|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي ضربني وأصابني في رأسي فهل أطلق؟ أ. شريفة السديري السؤال ♦ ملخص السؤال: سيدة متزوجة منذ 8 سنوات، ولديها 3 أطفال، حدَث خلاف بينها وبين زوجها، أدى إلى تعديه بالضرب المبرح عليها حتى أصابها في رأسها، وتسأل: هل تطلب الطلاق أو لا؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا متزوِّجة منذ 8 سنوات، ولديَّ 3 أطفال، حدَث خلاف بيني وبين زوجي مِن أشهر، واشتدَّ الخلافُ؛ فقام بالتعدَّي عليَّ بالضرب المبرح، مما سبَّب لي كدمات شديدة في جسدي، وشرخًا في عِظام المخِّ. خرَج زوجي مِن البيت، واستنجدتُ بأهلي، وجاء أبي فأخذني إلى بيته، وجلستُ عنده شهرَين. حاول زوجي الإصلاحَ وإرجاعي لبيته، فوافَق أبي حتى لا يَحْرِمَ الأولاد مِن أبيهم، لكنه لا يريد أن يراه مرة أخرى لديه ولا يزوره! رجعتُ إلى زوجي، وحاولتُ تحسين العلاقة بيني وبينه، وحاولتُ تحسين العلاقة بين أبي وزوجي، وافق أبي، لكن زوجي رفَض، وعندما حاولتُ أن أُثنيه عنْ رأيِه اتصلتْ بي والدتُه وسبَّتني وسبَّتْ أهلي، أخبرتُ زوجي فقال: إنه مع والدته، سواء أكانتْ صوابًا أو خطأً! والآن يُرغمني على الذَّهاب لأهلِه، ويُجبرني على القيام بأشياء لا أرضى بها؛ لأنه الرجلُ وصاحبُ القرار، وأنا لا أطيق أهله. فماذا افعل؟ الجواب أهلاً بكِ عزيزتي، وشكرًا لثقتك في شبكة الألوكة. هل كانتْ هذه هي المرة الأولى التي يتعدَّى عليكِ فيها خلال السنوات الثماني بهذه القسوة والوحشية؟ أو كانتْ له سوابق؟ فالعنفُ غالبًا ما يبدأ لفظيًّا ثم يتدرَّج، ولا يبدأ فجأةً ومرةً واحدة! عزيزتي، مشكلتك - رغم قسوتها وصعوبتها على نفسك - بسيطة؛ فالقاعدةُ الأولى في الزواج هي قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، فالأساسُ في الزواج هو السكَنُ؛ أي: الاطمئنان والاستقرار، والمودَّة؛ أي: الحب والعاطفة، والرحمةُ؛ أي: الشفَقة والعطف، وهي أقل الدرجات؛ أي: إن الزوجَ إن لم يُحِبَّ زوجته أشْفَقَ عليها مِن أن يُصيبَها مكروهٌ. وفي زواجك لم تذْكُري لنا إلا هذه الحادثةَ فقط، وسَكَتِّ عن السنوات الثماني كلها، ولكن دعيني أقول لكِ: إنَّ الشخص الذي يُمارس العنفَ اللفظيَّ أو البدنيَّ، فإنما يُمارسه لضَعْفٍ في نفسه، أيًّا كان هذا الضعف؛ نفسيًّا، أو جسَديًّا، أو علميًّا، أو خُلُقيًّا، أو أي شيء آخر، ولو لم تواجهيه بقوةٍ وصرامةٍ فإنه لن يتوقفْ، بل سيستمر ويزداد عُنفًا، وقد يصل هذا العنفُ لأطفالك، ويُسَبِّب لهم الكثير مِن المشكلات النفسية. وإن لم يَتَعَدَّ على أطفالك أو يضربهم، فمجرد مشاهدتهم لكِ وأنتِ تتعرضين للعنف تُنمي في نفسهم حِقْدًا على والدهم، وكرهًا يصعُب معالجته مستقبلًا، أو ربما قد يمارسون ما يفعله والدهم، فيضربونك، أو يصرخون في وجهكِ؛ لأن والدهم فعَل ذلك! ففي كل الأحوال عليكِ أن تُواجهي الأمرَ معه بقوةٍ وصرامةٍ؛ لتَتَّقي عاقبتَه النفسية والجسدية عليكِ؛ ولأنَّ مِن حقك أن تشعري بالأمان في بيتك. عزيزتي، أريدكِ أن تضعي حياتك التي تعيشينها الآن في الميزان؛ هل هي الحياة التي كنتِ تحلمين بها؟ هل علاقتكِ بزوجك هي العلاقة المُرْضِية والمُشْبِعة لكما أنتما الاثنين؟ هل أولادك يعيشون كما تمنيتِ لهم أن يعيشوا؟ هل أنتِ فخورة بزوجك كزوج لكِ وأب لأطفالك؟ ما الإيجابيات والسلبيات في حياتك الحالية؟ وما توقعاتك أو اقتراحاتك المنطقية لتغيير الأمر للأفضل؟ قد تعتقدين أنني خرجتُ عن الموضوع الرئيسيِّ لمشكلتك، ولكن أحيانًا نحن نعتقد أن ما حدث هو المشكلة الكبرى، لكن في الحقيقة - ورغم سوئه - فإنه يكون عرَضًا لمشكلةٍ، وليس المشكلة في حدِّ ذاتها. وهذا ما حصل معكِ، فالواضحُ أنَّ ما حصل كان نتيجةً لمشكلات وخلافاتٍ لم تحلَّ، ولم تصلوا فيها لنتيجةٍ، فتراكمتْ وكبرتْ حتى وصلتْ لحدِّ الضرب الشديد جدًّا، والذي سبَّب لكِ شرخًا في الجمجمة! الحلُّ الآن - يا عزيزتي - هو واحد من اثنين: إما الانفصال لتُحافظي على نفسيتكِ وروحك وحياتك، وإما تفكيك الأمر وتحليله، ومعرفة أصل المشكلة ومسبباتها، والبدء في وضع خطة مشتركة بينكِ وبين زوجك لحلها والتغلب عليها. وفي النهاية القرار الأخير يعود لكِ، فأنتِ التي ستعيش معه تتحمل ضربه وقسوته وإهانته وإجبارك على فِعْل ما لا تريدين، أو ستعيشين بدونه وتواجهين المصاعب والمشاكل، وتتحملين أَلَمَ الانفصال ومشاقَّه، وقد تبتعدين عن أولادك، وقد تشعرين بالندَم على تركه. في كلتا الحالتين أنتِ الأقْدَرُ على الاختيار، وأنتِ الوحيدةُ القادرة على معرفة وتحديد أيهما الأكثر سهولة بالنسبة إليكِ لتتحمليه: الحياة مُطَلَّقة ووحيدة لكن مرتاحة البال ومطمئنة؟ أم الحياة في بيت مستقلٍّ ومع زوج، لكنه يضربك ويهينك؟ القرارُ لكِ وحدكِ، ففكِّري جيدًا واستخيري، وفكِّري في السنوات الثماني الماضية، ماذا كسبتِ وخسرتِ خلالها؟ وماذا ستكسبين إذا اتخذتِ أي قرار مِن الاثنين؟ وأخيرًا توكَّلي على الله، وسلِّمي أمركِ له، ثم قومي بما ترينه صوابًا كان الله معكِ عزيزتي، ولا تَتَرَدَّدي في مراسلتنا مجددًا إن أردتِ مشورتنا ومساعدتنا في بقية الأمر.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |