ثم استوى إلى السماء (سلسلة آيات العقيدة المتوهم إشكالها "8") - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14052 - عددالزوار : 749132 )           »          سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث «كل أمتي يدخلون الجنة» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 1636 )           »          مكانة إطعام الطعام في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          منهج القرآن في بيان الأحكام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قبسات من الإعجاز البياني للقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          يعلمون.. ولا يعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العلي، الأعلى، المتعال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تفسير قوله تعالى: ﴿وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا..﴾ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3092 - عددالزوار : 350138 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن نستنجي بروث أو عظم، وقال: «إنهما لا يط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-09-2019, 11:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,390
الدولة : Egypt
افتراضي ثم استوى إلى السماء (سلسلة آيات العقيدة المتوهم إشكالها "8")


ثم استوى إلى السماء (سلسلة آيات العقيدة المتوهم إشكالها "8")
د. زياد بن حمد العامر





ï´؟ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ï´¾ [البقرة: 29].

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: بيان وجه الإشكال في الآية.

المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال.

المطلب الثالث: الترجيح.



المطلب الأول: بيان وجه الإشكال في الآية:

قال تعالى: ï´؟ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ï´¾ [البقرة: 29]، وقال تعالى:ï´؟ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ï´¾ [فصلت: 11].



يتمثَّل وجه توهُّم الإشكال في الآية في كلمة (استوى) هل يتغيَّر معناها إذا عُدِّيَتْ بـ(إلى) عن معناها إذا عُدِّيَتْ بـ(على)، وبسبب ذلك تعدَّدتْ أقوالُ أهل العلم، وهل يُعَدُّ ذلك تأويلًا للنصوص يُذَمُّ صاحبُه، خصوصًا أن هذه الآية تُعتبر من نصوص الصفات [1]، هذا ما أحاول بيانه في المسائل التالية.



المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال:

قبل ذكر أقوال أهل العلم في هذه المسألة تحسُن الإشارة إلى أن كثيرًا ممَّن كتب في معاني (استوى إلى) و(استوى على) يجمعون بين الجملتين في بيان معناهما، ويسُوقُون الخلاف فيهما مساقًا واحدًا، وذلك - والله أعلم - راجعٌ إلى أنهم يعتبرون المعنى فيهما واحدًا[2]، ومع ذلك فقد فصَّل في الكلام على الجملتين جَمْعٌ من أهل العلم بِناءً على تفاوُت المعنى بينهما كما سيأتي إن شاء الله.



ولم يختلف أهل العلم فيما وقفْتُ عليه في أصل معنى جملة (استوى إلى)؛ حيث يذكرون أنها تدلُّ على العلوِّ والارتفاع؛ ولكن اختلفوا في إضافة معنى القَصْد والعَمْد والإقبال إلى معنى العلوِّ والارتفاع في جملة (استوى إلى) في هذا الموضع وأشباهه على قولين، كلاهما لأهل السنة[3]:

القول الأول: أن المعنى المناسب لـ (استوى إلى) هو علا وارتفع.

واختار هذا القول أبو العالية[4]، والربيع بن أنس[5]، وقول للحسن البصري[6]، والخليل بن أحمد اللُّغوي[7]، وأبو عبيدة معمر بن المثنى[8]، وابن جرير الطبري، والدارمي[9]، وأحد القولين لابن تيمية[10]، وأحد القولين لابن القيم [11]، ونسبه البغوي إلى أكثر مُفسِّري السلف[12]، وهو أحد القولين لأهل اللغة [13]، ويُنسَب لابن عباس، ونسبةُ هذا القول لابن عباس رضي الله عنه محتملةٌ، وليست صريحةً، وقد وقفْتُ على دليلين لها:

الدليل الأول: ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه لما سأله رجلٌ عن آيات تُشكِل عليه، فكان مما أجابه به: (وأما قوله: "... ï´؟ أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ï´¾ [النازعات: 27 - 30]، فإنه خلق الأرض في يومين قبل خلق السماء، ثم استوى إلى السماء فسوَّاهُنَّ في يومين آخرين، ثم نزل إلى الأرض فدحاها) [14].



فقابل ابن عباس رضي الله عنهما بين الاستواء إلى السماء وبين النزول إلى الأرض، مما يدلُّ على أن معنى (استوى إلى)؛ أي: ارتفع، وكما يتَّضِح فليست الدلالة منه صريحة.



الدليل الثاني: نسب كثيرٌ من أهل العلم هذا القول إلى ابن عباس، ولكن في نسبته إليه نظر من وجهين:

الوجه الأول: من ناحية إسناده؛ فقد ذكره البيهقي، وذكر أن إسناده ضعيف[15].



الوجه الثاني: من ناحية الاستدلال به، فليس في الأثَرِ تصريحٌ بأن (صعد) تفسير لآية ï´؟ اسْتَوَى إِلَى ï´¾؛ بل وردت في بعض النُّسَخ بدون إضافة حرف الجر (إلى) فجاءت مجردةً (استوى)، ونصُّ الأثَرِ في بعض المراجع هو: (قال عبدالله بن عباس: ï´؟ ثُمَّ اسْتَوَى ï´¾ صعد)، وفي البعض الآخر: (قال ابن عباس: ï´؟ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ï´¾ صعد)، وهذا التردُّد والاحتمال يُضعِف الاستدلال، ولعلَّ هذا من تصرُّف بعض النُّسَّاخ.



فممن ذكر الأثر مُجردًا عن حرف الجر: البيهقي [16]، والذهبي [17]، وابن تيمية [18]، وممَّن ذكر الأثر مقرونًا بحرف الجر: الأزهري في تهذيب اللغة [19]، القرطبي في التفسير [20]، والألباني في مختصر العلو[21].



وطال الكلام هنا على هذا الأثر؛ نظرًا لأنه قول صحابي في المسألة، وقول الصحابي له ثقلُه ووزنه كما هو معلوم.



وكذلك في نسبة هذا القول لابن القيم نظر؛ لأن هذا مخالفٌ لقول ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة، وهو أصلٌ لمختصر الصواعق الذي فُهِم منه أن ابن القيم يقول بهذا القول، وفيما يلي نَقْل للموضعَينِ من الكتابين ليَتبيَّن الفرْقُ بينهما:

قال ابن القيم في الصواعق: (الاستواء الْمُعدَّى بأداة "على" ليس له إلَّا معنى واحد، وأما الاستواء المطلق فله عدة معانٍ؛ فإن العرب تقول: استوى كذا: إذا انتهى وكَمَلَ، ومنه قوله تعالى: ï´؟ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى ï´¾ [القصص: 14]، وتقول: استوى وكذا: إذا ساواه؛ نحو قولهم: استوى الماء والخشبة، واستوى الليل والنهار، وتقول: استوى إلى كذا: إذا قصَد إليه علوًّا وارتفاعًا؛ نحو: استوى إلى السطح والجبل، واستوى على كذا؛ أي: إذا ارتفع عليه، وعلا عليه، لا تعرف العرب غير هذا، فالاستواء في هذا التركيب نصٌّ لا يحتمل غيرَ معناه، كما هو نصٌّ في قوله: ï´؟ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى ï´¾ [القصص: 14] لا يحتمل غير معناه، ونص في قولهم: استوى الليل والنهار في معناه لا يحتمل غيره، فدعوا التلبيس؛ فإنه لا يجدي عليكم إلا مقتًا عند الله وعند الذين آمنوا) [22].



وقال الموصلي في مختصر الصواعق: (لفظ الاستواء في كلام العرب الذي خاطبنا الله تعالى بلُغتهم، وأنزل بها كلامه "نوعان": مطلق، ومقيد، فالمطلق: ما لم يوصل معناه بحرف؛ مثل قوله: ï´؟ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى ï´¾ [القصص: 14]؛ وهذا معناه كَمَل وتمَّ، يُقال: استوى النبات واستوى الطعام.



أما المقيد فثلاثة أضرب:

♦ أحدها: مقيد بإلى؛ كقوله: ï´؟ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ï´¾ [البقرة: 29]، وهذا بمعنى العلوِّ والارتفاع بإجماع السلف.



♦ الثاني: مُقيَّد بعلى؛ كقوله تعالى: ï´؟ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ï´¾ [الزخرف: 13]، وهذا أيضًا معناه العلو والارتفاع والاعتدال بإجماع أهل اللغة.



♦ الثالث: المقرون بواو "مع" التي تعدي الفعل إلى المفعول معه؛ نحو: استوى الماء والخشبة، بمعنى: ساواها.

وهذه معاني الاستواء المعقولة في كلامهم) [23].

على أن عبارة الموصلي يمكن أن تحمل على تفسير أصْلِ معنى الاستواء، لكنها تبقى مُوهِمةً.



وهنا تنبيه: وهو أن كثيرًا من الباحثين ينقلون نصوصًا وينسبونها إلى ابن القيم، ثم يحيلون على مختصر الصواعق، وهذا فيه إيهام؛ لأنه كما سبق تتفاوَتُ عبارات الأصل عن عبارات المختصر، والصواب عند نقل شيء من النصوص من مختصر الصواعق أن تُنسَب للموصلي في مختصر الصواعق.



ومن النقول عن أصحاب القول الأول ما قاله الخليل بن أحمد: (أتيْتُ أبا ربيعة الأعرابي، وكان من أعلم مَنْ رأيتُ، فإذا هو على سطح، فسلَّمْنا فردَّ علينا السلام، وقال لنا استووا فبقينا مُتحيِّرين، ولم نَدْرِ ما قال، قال: فقال لنا أعرابي إلى جنبه أنه أمركم أن ترتفعوا، قال الخليل: هو من قول الله عز وجل: ï´؟ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ï´¾ [فصلت: 11] فصعدنا إليه)[24].



وقال الطبري: (وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه: ï´؟ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ ï´¾ [البقرة: 29] علا عليهن، وارتفع فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات.



والعجب ممَّن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله: ï´؟ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ï´¾ الذي هو بمعنى العلُوِّ والارتفاع؛ هربًا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه إذا تأوَّلَه بمعناه المفهم، كذلك أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها، إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر، ثم لم يَنْجُ ممَّا هرب منه.



فيُقال له: زعمت أن تأويل قوله: ï´؟ اسْتَوَى ï´¾ أقبل، أفكان مُدبِرًا عن السماء فأقبل إليها؟! فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل، ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك فقل: علا عليها عُلُوَّ ملك وسلطان، لا عُلُوَّ انتقال وزوال [25]) [26].



وقال ابن تيمية: (من قال: استوى بمعنى: عمد: ذكره في قوله: ï´؟ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ï´¾ [فصلت: 11]؛ لأنه عُدِّي بحرف الغاية كما يُقال: عمدت إلى كذا، وقصَدْت إلى كذا، ولا يُقال: عمدت على كذا، ولا قصدت عليه، مع أن ما ذكر في تلك الآية لا يُعرَف في اللغة أيضًا، ولا هو قول أحد من مفسري السلف؛ بل المفسرون من السلف قولهم بخلاف ذلك)[27].



واستدل أصحاب هذا القول بأدلة منها:

1- التمسُّك بحَمْل اللفظ على ظاهره [28].

المناقشة:

إن إضافة معنى القصد والإقبال والعَمْد لكلمة "استوى" التي عُدِّيَتْ بـ "إلى" لا يُخرِج اللفظ عن ظاهره.



2- إن تفسير (استوى إلى) بمعنى (عمد إلى) أو (قصد إلى) لا يُعرَف في لغة العرب [29].

المناقشة:

إن هذا المعنى معروف في لغة العرب كما سيأتي في الترجيح.



3- إن تفسير (استوى إلى) بمعنى (عمد إلى) أو (قصد إلى) لم يُنقَل عن أحد من السلف [30].

المناقشة:

إنه قد ورد القول بذلك عن بعض السلف كما سيأتي في نسبة القائلين بالقول الثاني.



4- إنه قد حُكي الإجماع على أن معنى (استوى إلى)؛ أي: علا وارتفع [31].

المناقشة:

إنه على التسليم بصحَّة هذا الإجماع، فإنه لا يفيد حصر معنى (استوى إلى) في العلوِّ والارتفاع؛ بل قد تدخل معانٍ أخرى.



5- إغلاق الباب على من أراد من أهل التأويل، نقل تفسير جملة (استوى إلى) الذي معناه قصد وأقبل وعمد إلى جملة (استوى على)، وذلك قَصْدًا من أهل التأويل لإبطال استواء الله على العرش بمعنى ارتفاعه وعلوه على العرش [32].

المناقشة:

يمكن إغلاق الباب على أهل التأويل بدون نفي معنى القَصْد والعَمْد والإقبال.



6- إن تفسير (استوى إلى) بالارتفاع هو المناسب لسياق الآيات، فإن (قوله: ï´؟ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ï´¾ [فصلت: 11]؛ إنما فسَّروه بأنه ارتفع؛ لأنه قال قبل هذا ï´؟ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ï´¾ [فصلت: 9 - 12]، وهذه نزلت في سورة "حم" [33] بمكة، ثم أنزل الله في المدينة سورة البقرة ï´؟ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ï´¾ [البقرة: 28، 29]، فلما ذكر أن استواءه إلى السماء كان بعد أن خلق الأرض وخلق ما فيها، تضمَّن معنى الصعود؛ لأن السماء فوق الأرض، فالاستواء إليها ارتفاع إليها) [34].



المناقشة:

إن السياق يفيد دخول معنى العلو والارتفاع في تفسير (استوى إلى)، ولكن لا يفيد حصر المعنى في العلوِّ والارتفاع.



القول الثاني: أن المعنى المناسب لـ (استوى إلى) هو قَصَد وأقْبَل وعمَد.

واختار هذا القول سفيان بن عيينة [35]، وقول للحسن البصري [36]، وثعلب اللغوي، وابن كيسان[37]، والفراء[38]، وابن قتيبة، وابن أبي زمنين [39]، والبغوي [40]، وأبو القاسم الأصبهاني [41]، والسمعاني [42]، وابن جزي [43]، وابن تيمية في أحد قوليه [44]، وابن القيم في آخر قوليه [45]، وابن كثير، والسعدي [46]، وابن عثيمين [47]، وغيرهم [48]، وهو أحد القولين لأهل اللغة [49]، ونسبه البغوي لجماعة من النحويين[50].



قال ثعلب اللغوي: (استوى: أقبل عليه وإن لم يكن معوجًا، ï´؟ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ï´¾ أقبل، وï´؟ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ï´¾ [فصلت: 11]، ï´؟ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ï´¾ [الفرقان: 59]: علا، واستوى وجهه: اتصل، واستوى القمر: امتلأ، واستوى زيد وعمرو: تشابها، واستوى فعلاهما وإن لم تتشابه شخوصُهما، هذا الذي يُعرَف من كلام العرب) [51].



وقال ابن قتيبة: (وأما قوله: ï´؟ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ï´¾ فإنه أراد عَمَد لها وقَصَد، فكل من كان في شيء ثم تركه لفراغٍ أو غير فراغ، وعَمَد لغيره فقد استوى إليه) [52]، وقال ابن كثير: (أي: قَصَد إلى السماء، والاستواء ها هنا تَضَمَّن معنى القَصْد والإقبال؛ لأنه عُدِّي بإلى) [53].




يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 122.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 120.80 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.40%)]