|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم بدايةً نسجل شكرنا لمركز الفجر للإعلام والقائمين عليه على اهتمامهم بأمر المرأة المسلمة, ونسأل الله أن يجزيهم عنا خير الجزاء. ![]() وأنقل هنا اللقاء الذي أجرته المجلة مع أرملة شهيد.. وإنه لقاء مؤثر بحق, نسأل الله أن يربط على قلب أم مهند وأن يحفظها بحفظه ويعظم أجرها, وأن يتقبل زوجها الشهيد في عليين. واللقاء يستحق أن يُقرأ كله, فلم أستطع أن أقتبس جزءًا وأترك آخر. أم مهند .. منّ الله عليها فكانت زوجةً لمجاهد وأما لأطفاله.. وهي الآن أرملة لشهيد كما نحسبه، فقد قتل في أرض الجهاد، مصاولاً لأعداء الله الصليبيين، نسأل الله أن يتقبله ويرفع درجته. كانت معنا في هذا اللقاء .. 1- بدايةً قبل الحديث عن زوجك - تقبله الله - وقصة نفيره، نود أن تحدثينا عن قصتكما منذ البداية .. وهل كان مجاهداً عندما تزوجتما، أم أنه التحق بالركب بعد ذلك . الحمد لله تعالى كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن . . وبعد فنشكركم على هذا اللقاء ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والصلاح للأمة، وقبل الحديث عن ذلك نذَكِّر بأن الأمر محض توفيق وفضل من الله نسأله سبحانه الثبات على الحق...آمين. فقد نشأت في أسرة ملتزمة بحمد الله لكن ما كانت مسألة (العمل) في سبيل الله هدفًا حقيقيًّا وإنما مناصرة ومتابعة، فكنت أهتم بالأخبار خاصة أحداث البوسنة وبعدها الجهاد بالشيشان، ثم لأول مرة شاهدت فيلمًا للمجاهدين كان (انتصارات العيد في الشيشان) فشعرت بأن هناك عالمًا آخر يعيش معنا في هذا الكوكب وكأنهم من الصحابة، وكنت لا أمل من قراءة كتاب (قصص من حياة الصحابة) وكلما حدثتني نفسي بالجهاد وتمنيت أقول وأين أنت منهم؟ وأين الطريق؟ وكيف وكيف... ؟ بل ما فكرت يومًا أن أتزوج من مجاهد، فمن أين سيأتي؟ وكيف أقنع الأهل؟!! ومن يفهمني ويتفهم همومي وهدفي ؟!! فمللتُ هذه الحياة الذليلة وقررت ألا أتزوج أبدًا طالما سيكون الزواج بعيدًا عن نصرة دين الله. وأصبحت كلما قنتُّ في الثلث الأخير أدعو الله أن أموت بلا زواج حتى لا أعيش هذه الحياة التقليدية الزائفة، ولكن مرت سنوات ووجدت أني لم أمت!! وزادت ضغوط الأهل للموافقة على الزواج فقلت لمَ لا أدعو بأن يرزقني الله بزوج مجاهد فإن الله على كل شيء قدير، { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }. فاستجاب الله عز وجل ورزقني من حيث لا أحتسب { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}. ومن جهة زوجي -تقبله الله- فقد كانت القصة مشابهة، يبحث عن طريق للجهاد ويدعو ولا يريد الزواج، ثم أصبح يدعو الله بما يتمنى وكان يقول لا أريد زوجة إذا تسلمت الراتب تقول أريد فستانًا وحليًّا وو... بل تقول هذا لأفغانستان وهذا للشيشان وهكذا. وحتى ذلك الوقت كان البحث عن الجهاد والالتحاق به ليس كما ينبغي بل يمكن أن أصف تلك الفترة بأنها مشاعر وعاطفة ينقصها تطبيق واقعي . وحين التقينا سألني: أين تريدين أن نسكن .. قريبًا من أهلي أم أهلك؟ قلت: لا أريد بيتًا هنا وإنما سيكون بيتنا في أفغانستان إن شاء الله. فكنت بعد الزواج أقول له: كل شيء دعوتُ الله أن يكون من صفاتك (كالخلق والالتزام والعلم...) وجدته ما عدا شيئًا واحدًا (وكنت أقصد الجهاد بالنفس) فكان -تقبله الله- يقول ملمحًا: إذن واصلي الدعاء حتى يُستجاب دعاؤك كله. 2-كيف كان يوم الرحيل وفراقه لكم ؟ مرت حياتنا سريعة كأنها طرفة عين .. وهذه هي الدنيا الفانية، كم حلمتُ وتمنيتُ أن يكون زوجي المجاهد هو طريقي للوصول، لكن التوكل على الله والتعلق به والصدق والأخذ بالأسباب هو الطريق الحقيقي، وهو سبحانه من يوفق ويختار {ذلك فضل الله..} نسأله من فضله جل وعلا، فالمَحرم هو (شرط) وليس دوماً (سببًا)! ولعلي أصف الفترة السابقة لرحيله، فليست الأماني والتمني بلا عمل طريقًا للجهاد أبدًا، فطالما كنا نشاهد الإصدارات الجهادية بل ننشرها ونجمع المال، لكن لكل هدف سبيل ولكل مقصد عمل يناسبه . فالجهاد بالنفس والوصول لأرض الجهاد (وإن كانت تحت قدميك) فسبيلها الإعداد الجاد والبحث الحقيقي . ولا تعارض بين أي مرحلة وما يليها فكلها طرق للجهاد لكنها إن اجتمعت فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء لكن الخطأ هو الاقتصار على الوقوف في بداية الطريق وكأننا على سلم كهربائي نقف على أوله وننتظر أن يمر بنا ونصل للطرف الآخر دون حركة. وفي الفترة الأخيرة قبل هجرته لاحظت تغيرًا حقيقيًّا وهمةً تتوقد ونشاطًا دؤوبًا، فكان - تقبله الله- يبحث عن طريق وكأنه ثكلى تبحث عن ولدها فإن لمس من شخص خيرًا لازمه حتى يكتشف أنه لا فائدة منه فينتابه الحزن، حتى أني كنت أرى النور في وجهه فأشعر بقرب الرحيل وأنها آخر أيامه وأن شمس اللقاء آذنت بالغروب، وبدأت نجوم الفراق تحوم حولنا فأخفي دموعي عنه وأكذب إحساسي حتى جاء يبشرني بأنه قريبًا .. سيلحق بالقافلة.. ورغم عظم البشرى لكنها كانت صدمة عنيفة فلم أتخيل يومًا أن يرحل بدوني، لكني حينها رأيت أنه من الواجب أن أشد على يده وألا أكون عقبة في طريقه، فلم أطلب منه أن ينتظر حتى يجد لي طريقًا حتى لا أخذله أو يغلق الطريق دونه. فبدأ يجهز أوراق السفر ثم تعسرت أموره كثيرًا وظل فترة لا يجد حلًا حتى أوشكت المهلة على الانتهاء وكأنها تمحيص وبدأت عوامل التثبيط وهواتف الركون تتداعى من كل حدب وكل منها أقوى من الآخر، فهذا ولده الذي يأسره بحبه ولعبه يزداد تعلقه به حتى ما يكاد يخرج إلا يناديه ويفتقده، وأين يتركه وإخوته وأمهم، ولم يترك لهم درهمًا ولا دينارًا فلم يكن يدخر لهم شيئًا، وهذا يذكره بالوالدين وبرهما وحاجتهما الماسة إليه وأنه لا بد أن يؤمّن حياتهما قبل رحيله، وهذا داعي الجهاد بالمال وأنك بهذا تنفع الجهاد أكثر من نفسك فإنما أنت واحد (وهذا هو الحق ولكن أريد به باطل فإنما هي نفس واحدة وسلعة الله غالية فإن كان الجهاد ليس بحاجة لها فكم هي بحاجة له) وفور تيسر الأمر لم ينتظر يومًا وكان آخر تثبيط له: أنت مشغول طيلة الفترة الماضية فأجل سفرك يومًا لتودع بنيك وزوجتك! ولا شك كل ساعة سيقضيها معنا كانت أحب إليّ من الدنيا ولكن كنت أخشى مثله أن تتعقد مرة أخرى إن تخاذلنا فلم أؤيد موقفهم وشجعته أن يمضي بحمد الله تعالى.. وبدأ الرفاق يتساقطون، كلٌّ كان قد عاهد وبايع وكلما قرب يوم الرحيل يتخلف أحدهم -نسأل الله العافية- حتى قبل رحيله بيوم واحد اعتذر آخرهم !.. فعاد زوجي والدمع في مقلتيه قائلًا : ليتك رجل فأصاحبك! وخرج وحيدًا .. مهاجرًا .. فكان الله معه. أما عن المشاعر في هذه اللحظات فلا تصفها الكلمات فإنما نحن بشر وحين سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدمع فقال: (إنما هي رحمة جعلها الله في قلوب عبادة) . فكانت مشاعر عجيبة، سعادة عظيمة مع حزن عظيم . كان صراعًا عنيفًا بين ابتسامة الفرحة ودموع الكمد، كانت الجولة فيه للبسمة التي وارت الدمع قسرًا.. سرورًا له أن يسر الله طريقه، مع هموم بقائنا كما نحن وفراقنا للأخيار. فقد حاولتُ التجلد وإخفاء مشاعر الحزن والفراق وأظهرتُ له السعادة، وجهزت بنفسي ما يحتاجه للسفر وكأن أمًّا تجهز ولدها ليوم عرسه وفي الحقيقة أني بكيت فى اللحظات الأخيرة لكن سرعان ما تماسكت وكان ذلك محض توفيق من الله حتى خرج فكأن روحي خرجت معه. 3- ما هو شعور الصغار وهل يعلمون أين هو والدهم ؟ وهل تأتي أوقات يفتقدونه فيها؟ الأطفال كعادتهم يفتقدونه ويسألون، أحيانًا كانوا يبكون خاصة بداية رحيله ظل أحدهم مدة طويلة ينتظر عودة أبيه حتى ينام أمام الباب أو خلف النافذة وكلما دق الباب يهتف باسمه راكضًا ليستقبله. أحيان كثيرة يتخيل أنه أمامه يكلمه ويضاحكه ثم يرمي نفسه كأنه بين يديه. يتذكر جيدًا يوم رحيله وآخر لحظاته ووداعه رغم أني كنت أظن أنه لا يعي شيئًا حينها لكن ظل المشهد محفورًا في ذاكرته وبعد فترة طويلة وجدته يحكي الموقف بالتفصيل! وكانوا منذ صغرهم يشاهدون إصدارات المجاهدين خاصة القائد خطاب رحمه الله فلا يملون من مشاهدته. وطبعًا ما كنت أستطيع إخبارهم عن هجرة والدهم للجهاد خشية أن يتكلموا، أو يعرف أحد؛ فالأمر نادر في بلدنا وحسبنا الله ونعم الوكيل. ثم بدأ أكبرهم (رغم صغر سنه) يربط بين هذه الأفلام وبين غياب والده فكان لشدة حبه للمجاهدين يسأل عنهم وكيف ينامون ويأكلون ثم يقول: «أين أولادهم؟ يبدو أن لهم أولاد ولكنهم تركوهم مع أمهم ليجاهدوا ويبدو أن أبي ذهب مثلهم...هل هو هذا ؟ لا بل هذا؟....سأفعل مثلهم». وحين فهم ذلك بدأت أمهد له وأفهمه بما يناسبه أن هذا ما أمر الله به وقصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام وأن دين الله لا بد أن نبذل في سبيله ما نحب وهكذا .. فهوّن عليهم هذا كثيرًا بفضل الله وفرحوا أن والدهم تركهم لهذا السبب وزاد تعلقهم بالجهاد كثيرًا بحمد الله تعالى.. أما عن إخبارهم باستشهاد والدهم فقامت بذلك إحدى الأخوات فلم أخبرهم لنفس السبب وهو كتمان الأمر لكن الأخت أخذت أكبرهم وقالت له أنت تحب المجاهدين وكلمته عن الشهادة ورغبته أكثر فقالت له أتحب أن يكون والدك شهيدًا مثل الزرقاوي ومثل خطاب وو.. ثم أخبرته بالخبر ففرح جدًّا وتحسنت نفسيته أكثر وفهّم إخوته الأمر وتقبلوه بنفس السعادة. وبالطبع لا زالوا يفتقدونه أو يفكرون به خاصة حين يرون أقرانهم، وأحيانًا يحزنون ويلعبون دور الأب كثيرًا ويتسمون باسمه، لكن يذكّرون بعضهم بأنه في الجنة إن شاء الله وأن هذا أفضل عند الله وأن نقدم ما يحبه على ما تهواه أنفسنا ولنا الأجر في الجنة. نسأله سبحانه من فضله، فلم يعد الأمر همًّا والحمد لله. "أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ{63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{64} وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{65}" 4- لماذا لم يصطحبكم معه ؟ طبيعة الأمر أنه لا يمكن اصطحاب النساء والأطفال إلا بعد الاطمئنان وأن الطريق مناسب والمكان، ربما البعض ممن هاجروا بنسائهم يكون سبق لهم معرفة الطريق وما يلزم، لكن زوجي كان يخشى أن يتعلق بأي شيء يمكن أن يعرقل طريقه ووعدني أنه حين يجد لنا طريقًا آمنًا فسيصحبنا وبالفعل حاول ذلك بعدما ذهب واستعددنا للأمر ولكن كانت الشهادة أقرب لنا من اللقاء فإنا لله وإنا إليه راجعون، أسأل الله الحي القيوم أن يخلفنا وبنيه وأهلينا اجتماعًا في الفردوس الأعلى بصحبة خير خلقه..آمين. 5- هل من الممكن أن تكون المرأة دافعا للجهاد أو معوقًا عنه ؟ بالتأكيد . . هذه تعتبر مشكلة لدى الكثير من الإخوة والأخوات ويرون أن الزواج عائق عن الجهاد أو يعارضه. (فاظفر بذات الدين تربت يداك) .. هذا مختصر القضية. فالمرأة كالرجل إذا طغت شهوات الدنيا وملذاتها على محبة الله ورسوله، فتكون من أول المعوقات والفتن التي تصد عن الجهاد نسأل الله العافية. كما أنها من أول الدوافع إذا دخل الإيمان قلبها وعرفت طريق الحق { وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ}. وكما قيل..وراء كل رجل عظيم امرأة.. فالمرأة لها دور أولي رئيسي مهم جدًّا ألا وهو التحريض والمساندة.. وحين نقلل من أهمية هذا الدور فهذا خطأ فادح.. فإذا اقتنعت المرأة بشيء فإنها تصبح مصدرًا له تزرعه فيما حولها بإذن الله تعالى. فتربي وتحرض منذ الطفولة حتى يصبح مجاهدًا ثم تسانده حتى ينال مراده بحوله عز وجل. فالمجاهد بأمسّ الحاجة لمن يؤيده ويناصره ويكون عضدًا له بإذن الله فهذا خير البرية صلى الله عليه وسلم في بداية الوحي لم يذهب لبيت صديقه ولا بيت عمه الذي رباه ولا بقي في الغار يتعبد بل ذهب إلى زوجته وأُنسه خديجة فآوته وساندته رضي الله عنها فكانت [امرأة] أول من آمن وصدق نبي الأمة صلى الله عليه وسلم، ونلتمس هذا الدور العظيم في قوله عليه الصلاة والسلام : «...قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس...». وبعد أن فرض الجهاد كان للمرأة أيضًا دور لا يقل أهمية بجانب المساندة فكانت عائشة رضي الله عنها وبعض نساء المسلمين يسقين العطشى ويداوين الجرحى، وفي حالة احتاج الجهاد للمرأة فكانت صفية رضي الله عنها أول من طبقت ذلك عمليًّا حين قتلت اليهودي الذي يحوم وليس هناك من يمنعه من الرجال، كما دافعت أم عمارة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في معمعة أحد وأثنى عليها (ما التفت يوم أحد يمينًا ولا شمالًا إلا وأراها تقاتل دوني). 6-كيف هي نظرة باقي الأهل والمجتمع لك كزوجة لمجاهد (أو إرهابي) كما يصفهم المجتمع اليوم ؟ كما ينقسم العامة إلى مؤيد ومناصر للجهاد أو مهاجم ومخالف له فهكذا هم في تعاملهم ونظرتهم لأهل المجاهدين. بالنسبة للأهل فرغم محبتهم لابنتهم وتعاطفهم لكن يظل هاجس الخوف يحاصرهم خوفًا من أن تحمل أفكار زوجها أو أن تنشرها حتى لو كانوا يعلمون أنها على حق؛ لكن (القاعد عن الجهاد) يؤثر السلامة ويخشى البذل في سبيل الله! كما يكون أحيانًا أهم شيء لديهم أن تنسى هذا الماضي فيضغطون بالزواج حتى (تعيش بشكل طبيعي) و (تعوض ما أصابها) !! أما عن المجتمع فهناك من جبن وقطع علاقته تمامًا بمجرد أن عرف أن هذا الرجل (إرهابي) مجاهد مع أنه قد يكون صديقا لعقود. وهناك من يتعاطف معنا أو مع الأولاد ويظل لفترة يسأل عنهم ثم ينفضون وينسون الأمر كما نسوا من قبل إخوانهم المجاهدين والأسارى طبعا هناك صنف وهم الذين لا ينسون وقرنوا القول بالفعل، والحمد لله فهذا الصنف في ازدياد ملحوظ؛ خصوصا مع بشائر الإنتصارات، وهوان أمريكا وأذيالها في أعين الناس بعد زوال هيبتها على أيدي طليعة الأمة المجاهدة. أما الأخوات المناصرات فبالتأكيد ينظرن بكل تقدير ووفاء ولم نجد منهن إلا كل خير والحمد لله. 7.كيف تلقيت نبأ استشهاده؟ الحمد لله... لم يكن الخبر بالنسبة لي ينعكس أثره على كونه فراقًا لعزيز وما يتبعها من أمور نفسية وإنما كان الأمر الرئيسي أنني ما كنت أنتظر هذا الخبر.. في هذا الوقت .. (وهذا من الخطأ) ليس استبعادًا للموت فهذا قضاء الله وقدره في علم الغيب.. وإنما كنت أرجو من الله دومًا أنه سيعود ليصحبني للهجرة وأن أملي سيتحقق بإذن الله. كم تخيلت أن أعيش يومي في أرض الهجرة مع أخواتي المهاجرات نغسل للمجاهدين ثوبهم ونربي أولادهم ونضمد جراحهم، منتظرات على قائمة الاستشهاديات حتى يحين الاصطفاء.. (اللهم لاتحرمنا ولا تخذلنا) ولكن.. قدر الله ما شاء وفعل ونسأل الله ان يكون خيرًا.. {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. حين علمت بالأمر كتمت الخبر عن الجميع.. وحين لاحظوا تغيرًا تعللت بأمور أخرى وحسبوا أنه مرض وكنت معهم ظاهرًا ولكن روحي في عالم آخر. وحين يجن المساء أترك للنفس العنان تبوح بأنينها وذكرياتها وتسكب حر دمعاتها، ففراق الأحبة هو من أشد الابتلاءات فكيف حين يكون أحد أبطال الأمة _نحسبه ولا نزكيه على الله_ وكلما ضاقت النفس وحدثتني نفسي أن أبوح لإحدى أخواتي فهي أقربهن أو لفلانة فهي أعز صديقة ولكن كان اللجوء لله وحده خير معين في الكروب ومناجاته في الصلاة فهي قرة العين (أرحنا بها يا بلال) وكما ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنه: «احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت باستعن بالله فقد جف القلم بما هو كائن فلو أن الخلق كلهم جميعاً أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه واعمل لله بالشكر واليقين واعلم أن الصبر على ما تكره خيراً كثيراً وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً»، وبالفعل ظللت على هذا حتى فرج الله عني وزال همي وذهب الغم (وإن بقي الحَزَنْ لكن بدون جزع والحمد لله). ثم لما عرفوا بالأمر طالبتهم بالتهنئة وتوزيع الحلوى حتى قال بعضهم لقد كنا نفكر كيف نعزيها فأصبحنا ننتظر منها تعزيتنا.. والحمد لله. وكان من الأهداف ألا يكون ظهور حزني مثبطًا لهم عن الجهاد فيلقون باللوم على النفير وكما كنت أسمع .. لماذا تزوج إذن طالما يريد الجهاد؟ لماذا يعذب أهله وبنيه برحيله؟ وغير ذلك من دواعي القعود .. نسأل الله العافية. إذا جن المساء أسح الدمع كالأنهار.. أبث النجم من أسرار أناجي ربنا القهار.. وأحمده على الأقدار وأسأله لقاء الأخيار. ثم ....أكتم سيلها المدرار فقد لاح الصبح بالأنوار.. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وأسأل الله الحي القيوم أن يجمعنا وبنيه وأهلينا به في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين... آمين 8- هل من كلمة توجهينها لباقي أخواتنا ممن فقدن أزواجهن في سبيل الله ؟ لمن فقدن أزواجهن أو أبناءهن أخواتي الكريمات وأمهاتي الفضليات... يا من بذلن في سبيل الله أغلى من يحببن نحسبكن والله حسيبكن .. لست من أوجه لكن كلماتي وإنما لأستقي منكن النصح والتوجيه فأنتن القدوة بين أمواج الفتن وفخر الأمة في زمن الذل والهوان فقط أذكر نفسي وأخواتي بأن إخلاص النية واحتساب الأجر عند الله والرضا بقضائه يهون المصاب {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}. فتشعرين بنعمة الله أن يسر لك طريق الحق ووفقك للمنهج الصحيح في غربة هذا الزمان فتتحول الأحزان سعادة والهموم ثباتًا وتضحية. أيتها الجبل الأشم والنهر الفياض، أنت في ذروة السنام وراكب السنام إنما هو في حالة سير حثيث حتى يصل إلى مبتغاه بإذن الله فلا تترجلي حتى تلتقي بمن سار معك في الركب في جنان الخلد ولن يكون إلا بالنصر أو الشهادة فواصلي المسير بعد فراق الأحبة ولا تهني لعقبات الطريق ولا تنخدعي بتأويلات المرجفين ولا تتراجعي لمواكبة القاعدين . لا يخدعنك الشيطان - أعاذنا الله وإياكن منه - بأنك زوجة مجاهد أو شهيد فتكتفي أملًا في الشفاعة بل لا زال على عاتقك دور عظيم فاسألي الله العون والتوفيق. واعلمي أن الأنساب يوم القيامة لا تغني عن نفس شيئًا فكل امرئ بما كسب رهين وكل مجازى بعمله وكل وجب عليه الاستجابة لأمر الله بما يستطيع رجلًا كان أو امرأة. فلا تقفي عند باب الفراق وكأنه النهاية بل هو بداية طريق جديد قد يبدو أكثر صعوبة وابتلاء لكن اسألي الله العون والثبات دومًا وتحلي بالصبر والإيمان وتدبري آيات الله . . "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ{195} لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ{196} مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ{197} لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ{198} وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ{199} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{200}" واعلمي أن الدنيا ساعة فدعيها لأهلها، والزمي الطاعة ففي جنان الخلد تذوب كل الآلام وتسعدين بروح وريحان ورضوان ربنا الرحمن. بارك الله فيكم أختنا أم مهند وجزاكم الله خير الجزاء. وفي ختام هذا اللقاء نسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينصر إخواننا المجاهدين ويمكن لهم . |
#2
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك مشكورررررررررررررررررر |
#3
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. بارك الله فيك أخي الفاضل.. في الحقيقة حرت كيف أرد وماذا أقول... في القرون الأولى التي هي خير القرون كان المجاهد يدعوا الله أن لا يرده إلى إهله وكانت الزوجة تفرح باستشهاد زوجها ...اليوم.. أمور تمر و أخرى تمر(مرارة) ورجال تفر من الصالحات فرار الصحيح من الأجرب.. لكن موضوعك يقر بأن الرجال مازالوا (وعدا من الله ولن يخلف الله وعده). *** هو الجهاد الذي برت مشاهده*** فأشهدته الكرام الصفوة البررة ذللت فيه حمى الإشراك مقتحما*** بالخيل رائحة فيه ومبتكرة في كل ضاحية ألبستها كسفا***غادرت شمس الضحى فيهن منعفرة دون السماء سماء النقع أنجمها*** زرق الوشيج على الأعداء منكدرة وكل مزدحم في جنح مرتكم ***لا نجمة يرقب الساري ولا قمره إلا جبينك يحدو صارما ضرما*** كالبدر تحت الدياجي يتبع الزهرة حتى رفعت على أعلامهم علما*** يستنجز الله فيها وعد من نصره وابشر بأخرى وأخرى واعدت فوفت*** بوعد ذي العرش في نعماء من شكره. جزاك الله خيرا وتقبل جميع الشهداء. ولله في خلقه شؤون. في حفظ الله. |
#4
|
||||
|
||||
![]() حقيقة ما أستطعت إلا أن أقرأ الموضوع بالكامل وأتساءل كم من النساء المسلمات الأن من تشجع وتحض زوجها وأبنها على الجهاد وتفرح بإستشهادهم ....هل توجد الأن من هى مثل الخنساء عندما أرسلت بنوها الأربعة إلى الجهاد....جزاك الله خيراً أخى الكريم على النقل الراااائع وكثرالله من أمثال أم مهند بيننا
__________________
![]() مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
|
#5
|
|||
|
|||
![]() ![]()
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() بوركت اخي على النقل الطيب وجزيت من الله خيراً دمت في حفظ الله
__________________
يارضى الله ويارضى الوالدين
|
#7
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
بارك الله فيك على المرور العطر |
#8
|
||||
|
||||
![]() لله درك ايها الوليد
__________________
{ ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها} ![]() |
#9
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة مشكور اخى الكريم على طرحك بارك الله فيك |
#10
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك وجزاك الله خيرا اخي الكريم الوليد
__________________
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |