|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا يغرك من الرجل طنطنته وما تراه يفعل من صلاة وصوم وصدقة وعزلة عن الخلق ، انما الرجل هو الذى يراعى شيئين : حفظ الحدود ، واخلاص العمل . فكم قد رأينا متعبدا يخرق الحدود بالغيبة وفعل ما لا يجوز مما يوافق هواه ، وكم قد اعتبرنا على صاحب دين انه... يقصد بفعله غير الله تعالى ، وهذه الآفة تزيد وتنقص فى الخلق ، فالرجل كل الرجل هو الذى يراعى حدود الله ، وهى ما فرض عليه وألزم به ، ولا يتعداها الى هواه ويحسن القصد ، فيكون عمله وقوله خالصا لله تعالى ، لا يريد به الخلق ولا تعظيمهم له ، فرب خاشع ليقال ناسك ، وصامت ليقال خائف ، وتارك للدنيا ليقال زاهد ، وعلامة المخلص ان يكون فى جلوته كخلوته ، وربما تكلف بين الناس التبسم والانبساط لينمحى عنه اسم زاهد ، فقد كان ابن سيرين يضحك بالنهار فاذا جن الليل فكأنه قتل اهل القرية ، واعلم ان المعمول له ( الله ) لا يريد الشركاء فالمخلص مفرد له بالقصد ، والمرائى قد أشرك ليحصل له مدح الناس ، وذلك ينقلب ، لان قلوبهم بيد من أشرك معه ، فهو يقلبها عليه لا اليه ، فالموفق من كانت معاملته باطنة واعماله خالصة ، وذلك الذى تحبه الناس وان كرهوا ، كما يمقتون المرائى وان زاد تعبده ، ثم ان الرجل الموصوف بهذه الخصال لا يتناهى عن كمال العلوم ولا يقسر عن طلب الفضائل ، فملأ الزمان اكثر مما يسعه من الخير ، وقلبه لا يفتر عن العمل القلبى الى ان يصير شغله بالحق سبحانه وتعالى ابن الجوزى...
__________________
![]() ![]() ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |