هم يؤرقني

[rawda84]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
افتوني فضيلة الشيخ في موضوع يؤرقني و اعيش معذبة بسببه
وهو بخصوص أبي
منذ الصغر و نحن نحلم باليوم الذي يمنه علينا ربنا بالحياة بعيدا عن ابي بسبب قسوته و سوء معاملته لنا.
حصلت أمي على طلاق خلعي مند أكتر من 12 سنة, فأعانها اخوالي لتلتحق بهم الى اسبانيا و بعد 3 سنوات لحق بها أخي الكبير و اخوتي الصغار. فانقسمت الاسرة الى نصفين امي مع اخواي و اختي في المهجر و انا و اختاي مع أبي. و لكن أبي يزداد في سوء معاملته لنا.. و لا ينفق الا حاجيات الاكل. و ما نحتاجه من ملبس و حاجيات أخرى ترسله لنا أمي.(حتى ثمن العلاج حينما نمرض)
كنت انتظر الفرج بفارغ الصبر بالزواج او الالتحاق بأمي , ولكن ذلك لم يأذن به الله بعد .
كنا نعيش معه في منزل جد مهترئ و يلزمه الاصلاح و هو يرفض مع العلم انه يستطيع ذلك.
و هذا العام اشترت امي و أخي الاكبر منزلا في مدينة اخرى. و طلب منه أخي الانتقال اليه معنا و لكنه رفض و فضل البقاء في بيته.
فانتقلنا للعيش في المنزل الجديد و هو بقي في منزله. كل مرة نحاول اقناعه بالانتقال معنا و هو يرفض. انا الان اتكلم معه في الهاتف للاطمئنان عليه و بعض المرات اذهب اليه و لكن في المحل الذي يعمل فيه ,اما هو فلم يكلف نفسه الاتصال بنا ولو لمرة واحدة .مع العلم ان له بنتا من زوجة أخرى قبل أمي و قد قاطعها منذ زمن و كان يبخل عليها في النفقة و لا نعرف لها اي اثر الان لنصل رحمنا بها.عندما أذهب اليه يقابلني بجفاء و لا يتركني حتى أن اقبل يده . رغم اني ارغم نفسي على ذلك . اما اختاي فلا تريدان حتى رؤيته .انا و أختاي لا نعمل و لكن ننفق على أنفسنا بالمال الذي ترسله الينا امنا و أخينا.
أنا معذبة و محتارة بسبب هذا الامر كيف اصل رحمي به ؟؟ ماذا أفعل ؟ رغن انني ارغم نفسي على محادتثه في الهاتف و مقابلته الا انه يقابل ذلك بجفاء.
ارجو المعذرة لأنني قد أطلت ولكن لو اردت شرح مشكلتي سيحتاج ذلك الى صفحات كثيرة.
أفيدوني جزاكم الله كل خير

[الفراشة المتألقة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عزيزتي الغالية

يجب أن تعرفي بأن الله عز وجل قد أمرنا ببر والدينا مهما كانوا قاسين وغليظين في التعامل ، فعلينا نحن كأبناء أن نحاول قدر استطاعتنا أن نبرهم ولا ننتظر منهم شيء ، فالأب الظالم كالملك الظالم حسابهم وعقابهم عند رب العالمين وليس نحن من نعاقبهم .
وليكن نبي الله إبراهيم عليه السلام قدوة لكِ ، فقد كان الوالد غليظ صلب ، ومع ذلك استمر نبي الله إبراهيم ينادي أبيه بـ يا أبتِ .

نحن علينا أن نفعل ما أمرنا به ربنا وهو البر ، وصدقيني ستجدي ثمار عملك الطيب مع والدك في الدنيا قبل الآخرة .

أكثري من الدعاء في سجودك اللهم رد علينا والدنا ردا حميدا ، وأكثري من قول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، أنت رب المستضعفين و انت ربى الى من تكلنى؟ الى بعيد يتجهمنى ؟ ام الى عدو ملكته أمري؟ ، إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ، غير أن رحمتك هي أوسع لي.

مع هذه الدعوات وجدت أنا ما أسرني وفرج علي كثيرا من الهموم والآلام .

يسر الله أمرك حبيبتي في الله ، وأسعد قلبك ، ولين قلب والدك ، وجمعك مع والدتك وإخوانك عاجلا يارب العالمين .

[أبو الشيماء]

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.

أختي الفاضلة(أهل العرائش).

كما قالت الأخت الكريمة الفراشة المتألقة،فالوالدين لم يضع لهما الله تعالى الحل ولو كانا كافرين.
اقول
موضوعك متشعب،وسوف أعود بالحل- إن شاء الله تعالى-مفصلا.

عليك بالصبر والدعاء ..
في حفظ الله.

بارك الله فيك

[أبو الشيماء]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أختي الفاضلة.
**
أرى أن المشكل الأساسي في رسالتك هو قسوة أبيك مع العائلة والتي تفرقت بسببه.
وأنت تعانين من هذه القطيعة مع الوالد..وتريدين صلة الرحم لكنه يقابلك بالجفاء.
**
-مما لا شك فيه أن كل ابن يتمنى من والديه أن يكونا قدوة صالحة وأن يعاملاه المعاملة الإسلامية اللائقة، وأن يشملاه بالعناية والرعاية، وأن يغمراه بالعاطفة والحنان، وهذا هو واجب الأسرة فعلاً وليس تفضلاً منها ولا إحساناً وإنما هو مما ألزمهم الله به، حيث أنه جل وعلا يسأل الآباء عن الأبناء قبل أن يسأل الأبناء عن الآباء.

وما ورد بالرسالة من قسوة هذا الأب وغلظته أمر مزعج حقاً ومؤسف صدقاً، ولكن ماذا عسانا أن نفعل نحن معاشر الأبناء، ففي الحقيقة ليس أمامنا إلا الصبر؛ لأن مثل هذه الأخلاق نشأت معه منذ فترة طويلة، ولا بد من فترة طويلة كذلك لتغييرها، لأنه ليس من السهل تغيير أنماط السلوك لدى الكبار خاصة.

وأما عن طريقة الهجر والمقاطعة فأرى أنها لا تتناسب ومقام الأبوة، لأنها تنافي الصحبة بالمعروف التي أمر الله بها الأبناء وحتى ولو كان أبوهم على غير الإسلام، لذى أرى ضرورة البحث عن وسيلة أخرى، وذلك كالبحث عن بعض الشخصيات التي يحترمها الوالد لمناقشة الأمر معه وإشعاره بخطورة ما يفعل وماذا يترتب على ذلك، ولا مانع من تكرار مثل هذه المحاولات شريطة أن تكون هذه الشخصيات محل احترام الوالد وثقته.

وفوق ذلك هناك سلاح الدعاء والذي يجب أن تستعملونه ، فهو سلاح فعال ومؤثر، وكم اهتدى ضال وأسلم كافر وتاب عاصٍ وشفي مريض بسبب الدعاء، فعليكم عباد الله بالدعاء كما أوصى الحبيب عليه الصلاة والسلام، وأرى أن هذه أخف من طريقة المقاطعة وأوفق للشرع الحنيف الذي يحافظ على مكانة الوالدين.

وإذا لم تجدِ نفعاً -وهذا ما أستبعده- فلا تتوقفوا عن الدعاء مهما كان واصبروا واعلموا أن الله مع الصابرين، وأن وليهم يدفع عنهم ويحقق لهم ما يشتهون، وأعتقد أنكم خلال هذه الفترة لاحظتم أثر المقاطعة ووقفتم على إيجابياتها وسلبياتها، وأرى أن هذا كافياً، لأن الأب لا يقاطع وهو غير مسلم، فما بالنا وأنه من المسلمين؟! مع دعائنا له بالهداية والصلاح.
أختي الفاضلة عليك بالصبر واعملي ما يرضي الله تعالى، والله حسبك.
والله الموفق.
في حفظ الله

[rawda84]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكرا لكما الفراشة المتألقة و ابو الشيماء على ردكما الطيب
بارك الله فيكما و جزاكما الله عني كل خير.
بالنسبة للشخصيات التي يثق فيها أبي , فقد سبق لأخي ان تحدث مع صاحب ابي ليقنعه بالعيش معنا و لكنه رفض و قال أن من حق ابي أن يعيش وحده في البيت و وجه اللوم لنا لأننا التحقنا بالبيت الجديد...و أما أختاي فيعتبران ان حالنا الان و افتراقنا عنه هو الفرج اد تخلصنا من غلظته معنا..و عندما احدثه في الهاتف فإنهما يوصياني بأن لا أدعوه للمجيء عندنا . انا لا اخفيك صدقا أنني أحس براحة نفسية من جهة تخلصنا من الحال الكئيب الذي كنا نعيشه و لكني خائفة من عاقبة قطيعة الرحم لعلمي عظمها عند الله... و أما الدعاء فهو سلاحي الان ..ادعو في سجودي في كل صلاة و في جوف الليل بأن يصلح الله ذات بيننا مع أبي و أن يعيننا على بره و صلة رحمنا به.
حسبي الله عليه توكلت و إليه انيب
بارك الله فيكما و دمتما في حفظ الله و رعايته.