|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أنا ضعيف الإيمان د. سليمان الحوسني السؤال ♦ ملخص السؤال: شاب يشكو مِن ضعفِ شخصيته، واعتداء الناسِ عليه، وعدم استعداده للدِّفاع عن نفسه، ويُريد بعض النصائح التي تُعينه على مُواجَهة الحياة ولتقوية إيمانه. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ في بداية الثلاثين مِن عمري، أقيم في السعودية، لديَّ كثيرٌ مِن المشكلات، فعندما كان عمري 8 سنوات تعرَّضتُ لاعتداءٍ متكرر مِن قِبَلِ جيراني. كبرتُ قليلاً وأصبح أولادُ الحي يَعتدون عليَّ بالضرْبِ كلما رَأَوْني، وأصبحتُ لا أخرج مِن المنزل بسببهم، وكنتُ فاشلاً في الدِّراسة في المراحل الابتدائية والمتوسِّطة والثانوية. عَمِلْتُ في أعمال عدة، ولَم أنْجَحْ في أي منها، ليس لديَّ أصدقاء، وليس لديَّ خبرة أو مهارة في أي شيء، وأقربائي جميعًا كرهوني بسبب هذه الصفات التي لديَّ. عندما كنتُ أتعرَّض للظُّلم والاعتِداء لَم أكُنْ أُدافع عن نفسي؛ لأنَّ فكرة الدِّفاع عن النَّفْسِ كانتْ غائبةً عنْ بالي، وعندما كنتُ في المدرسة كنتُ أتعرَّض للإهانة، وعندما بلغتُ وقعتُ في مشاهَدة الأفلام الإباحية والعادة السِّرِّيَّة سنينَ طويلة، وكنتُ أُصلي وأقطع الصلاة، ثم أعود مرات ومرات! فشلتُ أن أكونَ كائنًا حيًّا، وليس إنسانًا، فشلتُ أن أفكِّر وأحمي نفسي، وأضع لنفسي هدفًا! مشكلتي أني ميتٌ، ضعيفُ الإيمانِ بربِّي، ضعيفُ الشخصية، ضعيف البنية الجسدية، جسدي مليءٌ بالأمراض، ضعيفُ اللسان، لا أستطيع التحدُّث أمام الناس أو أمام أهلي، وأعيش في حزنٍ واكتئابٍ وضيقٍ! أرجو أن تعينوني ولو بالنصح الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. في البدايةِ نَشْكُرك أخي على تواصلك معنا عبر شبكة الألوكة، سائلين الله لك الفرَج مما تُعاني منه، والتوبة النصوح من كل المعاصي التي سوف تُغَيِّر حياتك بإذن الله، واعلمْ أن الله قادرٌ على أن يُبَدِّل أحوالك، ويرزقك الصِّحة والعافية والقوة والنجاح والتوفيق، وأنت أحدُ عبادِه، واللهُ رؤوفٌ بالعباد يُحِبُّهم وينعم عليهم ويرزقهم. عليك أخي الكريم أن تنظُرَ في نِعَم الله عليك والأمور الإيجابية لديك وتستثمرها، وهي كثيرة متعددةٌ، فأنت مسلم مؤمنٌ مُوَحِّد لله تقول: "لا إله إلا الله"، وهي أعظمُ ما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم؛ ((وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له))، فهي تُنجيك من النار، وتُدخلك الجنة، والله يقول: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ [آل عمران: 185]. فاعتزّ بإسلامك ودينك، وكنْ على ثقةٍ بأن الله معك وإنْ تَخَلَّى عنك الناسُ، وأن الله يراك، وأنه قريب منك، وقادر على عونك وإنْ خَذَلَك الناسُ؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186]. وأنت مَظلوم في عددٍ مِن المواقع، واللهُ مع المظلوم ضد الظالم، يُجيب دعوة المظلوم، كما في الحديث يقول الرب عز وجل: ((وعِزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)). ومِن خلال كتابتك وقدرتك على التعبير عندك موهبة الكتابة، فاستثمرْ ذلك، واقرأ الكتبَ المفيدة، وأعظمُها كتابُ الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حتى تتمكَّنَ مِن الكتابة أكثر، وتشغل نفسك بالمفيد، وتبتعد عن الأفكار السلبية المحبطة. ومما يُعينك على التجديد في حياتك: حرصك على صلاة الجماعة في المسجد، والتبكير إليها، والجلوس مع إمام المسجد واستشارته في أمورك، ومجالستك للعلماء والدعاة، وصحبة الصالحين، والارتباط بحلقات القرآن مع الآخرين. ثم اعلمْ أنَّ الابتلاء واردٌ في هذه الحياة، وأنَّ الابتلاء يختلف من إنسانٍ إلى آخر، والمؤمن يؤجَر على ما أصابه؛ ففي الحديث الصحيح: ((عَجَبًا لأمر المؤمن؛ إنَّ أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إنْ أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابتْه سراء شكر فكان خيرًا له))؛ رواه مسلم. ذكرتَ أنك في السعودية، وهي بلادٌ مباركةٌ، فيها الكثيرُ مِن الفرص المتاحة، فهناك حلقات القرآن المنتَشِرة في بيوت الله، فعَجِّل وسارعْ بالالتحاق إليها، ووثِّقْ علاقتك بهذا الكتاب العظيم، وأكْثِرْ مِن قراءته وحفظ ما تَيَسَّر، وتذكَّرْ فضائل القرآن العظيم وفضل تدارسه كقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يَتْلُون كتاب الله ويَتَدَارَسُونَهُ فيما بينهم؛ إلا نزلتْ عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفت بهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)). وببركة القرآن سوف يفتح الله لك آفاقًا متعددةً، وأرزاقًا متنوعة، وخيرات كثيرةً والله يحفظك ويرعاك
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |