لي عندك طلب مهم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14853 - عددالزوار : 1086334 )           »          بيع العربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          أحكام من أدرك وقت الصلاة فلم يصل ثم زال تكليفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          بيع حبل الحبلة والمضامين والملاقيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          لماذا أحب رسول الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          علة حديث: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الحديث العاشر: صلة الرحم تزيد في العمر والرزق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          رفع الارتياب في بيان أحكام إجازة القراءة والسماع عن بعد ومن وراء حجاب لأحمد آل إبراهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 483 - عددالزوار : 174626 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 31-05-2009, 04:48 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,882
الدولة : Egypt
افتراضي لي عندك طلب مهم

لي عندك طلب مهم


للمرة الثانية تُرسَل هذه الرِّسالة على هاتفي المحمول، رغم أني أخبرها أكثر من مرة: إنَّني لا أحب أي اتصالات أو رسائل أثناء الدرس الخاص؛ ولكنها لا تعرف معاناتي مع الطلبة؛ إذا خرجتْ إشاعة على شاكلة: الأستاذ يُضيّع وقت الدرس في استقبال المكالمات والرسائل، ضاعتْ سُمعتي في هذا المجال.

وهي للأسف لا تُقَدِّر، كلُّ احتياجات البيت والأولاد مجابَة على أكمل وجْه، ولا أسمع منها سِوى: مللت، و الفراغ، والوَحْدة، والأُسْطوانة التي أسمعها أسبوعيًّا يوم الجمعة ساعة الإفطار بالتحديد.

ولكن الحمد لله، الحصَّة التي اتفقتُ عليها مع مركز الآباء والمعلِّمين قبل صلاة الجمعة سترحمني من أُسْطوانتها، سوف أخرج من البيت وهي نائمة مثل كل يوم.

وصلتُ إلى البيت كعادتي في الثانيةَ عشرةَ مساءً، فوجدتُ العشاء على الطاولة، وكانتْ هي تقرأ كتابًا أو مجلة، ألقيتُ عليها التحيَّة، وجلستُ آكل.

-ألن تأكلي؟
- أكلْتُ مع الأولاد قبل أن يناموا، ثم أكملتُ، بعد أن تنتهي من العشاء أريد أن أخبرك بموضوع مهم.
- ما هو؟
- أحمد حصل على علامات ضعيفة في مادتي الرياضيات، واللغة الإنجليزية.
- الرياضيات! ماذا سيقول عنِّي الزملاء؟! "باب النجار مخلع"!.
- هذا هو الذي يهمك، وأنتَ أصلاً لا...

وعندما بدأتِ الأُسْطوانة قلتُ لها: .... لا أتذكر ماذا قلت، أو بالأحْرى لم أَقُلْ شيئًا؛ لأنِّي استيقظتُ في الرابعة صباحًا، ووجدتني نائمًا على الأريكة، ويبدو أنني نمتُ أثناء الأسطوانة.

وبسرعة استحممتُ، وأعددتُ حقيبتي، وتوكَّلْتُ على الله على أول حصة خاصة قبل ميعاد المدرسة، وفي الطريق توقفتُ عند محطة البترول، وأخذْت كوبًا من الشاي، وكعكةً ساخنة.

وبعد ساعتين، وفي المدرسة تَذَكَّرْتُ رسالة زوجتي، وقبل أن أتصل بها دقَّ جرس الهاتف، وكان اتصالاً مِن مدرسة خالد - ابني الأصغر - يبلغني فيه الاختصاصي الاجتماعي أنه قبل عودة خالد إلى المدرسة بناءً على تعهُّد والدته بأن يكونَ حسن السير والسلوك، ولكن لا بدَّ أن أتوجَّه أنا بنفسي للمدرسة؛ لأوقِّع تعهُّدًا خطيًّا.

لم أعرفْ كيف أنهيتُ المكالَمة، وأنا في قمة الإحراج؟! ماذا فعل هذا الولد الأرعن ليفصلَ منَ المدرسة لمدة أسبوع؟! ما زال في العاشرة، ويشتكي معلموه وزملاؤه من سلوكه، وهذه الأم الفاشلة لماذا لم تخبرني؟! وتذكرتُ الرسالة، إذًا؛ هذا هو الموضوع المهم.

واستأذنْتُ منَ مدير المدرسة؛ لأذهبَ إلى مدرسة خالد في الحصة الأخيرة، وفي الطريق مررْتُ على المكتبة؛ لأستلمَ حصَّتي من توزيع المذكرة التي يبيعها صاحبُ المكتبة لصالحي، هذا الرجلُ الطمَّاع يغالطني في الحساب، ويُجادل في النِّسبة المستحَقَّة لي، وأنا أدري تمامًا أنه يبيع أكثر منَ العدد الذي يحاسبني عليه، وأخيرًا انتهيتُ منه، وتوجَّهْتُ إلى مدرسة خالد.

يا الله! المدرسة مغلَقة، هذا الحقيرُ صاحب المكتبة ضَيَّع وقتي بطَمَعِه.

آه، فلأستعد لأُسْطوانة جديدة مِن زوجتي المصون.

الحمد لله، لم تتكلمْ، انتهينا من طعام الغداء في صمْتٍ، أصابتْني فقط بعضُ النظرات، ولكنّها أهون من الأسطوانات.

أما خالد، فحسابُه معي عسير عندما أعود في المساء، وخلدتُ إلى النوم نصف ساعة بدلاً من ساعة؛ لأضغطَ جدولي اليومي، وأضيف طالبًا جديدًا، سَجَّلَ اسمَهُ معي بالأمْس.

وفي المساء كان جدول الحصص اليومي منضبطًا كالمعتاد، إلى أنِ اتَّصَل بي الطالبُ صاحب الحصة الأخيرة يعتذر؛ لأنَّ والده توفِّي.

ورجعتُ إلى البيت لأول مرة منذ سنوات في العاشرة، وكان البيتُ هادئًا، الأولاد في غرفتهم وهي في المطبخ.

دخلتُ إلى غرفة النوم، استلْقيتُ على الفراش، ورأيتُ صورة زفافنا، كانت حلوة أم أحمد، وما زالت جميلة، ولكنِ اكتشفْتُ فجأة أنها فقدتْ بعضًا مِن وزنها، لا لقد فقدتِ الكثير، وعيناها لم تعدْ فيهما تلك اللمعة والحيوية، قد أكون أهملتها بعض الشيء، ولكن ليس بيدي فالحياة صعبة، سوف أشتري لها هدية في أقرب وقت، في عطلة الربيع.

ودخلتُ المطبخ، ألقيتُ عليها التحية، فردتْ باقتضاب.

- ألغيتُ الحصة الأخيرة؛ لكي أستمتع بالعشاء معكِ أنت والأولاد، ونتكلم معًا مثلما كنّا نفعل، أتذكرين؟

فأبعدتْ يدي عنْ كتفيها، ورمقتني بنظرة أعرف معناها جيدًا، تركتُها وذهبتُ إلى الأولاد في غُرفتهم، فوجدتُ أحمد يلعب على جهاز الكمبيوتر، وخالد يا الله! خالد،ماذا بك؟! ما هذا الجبس؟! ماذا جرى لرجلك؟!

تَلَعْثَمَ الولدُ، وبدا عليه الخوفُ، فاحْتَضَنْته لأهدئ من رَوْعه، آه! لا أتذكَّر متى آخر مرة احتضنتُ أيًّا منهما.

- تشاجَرْتُ مع محمود زميلي في المدرسة، وكسرتُ ذراعَه، فجاء أخوه الكبير في اليوم التالي مع أصدقائه، وضربوني حتى كسرتْ ساقي.

أنا لم أقصِّرْ معهم، أنا أكِدُّ مِن أجلهم لكي أضْمن لهم حياة أفضل، وسوف يُقدِّرون لي هذا عندما...، قطعتْ زوجتي حبْل أفكاري عندما وقفتْ أمامي فجأة قائلة: انتظرتُ أن تسألني عنِ الطلب المهم الذي أحتاجه منك، ولكن كالعادة دون جدوى.

ستبدأ الأُسْطوانة، أعرف أني مشغول، ولكن لا بدَّ أن...، وقبل أن أكملَ قاطعتني: هذا الطلبُ لن يضيعَ وقتك، لن يكلفك أكثر من نصف دقيقة: طلِّقني.

بقلم الأخت في الله

عزة أحمد إسماعيل

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.50 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.20%)]