|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحق -عزَّ وجل- أقرب إلى عبده من حبل الوريد، لكنه عامل العبد معاملة الغائب عنه البعيد منه. فأمر بقصد نيته،ورفع اليدين إليه، والسؤال له. فقلوب الجُهَّال تستشعر البعد، ولذلك تقع منهم المعاصي، إذ لو تحققت مراقبتهم للحاضر الناظر لكفوا الأكف عن الخطايا. والمتيقِّظون علموا قربه فحضرهم المراقبة، وكفَّتهم عن الانبساط، ولولا نوع تغطية على عين المراقبة الحقيقية؛ لما انبسطت كفٌّ بأكل، ولا قَدَرَت عين على نظر. ومن هذا الجنس: (إنه ليُغان على قلبي)، ومتى تحققت المراقبة؛ حصل الأنس. وإنمايقع الأنس بتحقيق الطاعة؛ لأن المخالفة تُوجِب الوحشة، والموافقة مَبْسَطَة المستأنسين. فيا لذة عيش المستأنسين! ويا خسار المستوحشين. وليست الطاعة كما يظن أكثر الجُهَّال أنها في مجرد الصلاة والصيام، إنما الطاعة الموافقة بامتثال الأمر واجتناب النهي،هذا هو الأصل والقاعدة الكلية. فكم من متعبد بعيد؛ لأنه مضيِّع الأصلِ، وهادم للقواعد بمخالفة الأمر وارتكاب النهي. وإنما المحقِّق من أمسك ذؤابة ميزان المحاسبة للنفس، فأدى ما عليه، واجتنب ما نهي عنه، فإن رُزِق زيادة تنفُّلٍ، وإلا؛ لم يضره. المرجع: صيد الخاطر للإمام: ابن الجوزي -رحمه الله-
__________________
اللهم ثبت قلبي على دينك
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |