قبل التحدث بلغة العصر علموهم أبجدياتها

[ابوالوليد المسلم]

قبل التحدث بلغة العصر علموهم أبجدياتها
موقع لها أون لاين




يقضي معظم أبنائنا أوقاتهم بين شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، وبرامج الدردشة والمحادثات، وكل يوم توجد آلاف التطبيقات التي تتنافس لاجتذاب المستخدمين، وأشرسها تلك التي تعتمد على التواصل والتفاعل. وللحصول على زيادة في عدد المتابعين، أصبح الجميع مستعدا لعمل أي شيء لجذب متابعين جدد، والمحافظة على المتواجدين منهم.



ووسط هذه العاصفة القوية قول"لا" لأبنائنا؛ بهدف منعهم من الاشتراك في تلك البرامج، أو حذف حسابهم من أحدها تصرف بعيد كل البعد عن الحكمة؛ فذلك يعني أننا نطلب منهم التغريد خارج السرب، وبالتالي فهو ليس بالحل العملي أو المنطقي حتى لو لم يرق لنا استمرارهم على هذا النمط ، فهذه لغة عصرهم التي لا يمكنهم الاندماج فيه مالم يكونوا يتحدثون بها، وبالتالي لا يمكن أن نسلبهم إياها، أو نطلب منهم التحدث بلغة أخرى. ولكن بالمقابل لا بد أن يتعلم هذا الجيل أبجديات هذه اللغة، قبل التحدث بها ومخاطبة الآخر.



لا شك أن لتلك اللغة آليات وقواعد وأخلاقيات تتلاقى مع لغة التواصل المباشر بين الأفراد في أمور، وتختلف معها في جوانب أخرى، وبالتالي فعلى الأهل أن يكونوا مطلعين على كل جديد في التقنية، ومواكبتهم للمستجدات أمر أصبح ضروريا؛ ليعرفوا كيف يسقطوا الضوابط والأخلاقيات العامة التي تحكم التواصل مع الآخرين على هذه الأنماط الجديدة من التواصل.



لابد أن نعي أن شبكات التواصل الاجتماعي متاحة للجميع، للأعداء والأصدقاء على حد سواء. لذلك، هذا قد تعرض أبناءنا خاصة الأطفال منهم إلى المضايقات والبلطجة الإلكترونية، أو ما يُعرف باسم التنمر الالكتروني " Cyber-bullying" حيث يقوم الجناة في هذه الحالة بالاستعانة بهوية مجهولة، أو عن طريق التنكر في هوية أحد الأشخاص الذي يثق بهم الطفل، ليجعله فيما بعد عرضة للبلطجة الإلكترونية، وهو سلوك خطير قد يؤثر بشكل كبير وسلبي على نفسية الطفل، وربما يدفعه إلى الانتحار. ووفقاً لتقرير نشرته CBS News في العام 2010م، فقد انتشرت البلطجة الإلكترونية بشكل كبير بين الشباب، و 42% أشاروا إلى كونهم ضحايا لهذه الممارسات.



هذا يضعنا أمام مسؤولية كبيرة تجاه أولادنا.. وليس الحل في اختيار أسهل الطرق وهو المنع. وإنما وجب علينا الاطلاع على كل جديد في التقنية، ومصادقة أبنائنا، والتقرب إليهم للدخول إلى عالمهم، والتحدث معهم بلغتهم؛ حتى نستطيع دائماً تصويبهم والاطمئنان عليهم، وعلى أنهم لايزالون على المسار الصحيح.