|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() العبرة في تعاقب الليل والنهار خالد بن عبد اللّه المصلح الخطبة الأولى: الحمد لله منشئ الأيام والشهور، ومفني الأعوام والدهور المتفرد بتقدير الأقدار وتصريف الأمور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور أحمده - سبحانه - فهو الغفور الشكور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. أما بعد.. فاتقوا الله أيها الناس، وتوبوا إليه وأطيعوه، واحذروا أن تقدموا عليه بقلوب عاطلة وأعمال باطلة وظهور للأوزار حاملة. أيها المؤمنون: عباد الله تصرمت الأعوام عاماً بعد عام، وتعاقبت الليالي والأيام: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) (1). عباد الله: تبصروا واعتبروا تأملوا وتفكروا في أعماركم وأعمالكم وحوادث زمانكم، أما تشاهدون أيها الناس مواقع المنايا بينكم، وحلول الآفات والرزايا بكم أو بغيركم، أما تنظرون كيف فاز المتقون، وخسر المبطلون: (إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار). أيها المؤمنون: إن عامكم هذا قد آذن بصرم وارتحال فيا ليت شعري على أي شيء تطوى صحائف الأعمال: أعلى أعمال صالحة وتوبة صادقة نصوح تمحى بها الأوزار والآثام أم على فسق وعصيان؟ فالتوبة التوبة أيها المؤمنون، فإنما الأعمال بالخواتيم، فاتقوا الله -عباد الله- واستدركوا ما بقي لكم من أيام العمر بالأعمال الصالحات التي تؤنسكم في قبوركم وتبيض بها يوم القيامة وجوهكم. أيها المؤمنون: عباد الله إنكم تغدون وتروحون إلى أجل قريب قد غيّب عنكم علمه، فإن استطعتم ألا يمضي هذا الأجل إلا وأنتم في بر وإحسان وطاعة وإيمان، فافعلوا ذلك لعلكم تفلحون. أيها المؤمنون: إن في تعاقب الليل والنهار واختلافهما عبرة وآية لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً فتدبروا وانظروا، فأنت يا عبد الله بين عمر قد مضى لا تدري ما الله صانع فيه، وبين عمر قد بقي ما تدري ماذا قضي عليك فيه، فالجأ إلى ربك ومولاك، واسأله أن يغفر لك ويعفو عنك، وأن يجعل ما أقبلت عليه من عمرك خيراً مما أدبرت عنه، فاستبقوا الخيرات أيها المؤمنون: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)(2). وفي الحديث قال - صلى الله عليه وسلم -: ((اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك))(3). الخطبة الثانية: أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- فإن من الواجب عليكم أيها المؤمنون أن تشكروا الله - تعالى - على نعمه التي منّ بها عليكم فإنه ما من نعمة تصل إليكم إلا بتقدير الله - تعالى - وتيسيره فما بكم من نعمة فمن الله. أيها الناس: إن من نعم الله - تعالى - على أهل هذا الزمان ما يسره لهم من الاختراعات التي غيرت حياة الناس: قربت البعيد ويسرت العسير، فالحمد لله على ما يسر، والله - تعالى - ابتلاكم بهذا لينظر أتشكرونه أو تكفرونه فمن شكر فإنما يمهد لنفسه ومن كفر فإن الله غني عن العالمين. فاشكروا الله -أيها الناس- على ما يسره لكم من نعم عظيمة في المآكل والمشارب وفي المراكب والملابس وفي سائر شؤون حياتكم ومعاشكم فإن شكر الله - تعالى - سبب لمزيد من الخير والنعم: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)(4). أيها الناس: إن من النعم التي يسرها الله لأهل هذا العصر وسائل النقل من السيارات وغيرها التي تنقلكم وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، فحق هذه النعمة أن تشكر، وأن تُسخر في طاعة الله - تعالى -ونفع عباده فإن من الناس من أساء استعمال هذه المراكب فسخرها في إلحاق الضرر بنفسه أو بغيره فلم يحسن التصرف فيها، فمن الناس من يقود هذه السيارات والمراكب بسرعة فائقة، ومنهم من يقودها وهو جاهل بقواعد القيادة، ومنهم من يقودها وهو مفرط بأسباب السلامة ومنهم من يقود هذه السيارات من غير مراعاة لأنظمة المرور والسير غير مبال بأرواح الناس وممتلكاتهم تهور واستهتار طيش وخبال، ولما كانت هذه حال كثير ممن يقود السيارات كانت النتيجة مأساة فادحة وفواجع متواصلة وحوادث مروعة ذهب بسببها كثير من الأنفس والأموال. فاتقوا الله -عباد الله- وارعوا هذه النعمة حق رعايتها خذوا أسباب النجاة من مخاطر هذه السيارات ومهالكها، واعلموا أن أهم الأسباب التي تقي أخطار هذه المراكب تعلم أنظمة السير والمرور والالتزام بها، فإن في ذلك خيراً عظيماً فيه حفظ الأنفس وحفظ الأموال وتوقي الأخطار وطاعة الله ورسوله المختار اللذين أمرا بطاعة ولاة الأمور في غير المعصية فيجب على المؤمن أن يلتزم بقواعد السير وأنظمة المرور تعبداً لله وتحقيقاً لمصلحة العباد والبلاد. ____________ (1) سورة: النور: آية (44). (2) سورة: آل عمران: آية (133). (3) أخرجه: الحاكم (4/341) من طريق عبدالله بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس. قال زين الدين العراقي: إسناده حسن. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وصححه الألباني. (4) سورة: إبراهيم: آية (7)
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |