والشَّباب، وتزويدُها بكلِّ ما تحتاجه مِن أَوعيةِ المعلوماتِ المناسِبةِ لمستوياتِهم التَّعليميَّةِ، وقُدراتِهم الذِّهنيَّةِ، ومُيولِهم القِرائيَّةِ، واحتياجاتِهم المَعرفيَّةِ والثَّقافيَّةِ؛ مع مُراعاةِ ألاَّ يكونَ في هذه الأوعيةِ ما يَتعارضُ وتعاليمَ دِيننا الحنيفِ، أو عاداتِنا وتقاليدَنا العربيَّةَ الإسلاميَّةَ الأصيلةَ؛ بل ما يُحقِّق الأهدافَ المَرجُوَّة منها، وهي إثراءُ حصيلتهم المَعلوماتيَّة، وزيادةُ معرفتِهم بالقِيَم الرُّوحيَّة والفِكريَّة والإنسانيَّة والاجتماعيَّة؛ هذا إلى جانبِ توفير العديد مِن الخِدْمات والأنشطة الضروريَّة والبنَّاءة، والتي تَهدف في مجموعها إلى تعزيزِ فُرَصِ الاستفادة الحَقَّة مِنَ المكتبات باستخدامِها الاستخدامَ الأَمثلَ والمُثمِرَ، مما يعود عليهم بالنَّفعِ والفائدةِ، وتكوينِ جيلٍ على قدرٍ كبيرٍ مِنَ الوعي والإدراكِ والعِلم والثَّقافة. مكتبات الأطفال: يَحظَى الأطفالُ في كثيرٍ مِن الدُّول بِخِدْماتٍ مكتبيَّةٍ مختلفةٍ، وأنشطةٍ عديدةٍ تُسهِم في بِنائها بناءً سليمًا، ومتوازنًا؛ سواءٌ مِن النَّاحية العلميَّة، أو الثَّقافيَّة، أو النَّفْسيَّة، أو الاجتماعيَّة، هذا إلى جانبٍ آخَرَ، وهو تخليصُهم مِن براثنِ اللَّهوِ الرَّخيص، ومَزالقِ الانحرافِ والفساد الذي يَنجُمعادةًعنِ الفراغ. المكتباتُ التي تُسهِمُ في خِدمة الأطفال هي: أوَّلاً: المكتبات المَنزليَّة: المكتبات المَنزليَّة هي ما تُسمَّى بالمكتبات الخاصَّة، وهي مَكتباتٌ يُنشِئُها الأشخاصُعادةًفي منازلهم، ومكتبةُ المنزل تَعكِس - في الغالب الأعمِّ - اهتماماتِ الأبِ، أو الأمِّ، أو كِلَيهما، هذا لا يَعني أنَّه لا توجد مكتباتٌ مَنزليَّة لا تُستخدَم، ولا يُستفادُ منها، نعمْ، يوجد مكتباتٌ خاصَّة يكون الغرضُ الأساسُ مِن تكوينِها الزِّينةَ، أو التَّباهي، ومِثلُ هذه المكتباتِ لا تُحقِّق فائدةً تُرجَى منها لأهل المَنزل. الطِّفل بطبيعتِه فُضوليٌّ، ويُحِبُّ التَّقليد، وأقربُ الناس إليه، وأكثرُهم التصاقًا به، وتأثيرًا عليه هُما والداه؛ فَهُما مَثَلُه الأعلى، ومِن هنا نَرى أهميةَ تكوينِ مكتباتٍ منزليَّةٍ مَهْما كان حجمُها؛ شريطةَ أن تُستخدَمَ بشكلٍ واضحٍ وفعَّال، وأنْ يكونَ للطِّفل فيها نَصيبٌ مناسب؛ إذْ إنَّ المكتبةَ المنزليَّةَ هي المكتبةُ الأولى التي يَفتحُ الطِّفلُ عَينَيهِ عليها، على أنَّه ينبغي اختيارُ أوعيةِ المعلومات الخاصَّة بالأطفال بعنايةٍ، فلا يجوز اقتناءُ كل ما هَبَّ ودَبَّ، أيضًا لا بُدَّ مِن تعويدِهم على الاستفادةِ مِن أوعيةِ معلومات هذه المكتبةِ، ومساعدِتهم في القِراءةِ، وحِكايةِ القِصَّة، ومناقشتِهم فيما سمعوه أو قَرؤوه؛ وتوجيهِهم التوجيهَ السَّديدَ في كيفية استخدام الأوعيةِ، والتَّعامُلِ السَّليمِ معها، وأهمِّيَّةِ احترامِها؛ لِتَظلَّ سليمةً تتجدَّد الاستفادةُ منها، وكما أشرتُ آنفًا، فالوالدَانِ هُما القُدوة، وهذا يؤكِّد أهمِّيَّةَ - بل ضرورةَ - استخدامِ الوالدَينِ للمكتبةِ بصفَةٍ مُنتظمَةٍ. المكتبات المَنزليَّة "الخاصَّة" كانت مُنتشرةً في جميع أنحاء العالَم العربيِّ والإسلاميِّ منذُ القرونِ الأولى للهِجرة النَّبويَّة؛ فقد كان للخُلفاء في العهد الأُمويِّ والعبَّاسيِّ مكتباتٌ خاصَّةٌ، كما كان الوزراءُ، والوُلاةُ، والأغنياءُ، والعُلماءُ، والأدباءُ يَهتمُّون بتكوين مَكتباتٍ خاصَّةٍ بِهم، وهذا الاهتمامُ يَعكِس - غالبًا - حُبَّهم للعِلم والعُلماء، وحِرصَهم على الاستفادةِ مِن مُؤلَّفاتِهم، وإنتاجِهم العِلميِّ، وهو دليلٌ واضحٌ وجَلِيٌّ على نُموِّ الوَعيِ عندَهم، وبالتَّالي إدراكهم لأهمِّيَّةِ أوعيةِ المعلومات، ونَعني بذلك الكتبَ، وضرورةَ توافُرِها؛ للاستفادة منها. تِلكَ الظَّاهرة التي كانتْ موجودةً، بل مُنتشرةً في صَدرِ الإسلام - وهي تَكوينُ مكتباتٍ منزليَّةٍ - لا نجد لها اهتمامًا يُذكر عندَ الكثيرين من أبناءِ الجيلِ الحاضر، نعمْ، يوجد في الوَقتِ الحالي مكتباتٌ خاصَّةٌ؛ إلاَّ أنَّها - مع الأسف الشَّديد - قليلةٌ، ولا يُمكن مُقارنتُها بما كان في صَدرِ الإسلام، كما أنَّ مُعظمَ المكتباتِ القائمةِ حاليًا لا يَستفيدُ منها أفرادُ الأسرة الفائدةَ المَرجُوَّةَ، أيضًا فإنَّ أغلبَ المكتباتِ المتوفِّرةِ حاليًا هي مكتباتٌ صغيرةٌ، مُقارنةً بمكتبات صدرِ الإسلام، كما أنَّ معظمَ محتوياتها خاصَّةٌ بالكبار، ونادرًا ما يكون للأطفالِ نصيبٌ يُذْكَر فيها؛ وهذا هو الخطأُ الجسيمُ الَّذي يَنُمُّ عن جهلٍ، أو تساهُلٍ بتربيةِ الأطفال، وأهميةِ تعويدِهم على القراءةِ والاستفادةِ مِن أَوعيةِ المعلوماتِ، مع أنَّ الإسلامَ قد مَيَّز بين العالِمِ والجاهل، وحمَّل الوالدَينِ مسؤوليةً كبيرةً حِيالَ تربيةِ وتَعليمِ أبنائِهم؛ خاصَّةً أنَّهم -أي: الأطفالَ -غيرُ مُدركِينَ، وبالتَّالي فَهُم بأمسِّ الحاجة إلى التوجيهِ السليمِ، والتعليمِ الهادِفِ والبنَّاءِ؛ فالأطفال أمانةٌ في الأعناق، وبالتَّالي فمِثلَما يحتاجون إلى تغذيةٍ بدنيةٍ، تتوافر فيها مُعظمُ المُقوِّماتِ الصِّحيَّةِ للجسمِ السَّليم - إنْ لم يكنْ كلُّها - فَهُم أيضًا يحتاجون إلى التغذيةِ الفِكرية التي تُنَمِّي عقولَهم، وتَشحَذُ أفكارَهم، وتُصقِل مواهبَهم؛ وهذا – لعمر الله - لا يَتأتَّى إلاَّ بالتَّعليم، والتوجيه، واختيار أوعيةِ المعلومات التي تُلبِّي هذه الاحتياجاتِ وتوفيرَها، وجعلَها في مُتناوَلِ أيديهم في المكتبةِ المنزليَّةِ. ثانيًا: المَكتباتُ العامَّةُ: المكتبات العامَّة تُقدِّم خِدْماتِها - كما هو واضحٌ مِن عُنوانها - لجميع فِئاتِ المجتمع؛ بما في ذلك الأطفالُ الَّذين يُشكِّلون شريحةً كبيرةً، بل ومُهمَّة مِن المجتمع، وبالتَّالي ينبغي أنْ يُحسبَ لهم ألفُ حِسابٍ، وأنْ يكونَ لهم نصيبٌ وافرٌ في أوعيتِها، وخِدْماتِها، وأنشطتِها، يقول محمد فتحي عبدالهادي: "والمكتبات العامَّةُ تُقدِّم خِدْماتِها للأطفالِ مِن مُنطلَقِ أنَّ المكتبةَ العامَّةَ خِدمةٌ عامَّةٌ تؤدِّيها الدَّولةُ لكلِّ أبنائها صِغارًا وكبارًا؛ بل يُعدُّ إنشاءُ مكتبات الأطفال مِن المَهامِّ الوطنيَّةِ في كثيرٍ مِن الدُّول"[14]. تهتمُّ المكتباتُ العامَّةُ بجميع مجالات المعرفة، ولها أربعُ وظائفَ أساسيَّةٍ، هي: 1 - الوظيفة التَّثقِيفيَّة. 2 - الوظيفة التَّعليميَّة. 3 - الوظيفة الإعلاميَّة. 4 - الوظيفة التَّرويحيَّة. وبالنِّسبة للأطفال، فإنَّ للوظيفةِ التَّعليميَّةِ في المكتبةِ العامَّةِ جانَبينِ أساسيينِ: الجانبُ الأَوَّل: هو دَورُها في استقبالِ الأطفال قَبلَ سِنِّ الالتحاق بالمَدرسَة، والجانبُ الثَّاني: هو توفيرُ أوعيةِ المكتبة، وإتاحتُها خِدماتِها، وأنَشطتَها لتلاميذِ المدارس، حينما لا تُوفِّر المكتبةُ المدرسيَّةُ هذه الأشياءَ لِسببٍ من الأسباب؛ كأنْ تكونَ مغلقةً في الفَترات المسائيَّة، أو العُطَل الرَّسميَّة، أو حينَ لا يكونُ هناك - أَصلاً - مكتبةٌ مدرسيَّة. إنَّ خِدماتِ المكتبات العامَّةِ للأطفالِ لَيستْ حديثةً، تقول نعمات مصطفى:"إنَّ المكتبةَ العامَّةَ ظلت - ولفترة طويلة - المؤسَّسةَ التَّثقيفيَّةَ الوحيدةَ التي تُقدِّم خِدماتِها للأطفال"[15]. المكتبات العامَّة تستقبل الأطفالَ في سِنِّهم المُبكِّرة - أي: قَبلَ سِنِّ الدِّراسة - فَهُم يأتون إليها وَهُم في السَّنة الثَّالثة مِن العُمُر، أو حتَّى قبلَ هذه السِّن؛ وذلك بصحبةِ الأبِ، أو الأمِّ، وفي هذه السِّن المُبكِّرة تُغرَس فيهم عادةُ التَّردُّدَ على المكتبة العامَّة لاستخدامِها والاستفادةِ مِن مُقتَنياتِها وخِدماتِها وأنشطتِها. إنَّ الأطفالَ الصِّغارَ - وإن لم يكونوا قادرِينَ على القراءة - فإنَّهم يُمارسون اللَّعِبَ ببعضِ أدواتِ التَّسليَّةِ البريئةِ المتوفِّرةِ في المكتبةِ، أو يُشاهدون أفلامًا هادفةً، أو يَستمِعون لقِصصٍ خاصَّة بهم، تُحكى لهم مِن قِبَلِ أشخاصٍ يَتقمَّصون شَخصياتِ أبطالِ القِصص، ويَحكُون فصولَها أمامَ الأطفال بِلُغةٍ سهلة وواضحةٍ، تَتناسب وقُدْراتِهم الذِّهنيةَ، أيضًا يَتعوَّدُ الأطفالُ في هذه السِّنِّ المُبكِّرة على كثيرٍ مِن الخِصالِ الحميدة؛ كالهدوء، وحُسنِ الإصغاءِ، واحترامِ مشاعرِ الآخرِينَ وحقوقِهم، هذا إلى جانبِ استعارةِ بعضِ القِصص القَصيرةِ والمُصوَّرة بواسطة آبائهم، أو أُمَّهاتِهم؛ حيثُ يَتولَّى الأبُ، أو الأُمُّ في المنزل قِراءةَ هذه القِصص لهم، ومناقشتَهم فيها. ومِن الفوائد التي يَجنيها الأطفالُ مِن المكتبات العامَّة: غَرْسُ حُبِّ المكتبة العامَّة، وعادةِ التردُّدِ عليها، فَيَكْبَر الطِّفلُ ويَكْبُر معه حُبُّه لها، واحترامُه لرسالتها، وتقديرُه لخِدْماتها؛ ذلك أنَّه سيتَذكَّرُ فيما بَعدُ أنَّها المكتبةُ الوحيدةُ التي استقبلتْه طَوَالَ مراحلِ طُفولتِه، وأنَّها لا تَزالُ تفتح أبوابَها له فيما تَبقَّى مِن عُمُره، حتَّى إن كان شيخًا كبيرًا، طالما أنَّه قادرٌ على الاستفادة منها. مُعظم المكتباتِ العامَّة في المملكة العربيَّة السُّعودية وفي العالَم العربيِّ لا تهتمُّ - مع الأسف الشَّديد - كثيرًا بالأطفالِ، ولا تُفكِّر في احتياجاتِهم، وبالتَّالي نَجدُهم شِبهَ مُغيَّبِين مِن حساباتِها، الأمرُ الذي جَعلَ الأطفالَ أَنفسَهم لا يَرتادونَها؛ لأنَّهم لا يَجِدون فيها قَبولاً لهم، أو لأنَّه لا يَتوفَّرُ فيها ما يَتناسب واهتماماتِهم؛ بل إنَّ بعض المكتباتِ لا تَسمح لهم بارتيادِها؛ على أنَّه يُمكنُ أنْ يُستثنَى مِن هذا القولِ بالنِّسبة للمملكة العربيَّة السُّعودية مَكتبتانِ، الأولى: مكتبةُ المَلِك عبدالعزيز العامَّة بالرِّياض، والتي أخذتْ في الآونةِ الأخيرة تَبذُل جُهودًا طَيِّبةً ومُوفَّقةً لخدمة الأطفال، حيثُ أنشأتْ مَكتبتَينِ خاصَّتَينِ بالأطفال الصِّغار، مُلحقَتَينِ بالمكتبتَينِ النِّسائيَّتَينِ في كلٍّ مِن المكتبة المركزيَّةِ شَرقَ الرِّياض، وفي الفَرع الحديث في مَنطقِة المربَّع وَسَطَ مَدينةِ الرِّياض، أمَّا المكتبةُ الثَّانيةُ التي تَخدُم الأطفالَ بالرِّياض، فهي مكتبةُ الطِّفلِ التابعةُ لمركزِ المَلِك فَيْصل للبُحوث والدِّراسات الإسلاميَّة؛ إلاَّ أنَّه يُؤخذُ على مكتباتِ الأطفالِ هذه صِغرُ حَجمِها، وقلةُ أَوعيتِها، واقتصارُها على الأطفالِ الَّذين لا تَتجاوزُ أعمارُهم عَشْرَ سَنواتٍ؛ وهذا يعني أنَّ الأطفالَ الَّذين تَتجاوزُ أعمارُهم هذه السِّنَّ ليس لهم نَصيبٌ في مُقتنياتِها وخِدماتِها، وبالتَّالي فهذه الشريحةُ الكبيرة مِنَ الأطفال مَحرومةٌ مِن أيِّ خِدْماتٍ مكتبيَّةٍ عامَّة. ثالثًا: المَكتباتُ المَدرسيَّة: المكتباتُ المدرسيَّةُ هي أكثرُ أنواعِ المكتباتِ عددًا، وأوسعُها انتشارًا، وتُقدِّم خِدماتِها للأطفال منذُ التحاقِهم بالمدرسة، وتُشكِّل عُنصرًا هامًّا وأساسيًّا في العَملِيَّة التَّعليميَّة؛ لأنَّ مُعظمَ مُقتَنياتِها يَدعَم بالدرجةِ الأولى المناهجَ الدِّراسيَّةَ، أو هكذا يُفترض؛ لكنَّها تُشارِكُ المكتباتِ العامَّةَ في تَحمُّلِ مسؤوليةِ العملِ المُباشرِ في كثيرٍ من احتياجاتِ الطِّفل التَّثقيفيَّة، والتربويَّة، والترويحيَّة؛ بحيثُ يَكتسِبون العديدَ مِنَ الخِصالِ الحميدةِ، والعاداتِ الحَسنةِ، والقِيَمِ الإيجابيةِ؛ كاحترام الآخَرِينَ، والإيثارِ، والتَّعاوُنِ، والنِّظام؛ كما تَزرع فيهم المنافسةَ البنَّاءة في القراءة، واكتسابَ المعلوماتِ؛ باعتبارِ ذلكَ أهمَّ وَسائلِ كَسبِ المَعرفةِ وزِيادةِ التَّحصيلِ العِلميِّ والتَّكوينِ الثَّقافيِّ؛ لكنَّ المكتبةَ المدرسيَّةَ تَتميَّز عن العامَّة في أنَّها تُقدِّم خِدماتِها إلى مجموعةٍ مُتجانسةٍ مِن المستفيدِينَ، الَّذين يُمكِنُ تَحديدُ احتياجاتِهم وَفْقًا للمُستوى العُمُريِّ مِن ناحيةٍ، والمستوى التَّعليميِّ من ناحيةٍ أخرى؛ كما يُمكِن التَّنبُّؤ باحتياجاتِهم المستقبليَّة وَفقًا للمُتغيِّرَاتِ والتَّطوُّراتِ التي تَطرأُ على المناهجِ الدِّراسية، وطُرقِ التَّعليم، وإذا نظرْنا إلى مكتباتِ مدارسِ البَنينَ والبناتِ لا في المملكة فحسبُ، بل وفي مُعظمِ أرجاءِ العالَم العربيِّ - نجد أنَّها شِبهُ معدومةٍ، وخاصَّةً في المرحلتَينِ الابتدائيَّةِ والمتوسطة؛ مع أنَّهما الأساسُ والرَّكيزةُ التي تُبنى عليها مراحلُ التَّعليمِ اللاَّحقةُ؛ كما أنَّ الموجودَ من هذه المكتباتِ - وهو قليلٌ جدًّا - لا يُستفادُ منه؛ إذْ إنَّ الاعتمادَ هو - في الغالب - على الكُتبِ الدِّراسية المُقرَّرةِ، والتي تُوزَّع - عادةً - مجَّانًا؛ ناهيكَ عن عَدمِ إيجادِ أماكنَ مُلائمةٍ للمكتبات حتَّى في المباني الحديثة، أيضًا فإنَّ غالبيةَ أوعيةِ المعلوماتِ الموجودةِ في مُعظمِ المكتبات المدرسيَّة ليس لها ارتباطٌ بالمناهج، ولا يَتناسبُ واهتماماتِ الطُّلابِ ومُيولَهم، مما يَجعلُ هذه المكتباتِ القليلةَ غيرَ مُجدِيةٍ، وفائدتهاإنْ وُجِدت،فهي مَحدودةٌ؛ مما يُؤكِّد عدمَ نُضجِ الوعيِ المَكتبيِّ، وإدراكِ أهمِّيَّةِ المكتبةِ ورسالتِها. يقول محمَّد فتحي عبدالهادي: "مِن الواضحِ أهمِّيَّةُ المكتبةِ في حياةِ الطِّفل؛ فهي تَتحمَّلُ مسؤوليةَ العملِ المُباشِر في تكوينِ عَقلِه؛ إذْ إنَّ نشاطَها يبدأ حالما يَستطيعُ الطِّفلُ الإصغاءَ إلى الكلماتِ، أو التَّعرُّفَ على الصُّورِ...مما يُشجِّع الطِّفلَ على القراءةِ، ويَجعلُها مُحبَّبَةً إليه، كما تساعدُه على اكتسابِ المعلوماتِ، وَتَرُدُّ على أسئلتِه واستفساراتِه، وتُوَسِّعُ مَداركَه وآفاقَ ذاكرتِه عن العالَم مِن حولِه؛ إضافةً إلى كونِها تُنَمِّي فيه التَّعلُّمَ الذاتيَّ"[16]. يتبع
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |