|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أفكر في ترك بيتي بسبب زوجي أ. يمنى زكريا السؤال ♦ ملخص السؤال: سيدة متزوجة وزوجُها بخيلٌ، ولا يهتمّ بها، ولا يرعاها ولا يتواصل مع أهلها، وتريد الطلاق وترْك البيت، وتسأل: ماذا أفعل؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سيدةٌ متزوجةٌ منذ 12 عامًا، وليس لديَّ أطفالٌ، والسببُ عُقْمُ زوجي، أُفَكِّر حاليًّا في ترْك منزلي لعدة أسباب: • أولًا: أنا إنسانةٌ عصبيةٌ، وأعترف بذلك، ولكنني لا أُحب أن أتلفَّظَ بكلامٍ بذيء، خصوصًا على زوجي، كما أنني حنونٌ وأسامح بسرعة، ولكن لا أنسى، أكره الروتين، وأُحِبُّ التجديد! • ثانيًا: زوجي عصبي، وراتبُه عالٍ، ولا يُعطيني إلا القليل الذي لا يكفيني، خاصَّة مع زيادة الأسعار، فهو بخيلٌ وسليطٌ اللسان، وإذا حصَل بيننا خلافٌ يشتمني، وقد قام بضربي عدة مرات، منها ما يكون ضربًا مبرحًا. • ثالثًا: لديه مشكلة تجعلني أتهرَّب مِن العلاقة الحميمة، وقد واجهتُه بذلك مرات، وأخبرتُه بضرورة العلاج، لكنه لم يهتمَّ. • رابعًا: ليس لديه أصدقاء، ولا يخرج بتاتًا من المنزل، وهنا نقطةُ خلافٍ أخرى؛ فأنا أشعُر بالمَلَل سريعًا، وحينما أطلُب منه أن نَخْرُجَ معًا يغضب، ويختلق مشكلةً، ويتهمني بالإسراف! • خامسًا: حصلتْ مشكلةٌ بين الأهل، ومِن يومها وهو لا يذهب لأهلي ولا يُلقي عليهم السلام، ولا يزورهم. • سادسًا: كلما ذهبتُ لأهلي لأي ظرف لا يصبر عليَّ، ويهددني بالزواج مِن أخرى، لمجرد ترْك البيت، ولا يراعي أي ظرفٍ قد يحدث. الآن أُفَكِّر في ترْك البيت والطلاق؛ لأن الحياة معه أصبحتْ لا تُطاق، لا يريد إخراجي من البيت، ولا يزيد مصروفي، ولا يجعلني أذهب لزيارة أهلي، ولا يُقَدِّم لي أي هدية! أنا في حيرةٍ كبيرةٍ، وقد تعبتُ مِن كثرة التفكير، فماذا أفعل معه؟ الجواب أختي الحبيبة، أُرَحِّب بك في شبكة الألوكة، وأُذَكِّرك بالآية الكريمة: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، وأذكِّرك أيضًا بأن الحياة لا تخلو مِن الأكْدار والمشاكل، وقد قيل في ذلك: جُبِلَتْ عَلَى كَدَرٍ وَأَنْتَ تُرِيدُهَا ![]() صَفْوًا مِنَ الأَقْذَاءِ وَالأَقْذَارِ ![]() لِذَا علينا أن نتأقْلَم مع حياتنا، ونُحسن التعامل مع ما يُواجهنا فيها مِن مشكلات، وعلى الرغم مِن ذكرك لعيوب زوجك، إلا أنني على يقينٍ بأنه لن يعدم بعض الإيجابيات، وإلا ما كنتِ ارتبطتِ به أصلًا، وليس علينا أن نُغَيِّرَ الشخص الذي أمامنا كليةً، بل علينا أن نتفاهمَ ونتأقلم، وننظر للحياة نظرة أخرى أعمق، ولا تنسي العشرة الطويلة التي عشتماها معًا، والمشاحنات لا تكاد تختفي من أي بيتٍ، وعلينا أن نتعلم كيف نحتوي الطرف الآخر، وكيف ندير الصراع أو المشكلة، ونضعها في حجمها الحقيقي، ونحصرها في إطار زمانيٍّ ومكانيٍّ؛ حتى لا تتمددَ وتُنَغِّصَ علينا حياتنا وسعادتنا، ومن حسن استخدامنا للمشاكل تفادي كل طرف ما يضايق الطرف الآخر، فيترتب على ذلك سعادة وراحة بال للطرفين؛ ((قَارِبُوا وَسَدِّدُوا)). أختي الحبيبة، هناك قصةٌ رمزيةٌ تَدُلُّ على أهمية الحدود التي نضَعُها بيننا وبين الآخرين، وينطبق هذا أيضًا على تدخُّل الأهل في حياة الزوجين، ومحتوى هذه القصة: (ذات يومٍ شعُرت القنافذ بالبرد، فالْتَصَقُوا ببعضهم ليشعروا بالدِّفْءِ، ولكنهم تأذَّوا بأشواك بعضهم البعض، فابتعدوا جدًّا فشعروا بالبرد، وهكذا ظلّوا يقتربون ويبتعدون، حتى استطاعوا ضبْط المسافة التي يجعلونها بينهم؛ بحيث تضْمَن لهم الدِّفْء ودون أن تُؤذيهم الأشواك)! لذا لا يجب الاستسلام لهذه التدخُّلات التي تحدُث من قِبَل الأهل؛ حتى لا تضيعَ من الحياة الزوجية خصوصيتها، وحتى لا تتضخَّمَ المشاكل بين الزوجين، وحتى لا تحدثَ خلافات مع الأهل، كما هو حادثٌ في حالتك؛ فتصير النفوسُ غير صافيةٍ، وتصل أيضًا إلى القطيعة عافاكم الله. أختي الكريمة، إنَّ مِن كرامة الزوجة أن تكونَ مع زوجها؛ لذا عليك أن تتقرَّبي منه أكثر بصورة وطريقة أفضل، فالمرأةُ تستطيع أن تأخذَ مِن زوجها ما تريد بالحكمة والكلمة اللطيفة والأسلوب الجيد والثناء عليه وعلى إيجابياته، وإن كانتْ قليلة؛ ((ما كان الرِّفْقُ في شيءٍ إلا زانَهُ))، وإظهار الفرح بعطاياه مهما كانتْ قليلة؛ ((مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله))، وأيضًا انتقاء الأوقات التي تطلبين منه حاجتك. وأريد أن أسألك سؤالًا: هل رأيت رجلًا بلا عيوب؟ ومَن منا بلا عيوبٍ أصلًا، وأُنَبِّهك بأنه يصعُب على المرأة أن تعيشَ حياتها بدون زواجٍ بعد أن تزوجتْ. وهناك عدة طرُق للتعامُل مع صفة البخل - لا أقول: إنها سهلة التنفيذ، ولكن بالصبر والمثابرة ستؤتي ثمارها إن شاء الله - منها: • أشعريه دائمًا بتقديرك له ولتعبه في الإنفاق عليك. • دعيه يشعُر بك، ويشعر بسعادتك عندما يشتري لك احتياجاتك، أو يعطيك مصروفك مثلًا. • لا تشتكي منه، أو تعايريه ببخله، بل تحدَّثي عن عطائه أمام الناس مما يُحفّزه على الحفاظ على هذه الصورة، ويُطَبِّقها عمليًّا بعد ذلك - إن شاء الله. أيضًا أُريدك - عزيزتي - أن تشغلي وقتك فيما يُفيد، فالنفسُ إن لم تشغليها بالحق شغلتْك بالباطل، فمن الممكن أن تستيقظي مبكرًا لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم باركْ لأمتي في بكورها))، ومِن فوائد البكور: • صلاة الفجر على وقتها، وتَرْديد أذكار الصباح. • إنجاز أغلب الأعمال المنزلية قبل استيقاظ زوجك. • تهيئة نفسك وما يلزم زوجك قبل ذهابه إلى العمل، وتوديعه بابتسامة حانيةٍ. • بعد ذلك تجدين متَّسَعًا من الوقت لأية أعمال أخرى ترغبين في إنجازها. مِن المهم أيضًا أن تُخَصِّصي جزءًا للقراءة، وحِفْظ ما تَيَسَّر مِن القرآن، أو اكتساب مهارة مُفيدة، والبحث عن مواهبك وهواياتك وتنميتها، أو ممارسة رياضة كالمشي. وأخيرًا - أختي الفاضلة - الصبرُ محمودٌ عواقبُه دائمًا مهما تضرَّر الإنسانُ، يقول الشاعر: وَالصَّبْرُ مِثْلُ اسْمِهِ مُرٌّ مَذَاقَتُهُ ![]() لَكِنْ عَوَاقِبُهُ أَحْلَى مِنَ العَسَلِ ![]() والعِشْرَةُ التي بينكما أكبرُ مِنْ أن تنهيها بهذه السهولة في لحظة غضب، فاستعيني بالله واستعيذي به مِن الشيطان الرجيم، وبادري دائمًا بالصلح، وتقرَّبي منه، فأنتِ الأكثرُ فهمًا له ولشخصيته. أعانك الله، وشرَح صَدْرَك، وكتَب لك كل الخير، وحافَظ على بيتك، وأقرَّ عينك بزوجك. وأتمنى أن تُراسلينا مرةً أخرى لتُطمئنينا أن الأمور أصبحتْ بخير - بإذنه تعالى
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |