لا تطفئ شموعك برياح الآخرين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14010 - عددالزوار : 748298 )           »          تبديد الخوف من المستقبل المجهول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          عظة مع انقضاء العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          واو الحال وواو المصاحبة في ميزان التعريف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أهمية طلب العلم في حياة الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          {وقولوا للناس حسنا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          "من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.." ماذا بعد موسم الحج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          من رعاة غنم إلى قادة أمم.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الصداقة في حياة الشباب والفتيات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          مبدأ التخصص في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-07-2020, 01:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,334
الدولة : Egypt
افتراضي لا تطفئ شموعك برياح الآخرين

لا تطفئ شموعك برياح الآخرين


عمار سليمان



أبدأ باسم الله الملك الجبار، وأصلي وأسلم على حبيبه وصاحبه صاحب الغار، وأُثَنِّي على آله الأطهار الأبرار، وأختمها بصَحْبِه الأخيار الأحرار.

كثيرًا ما يعصف في بالنا إضاءةُ شموع لتنهضَ بأمتنا، وتحلِّقُ في خيالنا طيور المجد لتعيد عزَّتنا، فننتفض لنعمل، ونجتهد لنشعل نور شموعنا، ونزيل بها سموم همومنا.

وكثير منا يَشرع ويبدأ، ويصعد ويتخطى العقبات، ويذلل الصعوبات، ولحظةً تهب عليه رياح مسمومة تحمل في طيَّاتِها رِيحَ الخمول وصوت الركون، تلك الرياح اعتدنا سماعها (أنت تريد تغيير العالم، غيرك حاول وسقط، لا تستطيع، لن تقدر).

وكثير منا للأسف يسلم شموعه التي أضاءها بجهده، وسقاها بِعَرَقه لتلك الرياح؛ لتطفئ ما أنار.


(لا تطفئ شموعك برياح الآخرين)

لا تجعل رياح الآخرين تطفئ شمعتك وتهدم بنيانك، الذي بَنَيتَ لَبِناتِه بسهر أجفانك، لا تستمعْ إلى "لا تقدر" "لا تستطيع"، وغيرها من عفن السموم التي تريد إخباتَ نور شمعتك.

وتذكَّرْ كم مِن شمعة صمدت في وجه الرياح الشعواء، فانتفضت وسادت بين الأحياء، غَذِّ شمعَتَك بالأمل، واسقِها بماء التفاؤل، وأَنِرها بذكر الله، وغَذِّها بطعم الصبر، واكْسُها بثوب اليقين - تَسُدْ وتَنَلِ الإمامة في الدين.

كم من شمعة غَيَّبها الموت، وما زال ضوءها ينشر ضياءَه بين القلوب التي تتعطش إلى وقود الشموع، التي تحيا بها، وتنتفض بقبسها!

نعم، إنها شموع الحق، هي التي إن أخفاها الموت وعاش نورُها في وجدان قلوب الآخرين، أحْيَتْ قلوبًا، وأنارت طرُقًا بنورها، فإنها إن رحلت عنَّا أبْقت لنا نورًا مِن عمل صالح، أو علمٍ نافع، أو نهْجٍ إلى طريق الجنة ناصِع.

اجعَلْ وقودَ شمعتك الإيمان، وزَيِّن ضياءَها بالقرآن، وأشعِلْها بسجدة في الليلة الظلماء، واسْقِ قاحِلَ أرْضِها بدمعة شهباء، ولا تكترِثْ لكثرة الرياح مِن حولك التي تَرمي بثقلها على نورك لتطمسه، قاوِمْها بالعمل، وجابِهها بالأمل، وأَتْبعها بعدم الملل، تَنَلِ السعادةَ يوم الأجل.

ولا تكن كمن أضاء شمعتَه وسهر عليها، وأوقد ضياءها من كبده، فما هبَّتْ أولُ ريح إلا واقتلعت أصلها، واجتَثَّت شأفتها، وألقت بها في ظلام البحر، ودفنتها بين كثيف أوراق الشجر.

فلا تكن كهذا الذي أقبل بيديه على رياح غيره، وسار بأنفه ليشتَمَّ عفن جهله، نعم، وأيّ جهل أن تُقبل على طعنات تلك الرياح، التي تُرْسِي خنجرها بين خواصر شمعتك؛ لتطفئ من شرايينها الدماء!

فإياك ثم إياك أن تستسلم لهذه الرياح التي تخدر سمومُها هِمَّتَك، وتقتل حماسك، وتُخمد نار إبداعك، فإن وجدتَها مِلْ عنها، ولا تلتفت لها، بل قارعها بسيف الصمود، بل ابْنِ بينك وبينها طودًا وأخدودًا.

وأخيرًا:
أَنِرْ بشمعتك شموعَ الآخرين؛ لِتَبقى مشتعلةً على مَرِّ السنين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.56 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]