رؤوس نصائح للمقبل على خطبة الوضائح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 599 - عددالزوار : 70598 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 16815 )           »          بين الوحي والعلم التجريبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 9119 )           »          حين تتحول الحماسة إلى عبء بين الجاهل والعالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          نعمة الأمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 32319 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2921 )           »          منهجية القاضي المسلم في التفكير: دروس من قصة نبي الله داود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          واجبات الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-12-2020, 04:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,183
الدولة : Egypt
افتراضي رؤوس نصائح للمقبل على خطبة الوضائح

بسم الله الرحمن الرحيم

رؤوس نصائح للمقبل على خطبة الوضائح[1]

أ. رضا جمال
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فليتَ لي قلَمًا يكتب ما يدور في خَلَدي.
سألني أبو الفوارس - وهو أخ عليَّ عزيز، وصديق إلى قلبي حبيب - سألني واستشارني في أمر عظيم، وخَطْب جسيم، قال: رأيت امرأةً أعجبني طولُها، وهندامُ جِسْمها، وإتقانُها عملَها، وعاملتني معاملةً طيبة، وزادتْ إليَّ في إحسانها، وكان عليها مَسْحَةٌ ظاهرة من الْتزام وتديُّن، وهذه معظم طلباتي وأحلامي في الزوجة التي أريدها، فما اسْتَطعْتُ إلا أنْ كلمتُها وصارحتُها بأنِّي أريد زواجَها، وأبغي التقدُّم إلى أهلها، فما كان منها إلا أن قالت: سأعرض الأمرَ على أهلي، ثم أردُّ عليك، وعرضت عليَّ أن آخُذَ رقم هاتفها، وتأخذ هي رقم هاتفي، فبادرت بالرفض التام لهذا؛ لأنه سَبَّب لي مُشكلاتٍ سابقًا، وأريد أن أسلمَ منها لاحقًا.

فهيج في نفسي أخبارَ قصةٍ وقعت، وأحداثَ حادثة حدثت، وما زالت آثارُها باقية.

هذه القصة باختصارٍ شديد:
شابٌّ في مقتبَل العمر، ميسور الحال إلى حدٍّ ما، في أول مراحل الالتزام، يعمل في محلٍّ لبيع الملابس، وبينما هو في محله إذ جاءت شابَّة راقَه جمالُها، وأخذ بلُبِّه حسنُ هندامها، مع ما رأى من مَسْحَةِ تديُّن ظاهر، فأسرع بطلب خِطبتها من أمِّها التي كانت معها، هكذا من غير تروٍّ ولا رَوِيَّة، ومن غير سؤال ولا تحرٍّ، وبالفعل تم الاتفاق على الخِطبة، ثم الزواج، مع المغالاة الظاهرة في المهر والشروط.

وبعد الزواج انكشف المستور!
أما التديُّن الذي أبدت الاستعداد له، فهو خواء لا حقيقةَ له، وأما النقابُ الذي صرحت بوعدها بارتدائه، فهو خِناق يصعُب البقاء في خِبائه.

وأما شؤون البيت، فهي لا تُحْسِن منها شيئًا، لا غسلاً ولا طبخًا، ولا أيَّ شيء، فقد كانت مُدلَّلة مرفَّهة.

وأما حفظها لمال زوجها، فحدِّث عن عدم وجوده ولا حرج، فهي تريد أن تنالَ مُرادَها فقط.

وأمَّا (حماتها) أم الزوج، التي عانت أشدَّ المعاناة في تربيته هو وإخوته بعد وفاة أبيهم، فقد أرتْها الويلات، وتوالت معها المُشكلات والمنغِّصات، ووقف الزوج تائهًا حائرًا، لا يستطيع فعل شيء، أمُّه التي ربته، وفَرْضُها البِرُّ ولزومُ قَدمِها، وزوجته التي...

فعانى الأَمَرَّيْنِ، وتوالت المشكلات، وتغضب وتذهب إلى أهلها، فيشجعونها، ويكثرون من التدخُّل في شؤونها وشؤون زوجها الخاصَّة، وزادت الطلبات، وأُرْهِقَ الزوجُ، وطالبه أهلُ زوجته بشراء شقة بجوارهم؛ حتى يأمنوا على ابنتهم، وكلٌّ يَحكي ويقص المشكلات، ويرى أنه هو الصواب وغيره المُخطئ.

وتدخل المصلحون، فما أفلحوا في الصُّلح.

وحملت الزوجةُ، وأنجبت طفلاً، وهي في غَضْبَتِها عند والدتها، ولم يره الزوج الأب منذ ولادته، هذا الابن الذي كان حِلمه ومُناه.

وتطورت الأحوال، وكثُرت النِّزاعات، فدخلت في غيابات المحاكم، وما أطولَها وأهولَها من غيابات! وما زالت مغيبة في تلك الغيابات.

وبَقِيَ صاحبنا حسيرًا كسيرًا، كلما تقدَّم لفتاة أخرى؛ ليبدأ حياةً جديدة على أساس سليم، واختيار رشيد، سأل أهلُ الفتاة المُتقدّم إليها عنه، فما أن يعلموا بخبر زوجته الأولى، وما حدث ولا يزال، إلا وسارعوا بالرفض التام.

ثم قلت له: يا أبا الفوارس، يا حبيبي، الزواج شيء آخر غير ما تَحْسَب.
الزواج من أعظمِ العقود والعهود، بل هو ميثاق غليظ؛ قال الله عنه: ﴿ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء: 21].

الزواج من مقاصِد الإسلام العُليا، وهو سببٌ لحفظ أحدِ كلياته الخمس؛ أعني: حفظَ النسل.

الزواج نصف الدين، هل تَعْقِلُها؟!
في الطبراني وحَسَّنه الألباني عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((من تزوَّج، فقد كمَّل - استكمل - نصفَ دينه، فليَتَّقِ الله فيما بقي)).

الزواج مُكرَّم ومقدَّس ومبارك، والسرُّ فيه عجيب.

الزواج تكوينُ رابطةٍ جديدة، وعلاقات متينة، هي قرينة للنَّسَب؛ أعني: الصهر، الذي جعلهما الله قسْمَي الإنسان؛ ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ [الفرقان: 54].

حُسْنُ الزَّوَاجِ بِهِ كَمَالُ الْإِرْتِقَاءْ
وَبِهِ رِبَاطُ الْعَائِلاَتِ تَوَثُّقَا



الزواج تحصُّن من الشيطان بدفع غوائل الشَّهْوة، وفيه ترويح النفس وإيناسها بمخالطة الزوجة.

الزواج تفريغُ القلب عن تدبير المنزل، والتكفُّل به بشغلِ الطبخ، والكنس، والفراش، وتنظيف الأواني، وتهيئة أسباب العيش، فإنَّ الإنسان يتعذر عليه أكثرُ ذلك مع الوحدة، ولو تكفَّل به، لضاع أكثرُ أوقاته، ولم يتفرَّغ للعلم والعمل، فالمرأة الصالحة عَوْن على الدِّين بهذه الطريقة؛ إذ اختلال هذه الأسباب شواغل للقلب.

الزواج حقوق عظيمة، وواجبات كثيرة، فيه مُجاهدة النفس ورياضتها بالرعاية والولاية، والقيام بحقوق الأهْل، والصبر على أخلاقهن، واحتمال الأذى منهن، والسَّعْي في إصلاحهن وإرشادهن إلى طريق الدين، والاجتهاد في كسْب الحلال لأجلهنَّ، والقيام بتربية الأولاد، وكل هذه أعمال عظيمة الفضْل، فإنَّها رعاية وولاية، وفضل الرِّعاية عظيم، وإنَّما يحترز منها مَن يخاف القصور عن القيام بحقها.

الزواج جهاد، فمُقاساة الأهل والولد بمنزلة الجِهاد في سبيل الله - عزَّ وجلَّ - ففي أفراد مسلم، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنَّه قال: ((دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدَّقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها الذي أنفقتَه على أهلك))[2].

الزواج آية من آيات الله، وبه السَّكَن والمودة والرحمة - كما أخبر الله -: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].

الزواج به كفُّ النفس عن التطلُّع إلى الحرام، والتحدث والهَمِّ والتفكير في قضاء الوَطَر بعد حصول ذلك بالوَطْء الحلال.

وبه: إعفاف المرأة التي قد رُكِّبَ فيها شهوةٌ وميلٌ إلى الرجال؛ لقضاء هذا الوطر الجنسي، الذي يدفع كُلاًّ من الزوجين إلى التقارُب.

الزواج بالمرأة الصالحة خير متاع: ففي صحيح مسلم عن ابن عمر مرفوعًا: ((خير متاع الدنيا المرأة الصالحة))، وروى ابنُ ماجه عن ابن عباس رفعه: ((لم نَرَ للمتحابين مثل النكاح))"[3].

الزواج - يا صاحبي - أشياء كثيرة يضيق عن حصرها مدادُ القلم.
فلتعِ هذا جيدًا، ولْتبدأْ بدايةً صحيحة، باختيار صحيحٍ على أساس صحيح.

والشاهد: أنه كلما كثُرت النِّيَّات الحسنة في الزواج، عَظُم الأجر عند الله - تعالى - فليست القضيةُ قضيةَ استمتاع فقط، المسألة أعظم مِن ذلك بكثير"[4].

ففي الرؤية الشرعية قبل أن تذهب إلى بناتِ الناس، وتدخلَ البيوت وتطلع عليها، ينبغي أن تسألَ عنهم جيدًا، فإذا تأكَّدْتَ من أنَّهم طيبون صالحون، ولك مُناسِبون، فأقدِم عازمًا على غير تَردُّد، سائلاً الله التوفيقَ لحُسن الاختيار، ضارعًا إليه - سبحانه - أن يوفقَك لخير ما يكتنز المرء المسلم؛ أعني: المرأة الصالحة، التي تُعينك على أمرِ دينك ودُنياك - كما جاء في الحديث الشريف.
يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 94.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 92.55 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.82%)]