قتلوك يا أبا عمار فداء لتل أبيب. بقلم: جميل حامد

[فتح العاصفة]

قتلوك يا أبا عمار فداء لتل أبيب. بقلم: جميل حامد. 12 - ديسمبر - 2004 قبل مرور أربعون يوما على رحيل قائد الأمة الرمز الفلسطيني ياسر عرفات انفك الحجاب وذاب جبل الجليد، سخرية القدر بل سخافة المرحلة التي يجب أن نتعايش بها مع أشباه الرجال!!


عزام عزام يطل علينا كبطل قومي يتلقفه شارون ويباركه عفواديا يوسف ويزوره أيلي ايشاي في قرية المغار الدرزية في الجليل العالي بخلدون حناوي الذي رفض الخدمة الإجبارية في جيش الاحتلال والجليل السافل بعزام عزام ابن الدولة الأغر ويعفو عنه صاحب العفو والمغفرة والمكرمة بوساطة عربية.

رحمك الله رمزنا وقائدنا العظيم ثلاث سنوات في الأسر والحصار ولم تتحرك الشفاه الغليظة بكلمة حق وانبرت إلى جحورها تغزل خيوط الفتنة باسم الحوار... رحمك الله معلمنا تركوك في غرفتك الصغيرة بلا ماء ولا هواء ولم ينتظروا حتى مرور الأربعين على رحيلك ليخرجوا من أوكارهم النتنة إلى نور الاحتلال اللعين فها هي السفارات تعج بالرومانيات والروسيات والاوكرانيات وها هم السفراء والممثلين على عتبات تل أبيب ينتظرون تأشيرة من عزام عزام للدخول لمزاولة عهرهم في تل أبيب الحلم العربي وها هو العنصري نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي يتلقى دعوة الحجيج إلى
ليبيا دولة الفاتح وعرين اسراطين العرب وها هي سوريا تفتح نافذتها نحو طبريا وبانياس وتستعد لزيارة الحاخام والراب رحمك الله يا" أبا شعب الجبارين" فقد قتلوك جميعهم وساروا في جنازتك جميعهم، لن يغفر شعبك وأبناؤك لخونة القرن اشتراكهم في قتلك حيا لن يغفر لهم حجب حقيقة استشهادك... نعم لقد قتلوك وشعبك لن يغفر لهم

لن ينسى شعبك أنهم أغلقوا مطاراتهم في وجهك وقطعوا جميع الطرق وفصلوا هواتف قصورهم وبدلوا هواتفهم النقالة خزيا وعارا وجبنا تنازلا للرذيلة وها هم يخرجوا من جحورهم إلى جحورهم في النصف الآخر من القلب

نعم سيدي الرئيس فقد قتلوك بعد أن أسروك في غرفتك المهدمة طمعا برضى السلطان والوالي ولي نعمتهم وها هم يجمعون اليوم رفات كوهين في صناديق مطرزة بألوان الوحدة والاشتراكية بلون احمر تتوسطه نجمة داوود الزرقاء

وها هي عشر دول تستعد لفتح مكاتبها في تل أبيب على طريق الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال وها هو السفير المصري يلملم أمتعته في حقيبته السوداء على طريق العودة إلى الشاطيء القريب من يافا عروس فلسطين ليغرد للسلام من وكر العنصرية والإجرام والإرهاب بلسان أعجمي

لقد خذلوك أولا واختاروا بلادهم أولا فكانوا أشبه برقصات روبي الصغيرة في فلك الكليب العاري فها هي دولة روبي تصول في أرجاء الوطن الكبير لتدفع فاتورة التحرير لستة من الأشاوس المصريين الذين أعلنوا أنهم تاهوا في صحراء سيناء

رحمة الله عليك رمز نضالنا وصانع ثورتنا فلم يعلم القوم انك عثرة أمام سلام الجبناء وانك بسلام الشجعان الذي ناديت له كنت تعلم علم اليقين أن جماعة الجامعة ليسوا أكثر من كومبارس في المسرح الإسرائيلي الأمريكي... نعم كنت تعلم ولا نعلم أن فرعون تفرعن في أمريكا وان حواره دور ملعوب.

كنت تعلم أن نصر أكتوبر هزيمة وان انسحاب إسرائيل ترسيم حدود، كنت تعلم أن القادم سواد وأعظم وتنقلت في حقولهم الشائكة من دمشق التي ما زالت مقبرة للمناضلين بسجونها التي تعج بأسرى الحرية وسراديبها التي آخر ما أزهقت روح أخانا الشهيد محمود الزعيم حتى اخر انفاقهم

برحيلك أشرعت الأبواب وقريبا ستختلط الدشاديش بالكيني على شاطيء حيفا وسيرحل الإسرائيليون عن كلاب هوتيل ويسلموا مفاتيحه لغزاة الحمامات الليلية... نعم سيدي الرئيس فقد خانوا ميثاق الجامعة فور رحيلك واكتفوا بعزف النشيد في المطار القريب من سفارة الاحتلال التي يرفرف عليها اللونان الأبيض والأزرق .

كنت تعلم أن القضية الفلسطينية فلسطينية ولم تكن بلحظة قضية مركزية.. كنت تعلم أن بعديها العربي والإسلامي خديعة استعمارية لتذويبها في هذا النظام وذاك الفكر.. كنت تدرك أننا فقط من نحرك بوصلة الصراع وان طائرات الاستطلاع التي ينظرون لها هي ألعاب تباع باقل من مائة دولار وأنها دعاية استهلاكية لا تتعدى الدور المرسوم لحماية الحدود الشمالية.

يعتقدون أنهم يمررون خيانتهم على أكتاف قضيتنا وأنهم يساعدون وسيساهمون بالضغط على الاحتلال لرفع الظيم والظلم عن شعبنا بعودة السفير وزيارة الغفير ويستغلون حجم المسؤولية الملقاة على أبو مازن لتمرير مخططاتهم إلا أن شارون أذكى واحذق منهم ألف مرة وها هو يباشر اغتيالاته ويبدأ موجة جديدة من التصعيد... نعم سيدي الرئيس إننا نسير باتجاه حصارا آخر من نوع آخر ولكن يا جبل ما يهزك ريح

لقد سخروا كثيرا من شعارك يا جبل ما يهزك ريح وها هي عروشهم تهتز بدون رياح وشعوبهم تباع وتشترى في مزاد من يدخل حظيرة التطبيع أسرع وها هي شعارات المقاطعة تطوى في حمام الشط بتونس الخضراء وها نحن نقف أمامك شيوخا ورجالا ونساءا وشبابا وأطفالا ونقول رحمة الله عليك فقد كنت جبلا ولم يهزك الريح حتى آخر لحظاتك.