والدة زوجي تشجعه على الطلاق

[ابوالوليد المسلم]

والدة زوجي تشجعه على الطلاق
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال:

♦ الملخص:
سيدة متزوجة ولديها أولاد، بينها وبين أهل زوجها مشكلات، وضغطوا عليه ليتزوج من أخرى، وزوجها يُهدِّدها لتخرج من بيته.

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة متزوجةٌ عمري 35 عامًا، زوجي يريد أن يُطلِّقني بسبب ضغطِ أمِّه وأخته عليه لوجود مشكلات بيني وبينهما، وتقدَّمتْ أمُّه بالفِعل لطلَب خطبة قريبة لها لزوجي، وحدَّدوا موعدًا للزواج.

أنا لديَّ أولادٌ، وهو يُريد السفر مِن أجل الزواج، ويُهدِّدني لأخرجَ مِن منزلي وأتنازَل عن حقوقي!


الجواب:

أختي الكريمة، حياكِ الله.
يبدو أنكِ كتبتِ الرسالةَ فور عِلمكِ بالخبر، وقد تأثَّرتِ نفسيًّا بما سمعتِ وما لاقيتِ مِن أهله؛ فلمْ أَتَبَيَّن بعض النقاط التي كنتُ أراها على درجة من الأهمية.

على كل حال سأختصر لكِ الرد، على أن تُحاولي تفصيل المشكلة بشكل أكبر إن أردتِ ذلك؛ مِن حيث أسبابُ المشكلات بينكِ وبين أهل الزوج، وتوضيح موقف الزوج منكِ، ومدى قوة أو ضعف شخصيته، وعلاقته بأولاده، سواء قدَّر الله له الزواج أو لَم يُقدِّر، فأرجو توضيح الوضع بصورة تُعين على تفصيل الحلول المتاحة بإذن الله.

أيتها الفاضلة، ليس الرجلُ كائنًا مُعقَّدًا يَصعُب التعامل معه كما تعتقد بعضُ الزوجات، وليس مِن العسير التقرُّب إلى الزوج في معظم الحالات، ومِن أكبر الأخطاء التي تقع فيها الزوجةُ أن تنتظرَ مِن زوجها أن يَتَفَهَّمَ نفسيتها واحتياجاتها وما يضايقها وما تحب و...، فهو لا يعرف إلا ما يَظهَر أمامه مِن أفعالٍ واضحةٍ، ولا يستطيع أن يقرأَ ما بين السطور كما تنتظر منه، فإنْ كان أهل زوجكِ يكرهونكِ إلا هذا الحد، فلِم لا تُوضِّحين موقفكِ، وتُفصِّلين له طبيعة الخلافات بينكم دون تجريحٍ أو إهانة لأهله؟

وإن كان قد حدث ما حدث، فلا أجد أمامي ما أنصحكِ به، إلا أن تُسارعي إلى زوجكِ بمدِّ يد العون، وتفصيل الخلافات بينكِ وبين أهله، ووضع خطوط واضحة للتعامل بينكم يتم الاتفاق عليها، وإشهاد مَن تثقون فيهم مِن أهل الخير، ولا مانع مِن تقديم بعض التنازُلات التي ترفع شأنكِ في نظر زوجكِ، وتُعلي قدركِ في عينيه، وأن تُشعريه برغبتكِ في إرضائهم على قَدْر الاستطاعة.

ثم بعد ذلك تحادثينه في أمر الزواج، وهل يعتقد أن ذلك لن يُؤثِّر على أولاده؟ وهل يرى أن تطليقكِ في مصلحة الجميع؟ وهل ينوي الاستمرار في الإنفاق على أولاده؟

ليكن حديثكِ بعيدًا عن لغة التهديد والوعيد، قريبًا مِن لغة المودَّة والحرص والتفهم، والاستعداد للمساعدة على تخطي الخلافات والتجاوز عن الهفوات وتذليل العقبات.

إنَّ تفصيلَ الأمور على هذا النحو قد يُتيح له فرصة التفكير بعمقٍ، وتوقع نتائج قرار لَم يحسبْهُ جيدًا، فإنْ أبَى وأَصَرَّ على طاعة أهله، فلْتَعْلَمي عزيزتي أنه ليس لبشرٍ أن يتحكَّم في سعادة بشَرٍ، وليس له أن يمنعه رزقه أو يجلبه، فإن كان قد قرَّر ما يريد فلا تُعرِّضي نفسكِ للإهانة، ولا ترتجي الخير مِن الناس؛ فهم لا يَملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا، واعلمي أنَّ ما أخطأكِ لم يكن ليُصيبكِ، وعسى الله أن يختار لكِ ولأولادك الخير.

ولتتأمَّلي في سنوات حياتكِ الزوجية، وتُحاولي أن تضعي يدَك على أخطائكِ بصورةٍ تُعينكِ على عدم تكرار مِثْلها في المستقبل؛ فالإنسانُ يتعلَّم مِن المواقف ما لا يتعلمه مِن المقالات والكتب والحِكم.

أسأل الله أن يُصلح بينكِ وبين زوجكِ، وأن يُؤلِّف بين قلبيكما، ويهدي أهله، وأن يقر أعينكما بصرح أولادكما.

والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل