فضل السلف على الخلف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1193 - عددالزوار : 133559 )           »          سبل تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          إقراض الذهب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم المصلي إذا عطس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فقه الاحتراز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          سُنّة: عدم التجسس وتتبع عثرات الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          القراءة في فجر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الصلاة قرة عيون المؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          إلى القابضين على جمر الأخلاق في زمن الشح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الأخوة في الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-01-2011, 06:51 PM
الصورة الرمزية اكليل الندى
اكليل الندى اكليل الندى غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 44
الدولة : Algeria
افتراضي فضل السلف على الخلف

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
فضل السلف على الخلف
فضـل السلف على الخلف دعوة لاحترام و تقدير سلفنا العظيم كل أمة تفخر بما قدمه سلفهم من علوم مادية ومعنوية ويحيون ذكرى علمائهم وعظمائهم ويمنون على العالم بما لهم من مكانة قدم في التاريخ وذلك حتى يكونوا لأبنائهم قدوة ومثلا فيفجروا فيهم الطاقات الإبداعية و بذلك تتقدم الأمم وتتطور من حولنا بينما نحن المسلمين نحقر من عظمائنا وننقص من علمائنا ونهدم أعلامنا فلا يجد أبناءنا قدوة يقتدي بها ولا مثلاً يحتذي به يدفعه إلى عالم التطور والإبداع فيتخذ له قدوة ومثلا من الأمم الأخرى ولن نتقدم عندما نتخذ قدوتنا من الأمم الأخرى وقد أعترف كل عاقل بما للسلف من فضل على الخلف في كل الأمم
0

فهل ينكر أحد فضل أرسطو وسقراط على الفلسفة والفلاسفة وهل ينكر أحد فضل إينيشتاين على الفيزياء وعلمائها وهل ينكر أحد فضل مخترع أول حاسب آلي على كل علماء الحاسبات اليوم وغداً في كل المجالات للسابق فضل عظيم على اللاحق في أنه أبان له الطريق ووضعه عليه مع قلة ما قدمه علماؤهم وعظماؤهم من أعمال حتى أعلامهم الذين اثبت التاريخ خطأهم عند الآخرين إلا نحن المسلمين دائما ما نخسف بأجدانا وأسلافنا ونفتري عليهم ونحن نملك أعظم سلف في كل مجالات الدنيا والدين فلم يضعونا على الطريق فقط بل لا يزالون ينيرون لنا الطريق ويأخذون بأيدينا إلى الرفعة في الدنيا والجنة في الآخرة فضل الصحابة (السلف) في حمل الدين:-
عندما أرسل الله رسوله صلى الله عليه وسلم آمن به الصحابة وتحملوا في سبيل إيمانهم أنواع شتى من المضايقات من تعذيب وتجويع ومقاطعة وطرد وغير ذلك وتحملوا ذلك بنفس راضية محتسبين أجرهم عند الله ثم حملوا لواء الجهاد في سبيل الله وضحوا بأموالهم وأنفسهم (إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض) قالها النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر ولذلك مدحهم الله وكفى به مادحا وشاهدا على فضل هؤلاء الأصحاب (السلف) في كثير من آيات القرآن الكريم قال تعالى (مّحَمّدٌ رّسُولُ اللّهِ وَالّذِينَ مَعَهُ أَشِدّآءُ عَلَى الْكُفّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكّعاً سُجّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مّنَ اللّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مّنْ أَثَرِ السّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىَ عَلَىَ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزّرّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفّارَ وَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ مِنْهُم مّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) [سورة: الفتح - الآية: 29] ومدحهم النبي صلى الله عليه وسلم (خير القرون قرني ثم الذي يليه ثم الذي يليه) (خير أمتي القرن الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يخلف قوم يحبون السمانة يشهدون قبل أن يستشهدوا) صحيح الجامع تحقيق الألباني. وفي كثير من الأحاديث يصف الرسول صلى الله عليه وسلم فضل أصحابه ومنزلتهم عند الله تعالى وأمرنا بمحبتهم وإتباعهم والدفاع عنهم فأصبحوا رجال الله رجال الجنة يمشون على الأرض فضل الصحابة في نشر الإسلام وثقافته ولغته:- لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم تحمل هؤلاء السلف نشر الدين في ربوع الأرض وما لبث أن سيطر الإسلام على معظم الأرض في ذلك الوقت وأنهت عصور التخلف والظلم وعبادة الأوثان في إمبراطوريتي الفرس الروم وأضحت ثقافة الإسلام هي الأساس وتحولت اللغات العتيقة (الفرس والروم) إلى لغة الإسلام وأصبح أكثر علماء بل أساطين اللغة والدين من أهل تلك البلاد في شبه معجزة ثقافية (البخاري،سيبويه ، مسلم،الترمذي،الرازي.....الخ) ولقد حيرت هذه المعجزة أكابر علماء التاريخ وحاولوا تفسير ذلك شتى التفاسير ولكن لم يتوصلوا إلي سرذلك0إنهاعظمةهذا الدين الرباني الخالص وعظمة من حمله لهم وكمال أخلاقهم. فضل الصحابة في فهم الدين:- تعلم السلف الدين من الرسول صلى الله عليه وسلم وفهموا مراد ربهم بملازمة الرسول وتوجيهاته لهم وبذلك أصبحوا أكثر الناس فهما للدين (عقيدة وعبادة وسلوك) وطبقوه مع رسولهم خير تطبيق حتى شهد لهم بذلك الله عز وجل وشهد به رسوله صلى الله عليه وسلم ثم نقلوا هذا الفهم وهذا العلم إلى غيرهم بكل أمانة وتناقل العلماء هذا الفهم إلى من بعدهم وهكذا وصل لنا هذا الدين تماما كما أنزل على رسوله وكما أراد الله من عباده في العقيدة والعبادة والسلوك 0
هؤلاء هم السلف فهل يحق لنا أن نقول عنهم فضل علم السلف على علم الخلف نعم نقولها ونحن على يقين من ذلك0 هل السلف دعاة تخلف وجمود وانحدار :- كلا و ألف كلا أنهم دعاة العلم والحضارة والتطور والتقدم 0 هل دمروا أي مظهر من مظاهر الحضارة النافعة في فتوحاتهم ؟! هل أحرقوا كتب من كان قبلهم ؟! بل أبقوا عليها لا بل حافظوا عليها من الضياع 0 وهل تقدمت أمة الإسلام والأمم من حولهم إلا في ظل علمهم 0
وهل نبغت أمتنا إلا في عصورهم حتى أضحت بلاد المسلمين مثال العلم والحضارة ووفد عليها الطلاب من كل البقاع ينشدون العلم والثقافة الإسلامية فأصبحت ثقافة الإسلام هي الثقافة ولغتهم هي لغة التحضر وما انتشار مراكز العلم إلا دليل على ذلك "البصرة، الكوفة، دمشق، بغداد، المدينة، القيروان، مصر.....الخ0
فهؤلاء العقلانيون هم أسباب التخلف والجمود فقد شغلوا الحكام بمسائلهم و منطقهم وجدلهم عن واجبهم في إصلاح الأمة والجهاد والفتوحات، فتوقفت حركة المد الإسلامي المبارك، وشغلوا العلماء بالرد عليهم وأضاعوا وقتهم الغالي النفيس لدحر حججهم ورفع اللبس عن العامة الذين تشوشت عقيدتهم بسبب أطروحاتهم (المعتزلة وغيرهم) عن القدر والمشيئة وخلق القران وعذاب القبر والملائكة والجنة والنار وصفات الرب وأسمائه واصبح العامة في حيرة أربكت سير الحضارة ومكنت الأعداء من بلادنا. لقد ظهرت بوادر هذه الفئات من بداية عصر الرسول وقد أخبرنا القرآن عنهم والرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأعيانهم فقال (يخرج من صلب هذا قوم كذا وكذا) ودلنا على صفات وعلامات كل مبتدئ في الضلالة وحذرنا منه0
هل السلف مطية الحكام:- كلا وألف كلا فتاريخهم يشهد بأنهم الأحرار وقفوا ضد كل ظالم وضحوا بأنفسهم من أجل الحرية والمبادئ منذ أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وما عاناه المسلمون الأوائل من مشركي قريش ثم سرت هذه السنة فيمن بعدهم الذين هم على نهجهم حتى لا نكاد نرى عالماً إلا عذب وسجن ابتداء من الأئمة أبو حنيفة والشافعي وابن حنبل في قضية خلق القرآن حيث وقف وحده ضد السلطة الغاشمة والظالمة وأهل الزيغ والجهل من المعتزلة (أهل العقل) وغيرهم0
مثال العز بن عبد السلام وكيف وقف للمماليك وأمرهم أن ينزعوا الذهب عن خيولهم قبل فرض الضرائب على عامة الناس لمحاربة التتار وفي العصر الحديث تحمل أصحاب الفهم الصحيح مهمة إيقاظ الهمم وبث الروح في الشعوب من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب لمقاومة الاستعمار الأوروبي حتى تم طرده نهائيا من بلاد المسلمين ولم يقطفوه ثمرة جهادهم واحتسبوا أجرهم عند الله بينما قطف الثمرة المتملقون والمتسلقون وفى كل العصور وفي كل مكان يعانى أهل السنة من ظلم الحكام وبطشهم فهل رأيت حاكما يقرب إليه أهل السنة والجماعة ؟!
وفي المقابل نجد أهل الزيغ والجهل (القعلانيين) (أهل التنوير) هم مطية الحكام الظلمة وأعوانهم يتملقونهم ويتمسحون بهم ويلبسون على الناس دينهم ويحرضونهم على سجن وتعذيب أهل الحق (أهل السنة والجماعة) (السلف) بل أحيانا قتلهم هل في التاريخ واقعة واحدة حرض فيها عالما من علماء السنة الحاكم على سجن أو تعذيب أو قتل أحد من أهل الزيغ والبدع التاريخ أمامنا فهل من مدكر الدين والفلسفة:- الدين هو الحقائق المنزلة من رب العالمين على رسوله صلى الله عليه وسلم ليبلغها للناس كافة وقد كفل الله حفظها. الفلسفة عملية عقلية للإنسان يتخيل بها الأشياء التي وراء الطبيعة (الآلهة والملائكة والجنة والنار) وبالطبع تختلف من فيلسوف لأخر حسب ثقافته وخصب خياله ففلاسفة اليونان كانوا يبحثون ويفكرون فيما وراء الطبيعة ويتخيلون عالم المثل والآلهة وما إلى ذلك من غيبيات ثم يتصورن مدينة فاضلة وجدلا بمنطق تستطيع أن تثبت به الشيء وضده هذا حالهم فهم في حاجة إلي مثل هذه التخيلات والتصورات الذهنية.
أما نحن المسلمين فلسنا في حاجة لذلك لقد أمدنا الله بدين وضح لنا فيه ما يجب علينا من اعتقاد وتصور ونهانا أن نفكر في أشياء احتراما لعقولنا وحماية لها من الشطط والزيغ (العقل لغة المنع لمنعه صاحبه من العدول عن سواء السبيل ) فسمى العقل لأنه يمنع صاحبه الخوض فيما لا يقدر عليه ولا يتحمله عن عائشة تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مّحْكَمَاتٌ هُنّ أُمّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمّا الّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاّ اللّهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنّا بِهِ كُلّ مّنْ عِندِ رَبّنَا وَمَا يَذّكّرُ إِلاّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمي الله فاحذروهم (رواه البخاري) فنهانا عن إتباع المتشابه حماية لنا من الكفر والإلحاد بل نهانا أن نستمع لمن يتبع المتشابه ووصفهم بالزيغ والانحراف فهذا وصف رب العالمين لهم فهل نسميهم بغير ما سماهم الله به ونصفهم بغير ما وصفهم به ! وفي الحديث الشريف (مر النبي على قوم يتفكرون في الله فقال تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق فأنكم لا تقدرون قدره.
فعن عمر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في الله ولقد امتثل السلف لهذه التوجهات فعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال عبادة الله ليس بالصوم والصلاة ولكن بالتفقه في دينه والتفكر في أمره .
عن بن عباس قال تفكروا في كل شئ ولا تفكروا في الله0 عن أبي ذر رضي الله عنه تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فتهلكوا0
عن خالد بن سعفان في قوله عز وجل "وأن إلى ربك المنتهى " قال لا فكرة في الرب عز وجل، ومعلوم أن مالك رحمة الله عليه قال الاستواء معلوم والكيفية مجهولة السؤال عنه بدعة0 وفي حديث القدر.......( فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم "ففيم العمل إذا كان الأمر قد فرغ منه" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل فرغ ربكم عز وجل من الكتاب" ثم قال رسول صلى الله عليه وسلم "بيديه فنبذهما فرغ ربكم من الخلق فريق في الجنة وفريق في السعير) ونعلم علم اليقين أن الله لا يظلم الناس شيء ومن صفاته العدل فيطمئن القلب0
فنحن المسلمين لسنا في حاجة إلى تخيلات العقلانيين وتصوراتهم المريضة ولسنا في حاجة إلى منطقهم الفاسد فقد أغنانا الله بالتصور الحق والبراهين الساطعة والإيمان الراسخ ووجهنا لبذل كامل جهدنا نحو العمل النافع لنا ولغيرنا0 فالسلف هم العقلانيون بحق فقد اتجهوا يفسرون القرآن ويجمعون الأحكام ويعملون عقولهم واكبر دليل على ذلك تلك الثروة الهائلة من الفكر والعلوم الدينية والدنيوية والتي ملأت الدنيا شرقاً وغرباً حتى اعترف بها الغرب نفسه وارجعوا لفضل لأهله (السلف) حتى قالوا في كتبهم "شمس الشرق تشرق على الغرب" فكتب التفسير مليئة بأفكارهم وآرائهم.
وكتب الفقه سجلت أنهم أعملوا عقولهم إلى أقصى ممكن حتى أن العلماء المعاصرين وما توفر لهم من إمكانيات البحث لم يخرجوا عن أرائهم وإن أتوا بجديد فالقرآن لا تنقضي عجائبه وكذلك السنة وهكذا في كل علم من علوم الدين. وأضرب لكم مثلاً واحدا على عظم علومهم وهو علم الحديث لقد بذل العلماء الإجلاء كل جهدهم حتى ارسو لنا علماً عجز كل مفكري العالم عن وصفه كيف جمعوه وكيف نقدوه وصنفوه حتى غدا معجزةً وفي العصر الحديث جمعت كل هذه السنن في الكتب، وكذلك جمعت في وسائل العلم الحديث "الحاسب الآلي" ومع ذلك ظل ما دونوه كما هو لم يستطع أحدُ أن يخطئ ما صوبوه أو يصوب ما خطئوه أليس ذلك معجزة عقلية
ما المقصود بالعلم عند السلف:- معلوم أن الإسلام دعا إلى العلم منذ أول آية نزلت على رسول الله (أقرأ باسم ربك الذي خلق)، وكل سور القرآن بل كل آية بل كل جزء من آية تدعو المسلمين للتعلم والتفكر والتدبر والنبي صلى الله عليه وسلم دعا أصحابه والمسلمين من بعدهم إلى العلم والتعلم بل وصل أمر العلم في الإسلام إلى أن أصبح فريضة على كل مسلم ومسلمة فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم وتساوى طالب العلم بالمجاهد في سبيل الله يـباركه الله والملائكة تحفظه كما وردت في أحاديث صحيحة عن النبي وأهتم الصحابة ومن على نهجهم (السلف) بالعلم فتعلموا كل علم معاصرا لهم واستوعبوه وأخذوا منه ما يفيد أمتهم وأضافوا إليه حتى وصل الأمر إلى أن من لا يتصل بالعلم لا خير فيه أو هالك عن أبى الدرداء: الناس عالم أو متعلم ولا خير بعد ذلك عن بن مسعود: اغد عالما أو متعلما أو مستمعا ولا تكن الرابع فتهلك .
فالعلم النافع هو ما يصلح أمر الدين ويصلح أمر الدنيا والعلم الضار هو ما يفسد أمر الدين ويفسد أمر الدنيا أما ما يصلح أمر الدين فسمى بالعلم الديني وهو قد تكفل به علماء الدين (على ما أمر به الله ورسوله) وعليه فعلى كل مسلم بلغ سن التكليف (البلوغ - العقل) أن يتعلم أمر دينه (عقيدة- عبادة - سلوك) ثم يتعلم علم مهنته ويبذل غاية جهده في هذا العمل الدنيوي ويحوله إلى طاعة وعبادة بإرادته (النية) نفع المسلمين والناس كافة وهكذا خرج كل علماء المسلمين في القرون الخيرة (عصر السلف) وهكذا أندمج علم الدين والدنيا وفي الموفقات للشاطبي أن من تلبس بعمل (دنيوي) أصبح فريضة عليه فليس للطبيب أن يترك الطب لغيره من المهن وهكذا في كل الأعمال. وأن أهل القرية يأثمون جميعاً إذا لم يخرجوا من بينهم من هم في حاجة إليه من أمور الدين والدنيا ( أن أهل القرية يأثمون إذا لم يتكفلوا بتعليم طبيب هم في حاجة إليه وهكذا في كل المهن) قال تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلّ فِرْقَةٍ مّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لّيَتَفَقّهُواْ فِي الدّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوَاْ إِلَيْهِمْ لَعَلّهُمْ يَحْذَرُونَ)[سورة: التوبة - الآية 122] فأنظر رحمك الله إلى فقه الأمام الشاطبى والذى استمده واستنبطه بعقله المستنير من الشريعة الغراء عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقه في الدين (رواه الترمذي) التقليد:- من تصفح (مجرد تصفح) كتب الأعلام من سلفنا الصالح (أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل ومن سبقهم ومن لحق بهم من الأعلام) يرى شبه إجماع على أن المسلم يجب عليه أن يتعلم أمر العقيدة بالبراهين القاطعة والعبادة بالدليل الصحيح وأنهم أمروا تلاميذهم بالا يقبلوا الحكم إلا بدليل صحيح ونهوا عن اتباعهم إلا بالدليل والبرهان من الكتاب والسنة ولم يقدسوا أنفسهم (كل منا يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر"الرسول" قالها الأمام مالك) حتى أن كثيرا من علماء المسلمين حرم التقليد دون علم بالدليل حتى متبعي المذاهب يحرم عليهم اتباع المذهب دون معرفة الدليل.
والعامي عندما يسأل مفتيه يجب عليه أن يسأله عن الدليل .
فضل الصحابة في اختلافهم واقتتالهم:- رغم قوة إيمان الصحابة وسمو أخلاقهم اللتان ليس لهما مثيل في الأمم ورغم جهادهم الذي وصفه الله في قرآنه الكريم ومدحهم الرسول عليها في كثير من أحاديثه الشريفة إلا أنهم بشر لهم كل صفات البشر فوقعت منهم الهفوات اختلفوا في الرأي حتى وصل الأمر إلى الاقتتال فيما بينهم كما في معارك علي و معاوية والسيدة عائشة رضي الله عنهم0
ورغم ذلك فلهم الفضل علينا إلى يوم القيامة حيث تعلمنا منهم كيف نعالج الهفوات وتعلمنا منهم كيف يختلف بعضنا مع بعض وحتى في المعارك التي دارت بينهم تعلمنا منهم فقه وكيفية تطبيق أحكام قتال المسلمين بعضهم البعض قال تعالى (وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَىَ الاُخْرَىَ فَقَاتِلُواْ الّتِي تَبْغِي حَتّىَ تَفِيَءَ إِلَىَ أَمْرِ اللّهِ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوَاْ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُقْسِطِينَ) [سورة: الحجرات - الآية: 9] فهم النموذج الأكمل للمسلم في كل أمورهم ولولا هذا الاقتتال لظللنا في حيرة من أمرنا فاستنبط الفقهاء من حروبهم الأحكام والعبر التي ستظل دروسا نستنير بها فيما يشجر بين المسلمين من قتال وليس هذا معناه أننا نتمنى أن يقتتل المسلمون فيما بينهم ولكننا نتمنى أن يتوحد المسلمون في صف واحد لمواجهة الأعداء المتربصين بنا هؤلاء هم السلف - الصحابة ومن اتبعهم ومن سار على نهجهم إلى يوم القيامة - وفي الحديث (لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها ) (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل أخرهم المسيح الدجال) (صحيح الجامع للألباني)
قال تعالى: (إِنّ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلاَفِ الْلّيْلِ وَالنّهَارِ لاَيَاتٍ لاُوْلِي الألْبَابِ* الّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكّرُونَ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النّارِ) [سورة: آل عمران ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنتم شهداء الله في الأرض و الملائكة شهداء الله في السماء) تحقيق الألباني (صحيح) و بعد هذا العرض السريع الموجز لفضل السلف ( الصحابة ومن سار على نهجهم ) ألا يحق للعلامة أبن رجب الحنبلي أن يؤلف رسالة فضل السلف على الخلف!
المؤلف سعيد أحمد منصور عمارة
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-01-2011, 03:04 AM
الدنيا فناء الدنيا فناء غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: السعوديه
الجنس :
المشاركات: 1,630
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: فضل السلف على الخلف

اسال الله العظيم بمنه وكرمه وفي هذه الساعه المباركه ان يجيب دعوتي انه سميع مجيب
ان يجزاكم الله الفردوس ووفقكم ونفع بكم الاسلام والمسلمين واسقاكم من نهر الكوثر واظاكم في ظله يوم لا ظل الا ظله واساله تعالى ان يفرج همكم ويشرح صدوركم ويوفقكم ويرزقكم من حيث لا تحتسبون
__________________
قال صلى الله عليه وسلم (اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يارسول الله وما هن؟ قال:الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-01-2011, 06:47 PM
الصورة الرمزية اخت الاسلام
اخت الاسلام اخت الاسلام غير متصل
مشرفة الملتقى الاسلامي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
مكان الإقامة: ارض الله
الجنس :
المشاركات: 6,045
الدولة : Morocco
افتراضي رد: فضل السلف على الخلف

بارك الله فيكم
ووفقنا واياكم لما يحبه ويرضاه
المرجو منكم وضع تخريج لكل الاحاديث
ذكر غزوة بدر قال : وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلته يدعو ويقول : اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض . فلما طلع الفجر قال : الصلاة عباد الله . فأقبلنا من تحت الشجرة والجحف ، فحث أو حض على القتال ، وقال : كأني أنظر إلى صرعاهم . قال : فلما دنا القوم إذا فيهم رجل يسير في القوم على جمل أحمر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للزبير : ناد بعض أصحابك ، فسله من صاحب الجمل الأحمر ؟ فإن يك في القوم أحد يأمر بخير فهو . فسأل الزبير : من صاحب الجمل الأحمر ؟ فقالوا : عتبة بن ربيعة ، وهو ينهى عن القتال وهو يقول : إني أرى قوما مستميتين ، والله ما أظن أن تصلوا إليهم حتى تهلكوا ، قال : فلما بلغ أبا جهل ما يقول ، أقبل إليه فقال : ملئت رئتك رعبا حين رأيت محمدا وأصحابه ، فقال له عتبة : إياي تعير يا مصفرا استه ، ستعلم أينا أجبن ، فنزل عن جمله واتبعه أخوه شيبة وابنه الوليد ، فدعوا للبراز ، فانتدب لهم شباب من الأنصار ، فقال : من أنتم ؟ فأخبروه فقال : لا حاجة لنا فيكم ، إنما أردنا بني عمنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قم يا حمزة ! قم يا علي ! قم يا عبيدة بن الحارث . قال فأقبل حمزة إلى عتبة وأقبلت إلى شيبة وأقبل عبيدة إلى الوليد ، قال : فلم يلبث حمزة صاحبه أن فرغ منه ، قال : ولم ألبث صاحبي ، قال واختلفت بين الوليد وبين عبيدة ضربتان ، وأثخن كل واحد منهما صاحبه ، قال : فأقبلت أنا وحمزة إليهما ففرغنا من الوليد ، واحتملنا على عبيدة
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: عبد الحق الإشبيلي - المصدر: الأحكام الصغرى
خير أمتي القرن الذي بعثت فيه ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يخلف قوم يحبون السمانة ، يشهدون قبل أن يستشهدوا
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال أتدرون ما هذان الكتابان ؟ فقلنا : لا يا رسول الله إلا أن تخبرنا ، فقال للذي في يده اليمنى : هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا . ثم قال للذي في شماله : هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا . فقال أصحابه : ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه ؟ فقال : سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة ، وإن عمل أي عمل ، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه فنبذهما ثم قال : فرغ ربكم من العباد ، فريق في الجنة وفريق في السعير
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي
__________________



رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.29 كيلو بايت... تم توفير 2.57 كيلو بايت...بمعدل (3.62%)]