|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أعيش بين نارين : أهلي وزوجتي أ. عائشة الحكمي السؤال ♦ ملخص السؤال: شابٌّ متزوِّج حديثًا يشكو مِن زوجته وكثرة بكائها بسبب رفْض طلباتها التي لا تنتهي، وبسبب المشكلات الكثيرة مع أهله. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في البداية لا يسَعُني إلا أنْ أشكُرَ كلَّ مَن يقوم على هذا الصَّرْح الكبير، فجزاكم الله خيرًا.. ومَن كان في عون أخيه المسلم كان اللهُ في عونِه. أنا حديثُ عهدٍ بالزواج؛ فلم أُكملْ سنتي الأولى مع زوجتي، وأتفهَّم أن لها حقوقًا وعليها واجبات، وأنا أعطيها جميعَ حقوقها، وأضغط على نفسي في بعض الأحيان مِن أجْل الوصول إلى الاستقرار في الحياة الزوجية، لكن المشكلة أنَّ زوجتي لا تنتهي مَطالبها؛ فإذا سافَرْنا في رحلةٍ تسألني عن سفرنا التالي، وإذا خرجنا معًا تتحدَّث عن الخروج مرة أخرى بعد رجوعنا للبيت! فهي تُريد المزيدَ دوماً، ولا تكتفي بشيءٍ! وإذا رفضتُ لها طلبًا تبكي طوال الليل، هذا من جانبٍ! ومِن جانبٍ آخر هناك مشاكل مع أهلي لا تنتهي؛ وأعلم أن أهلي مخطئون في حقِّها، لكني لا أتكلَّم مع أهلي؛ حتى لا تتأزَّم الأمورُ، خصوصًا أمي، فلا أريدها أن تغضب مني؛ مِن باب بِرِّ الوالدين، ولا أريد أن أُبَيِّنَ لزوجتي أن أهلي مخطئون؛ حتى لا يقوى موقفُها أمامهم، وتتجرأ عليهم. أصبحتُ بين نارين؛ زوجتي وأهلي؛ مما أثَّر على نفسيتي كثيرًا، ولا أريد أن أُطَلِّق زوجتي فما رأيكم؟ أفيدوني - جزاكم الله كل خيرًا. الجواب بسم الله الموفِّق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليكم، أما بعدُ: فإنَّ التوترَ الحاصلَ بين أضلاع مُثَلَّث العلاقة التي تجْمَع الزوجَ والزوجة والأمَّ قديمٌ قِدَم العلاقات الأسرية والزوجية، وقصصُ الخلافات بين زواياه مشهورةٌ، والشِّكاية مِن أصحابه مُعتادةٌ، إلا أن سلوك الزوج وطريقةَ تعاطيه مع هذه العلاقة يلْعَبُ دورًا جوهريًّا في تحقيق الانسجام والتآلُف بين أضلاع هذا المثلث وزواياه، وله الدورُ الأكبر في حَسْم دواعي النِّزاع أو ارتفاعها في استخراج أفضل ما لدى الزوجة والأم، أو أسوأ ما لديهما. وعليه، فإذا رغبتَ في تحسين العلاقة بين زوجتك ووالدتك، فابدأ بنفسك، وغيِّر طريقة تعاملك مع الخلاف الحاصل بينهما، مِن خلال الوعي بالنقاط الآتية: أولًا: اعلمْ أن توتر العلاقة بين الأم والزوجة أمرٌ واردُ الحدوث في السنة الأولى مِن عُمر الزواج؛ فكلتا المرأتين تتنافسان الآن في رعايتك وحبك، رعاية (الابن - الزوج)، فمحلُّ الخلاف بينهما هو أنت، وعلى ذلك ينبغي أن تتفهَّمَ مشاعر المرأتين اللتين لم يسبقْ لهما أن اجتمعتَا في بيتٍ واحدٍ مِن قبْلُ، وكلُّ واحدةٍ منهما تشعُر بأنها الأجدر بحبك واهتمامك ورعايتك. ثانيًا: لا ريب أن حق الأم على ابنها أعظم الحقوق، ومنزلتَها لديه أشرف المنازل، غير أن حِفْظَ حق الأم والحرصَ على برها لا يعني البتة تضييعَ حقوق ذوي الحقوق، ومنهم زوجتُك؛ فللزوجةِ حقُّها مثلما أنَّ للأم حقها، ولا يَصِحُّ عقلاً ولا يجوزُ شرعًا أن تظلمَ زوجتك، وتُعوزها الإنصاف؛ بحجة أن ذلك يُقويها! بل إن الاجتماعَ على ظُلْمِها والرضا بإهانتها في بيتٍ لا تجد فيه نصيرًا مِن أبٍ، أو أمٍّ، أو أخٍ، أو زوجٍ، لَهُوَ مِن أقبح الظلم، ومن أخس أخلاق الرجال! فظلمُ النفس الضعيفةِ المغبونة في غربتها ووحشتها هو الذي يُوقد الضغينة، ويُلهب الجروح، ومِن أوجب واجباتك أن تحميَ زوجتك مِن الألم، وألا ترضى لها الظلمَ والأذى مِن بعد أن وثقتْ بك، وسلَّمَتْ أمرها إليك. ثالثًا: مِن الجميل أن تكونَ العلاقةُ بين الأم والزوجةِ طيبةٌ ومستقرةٌ، ولكن إذا تعذَّر تحقيقُ ذلك فلا ضير، يكفي أن تتصرَّفَ كلُّ واحدةٍ منهما بكياسةٍ وحكمةٍ خلال التجمعات العائلية، وأمام الأطفال؛ فهذا هو الحدُّ الأدنى لأي علاقةٍ إنسانيةٍ ناضجةٍ. رابعًا: أشْعِرْ والدتك بحبك لها، وحِفْظك لمنزلتها لديك، أشْعِرْها دومًا بأن زواجك واستقلالك الأسري والمادي والنفسي لن يفْقدَها ابنها الحبيب، أثْبِتْ لها ذلك قولًا وعملًا. خامسًا: أشْعِرْ زوجتك بحبك لها، وحفظك لمنزلتها لديك، أشْعِرْها بأنها جزءٌ أصيلٌ مِن عائلتك، وأنه ليُسْعِدُك أن تشعرَ بِوَلائِهَا وانتمائها لعائلتها الثانية، وألا تجدَ في نفسها شيئًا مِن توجيهات والدتك، واختلافها معها، باعتبارها أمها الثانية، أو في مقام أمها، وحين تشعُر زوجتك بأنها بحاجة للشكوى، فأَنْصِتْ إليها، فما تُريده المرأةُ هو الإنصات والاحتواء والشعور بالأمان والحماية والحب. سادسًا: ارسمْ حدودًا لعلاقتك الزوجية، وحدودًا أخرى لعلاقتك الوالدية، ولا تسمح لأحدٍ أن يتخطاها أو يتجاوزها بإقحام أنْفِه فيها، فعلى صعيد العلاقة الزوجية ثمةَ أمورٌ لا يحق لوالدتك أن تُقْحِمَ رأيها فيها؛ مثل: الحياة الجنسية، ومسألة الإنجاب، وتربية الأبناء، وعلى صعيد العلاقة الوالدية بينك وبين والدتك ثمةَ أمورٌ لا يحق لزوجتك أن تتدخَّلَ فيها مثل: العلاقة بين إخوتك، وعلاقتك بوالديك، فكن حازمًا وحاسمًا في رسْم الحدود وحِفْظها. سابعًا: وازِنْ بين حبك لوالدتك وحبك لزوجتك، وبين حبك لذاتك وحبك لمن تُحب، بين أن تكون "الابن الصالح"، و"الزوج الصالح"، وكن رسولَ المحبة والسلام بين زوجتك ووالدتك، وهذا يستلزم منك التحلي بالحكمة والصبر. ثامنًا: قاوِم التحيزَ لجانبٍ ضد الآخر، وابتعدْ عن دور القاضي عندما تشكو إليك والدتك مِن زوجتك، أو حين تشكو إليك زوجتُك من والدتك، أخبرهما مُسبقًا بذلك، وأنك لن تتدخَّل في خلافاتهما لثقتك الكاملة بنُضْجِهما وقدرتهما على إيجاد طريقة للتعامل بينهما، فأمُّك هي مَن اختارت هذه المرأةَ زوجةً لك، وزوجتك هي مَن ارتضتْ أن تعيشَ معك في أسرتك، وتذكَّرْ أن الشجارَ والخلافَ مِن طبيعة البشر، ولن ينتهيَ بين عشيةٍ أو ضحاها. تاسعًا: مِن أهم الحلول الشرعية لِفَضِّ النزاع بين الزوجة وأهل الزوج؛ السكن المستقل للزوجة، وهو رأيُ الأكثرية مِن فُقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة. أما فيما يخصُّ مَطالب زوجتك وإفسادها لمتعة اللحظة، فاطلبْ منها بوضوحٍ أن تستمتعَ باللحظة التي تقضيانها معًا خارج البيت، واشرحْ لها كيف يفسد التفكير في التالي متعة اللحظة الراهنة واستقرار العلاقة بينكما، تحدَّثْ معها بصراحةٍ حول ما يُثير ضيقك واستياءَك، واترُكْ بابَ الحوار بينكما مفتوحًا، واجعلْه أسلوبَ حياة، وليس حلًّا لمشكلة. وعسى الله أن يصلح الحال، وينعم البال، ويرزقك وزوجك لذَّة السعادة والاستقرار اللهم آمين واللهُ - سبحانه وتعالى - أعلمُ بالصواب
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |