|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أسرتي لا تحبني أ. سحر عبدالقادر اللبان السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة تشكو مِن أهلها الذين يُهملونها، ولا يهتمون بها، وتشعُر بأنهم يَكرهونها بلا سببٍ، وتسأل: كيف أتعامَل معهم، فقد تعبتُ منهم؟! ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة عمري 16 عامًا، كنتُ متفوقةً دراسيًّا، لكن في السنوات الأخيرة أُعجِبْتُ بفرقةٍ غنائيةٍ، ومنذ ذلك الحين ودرجاتي بدأتْ تقلّ، وأشعُر أن عائلتي وأهلي يكرهونني، ولا أعلم السبب! دائمًا ما أتلَقَّى الكلمات السيئة مِن أمي، حتى إنها تدعو عليَّ بالموت، وأبي كذلك يظل يَصرُخ فيَّ ويَضربني، وإخوتي لا يكفُّون عن مُضايقتي. أنا الآن مريضةٌ، وأهلي يعرفون بمرضي، لكنهم لا يهتمون بي، ولم يأخذوني إلى المستشفى! أشعر بضيقٍ شديدٍ، ولا أجد أحدًا منهم يَتَقَبَّلني، ولا يسمحون لي بالخروج مِن البيت إلا للذهاب إلى المدرسة. أخبروني كيف أتعامَل معهم فقد تعبتُ منهم؟! الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرحِّب بك عزيزتي في قسم استشارات شبكة الألوكة، وبعدُ: فما تشعرين به مِن أحاسيس مختلفةٍ أمرٌ طبيعي في مرحلتك العمرية، والتي نُطلق عليها: مرحلة المراهقة، وتسميتُها بـ: المراهقة فيه مناسبةٌ لطيفة؛ لأنها تُرهق الشاب والشابة، وترهق الآخرين! عزيزتي، لو تعمَّقتِ في تصرُّفات أهلك لوجدتِ أنها لم تتغيَّرْ، بل مشاعرُك هي التي تغيَّرتْ، وأصبحتْ أكثر حساسية؛ تحسبين للنظرة ألف حساب، وللكلمة والتوبيخ أو النصح حسابات جديدة! الأهلُ هم أكثر مَن يخاف عليك، ولن تخلوَ معاملتهم نحوك مِن تأديبٍ ونصحٍ، وفي أحيان يصل إلى صراخ، وقد يصل إلى الضرب، وهذا كلُّه من باب التربية، وستتفهين هذا عندما تصبحين أمًّا. والداك - عزيزتي - لم يُقَصِّرا في الاهتمام بك عن قصدٍ، وإن تأخَّرَا في السؤال عن مرضك فقد يكون لأسباب لديهم، منها: أنهم قد يرون أن وعكتك الصحية لا تستدعي المستشفى، فتقبَّلي تصرفاتهم بحبٍّ، وابتعدي عن السلبية في معاملتك معهم؛ فهم أهلُك، وهم أكثرُ مَن يحبك في هذه الحياة، ووهم أكثر مَن يريد مصلحتك ويخاف عليك. اخرجي مِن انطوائك، واجلسي مع أهلك، وشاهدي معهم البرامج النافعة، وتمتعي بالحياة الأسرية، وتأكدي أن هناك مَن يتمنى أن يكون أبواه أو أحدهما على قيد الحياة، أو أن يعيش معهما في بيت واحد. وقريبًا سيأتي مَن يأخُذك من عالمك هذا، وحينها ستندمين على كل لحظة لم تَقضيها مع أبويك بحبٍّ، وستعرفين قيمة البيت والعائلة. عزيزتي، هذه الفرقةُ الموسيقيةُ التي تهتمين بها، وتأخذ منك جلَّ وقتك واهتمامك، هل ستساعدك مستقبليًّا؟! هل ستمنحك شهادة تكون لك سلاحًا؟ ماذا ستستفيدين منها إلا الوقوع في الإثم بالاستماع إليها؟! ضعي هدفًا لك ولمستقبلك، واستغلي كل دقيقة في سبيل الوصول إليه وتحقيقه. وإياك والفراغ، فهو مجلبةٌ لكلِّ شر، املئي وقتك بما يعود عليك بالفائدة؛ كالمطالَعة، أو الحياكة، أو أي شيء آخر، المهم أن تستفيدي مِن وقتك الذي سنُسأل عنه يوم القيامة فيمَ قضيناه، فهل ستقولين لله تعالى: إنك قضيته تُفكِّرين في فرقة موسيقية، وأنها السبب في تأخُّرك في الدراسة؟! عزيزتي، قلبك امْلَئِيه بحب الله تعالى، وتعلَّقي به بدلًا من تعلقك بفرقة موسيقية وأشخاص لو أنك فكرتِ قليلًا ستجدين أن الطريق الذي اتبعوه هو الضياع بعينه. تعلَّقي برسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وبالصحابة، وتعرفي على سيرهم، وعندما تتعرفين عليهم جيدًا بنفس تعرفك وملاحقتك لمعلومات عن أفراد الفرقة التي أنتِ مُتعلقة بها، حينها سيصبحون قُدوتك، وستشعرين بحب شديد نحوهم، وستدركين خطأك بالاهتمام بمن لا يستحق. عندما يمتلئ قلبك بحب الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ونسائه والصحابيات، ستصبح حياتك مختلفةً، وسيصبح النجاحُ هدفك، وستبلين حسنًا بدراستك، وحياتك مع أسرتك ستتغيَّر، وقلبك سيمتلئ سعادة. جرِّبي، والمسي النتيجة بنفسك. عزيزتي، أكْثِري من الدعاء لله تعالى أن يمنحك الراحة النفسية، وأن يجعلَ حياتك مع أسرتك هنية، وأن يعطيك السعادة، فالله تعالى لا يردُّ سؤال سائلٍ، فاسأليه بإخلاصٍ أن يُغَيِّر حياتك للأفضل، وكوني مع الله تعالى، وتيقَّني أنه لن يتركك. ابتسمي للحياة تبتسمْ لك، وافرحي وأزيلي الأفكار المزعجة مِن رأسك. أسأل الله تعالى أن يمنحك الهدوء النفسي، والسعادة والطمأنينة والله الموفق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |