الفيلسوف الصغير والرصاصة الطائشة (قصة قصيرة للأطفال) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4948 - عددالزوار : 2051423 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4524 - عددالزوار : 1319340 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334077 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-12-2021, 03:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي الفيلسوف الصغير والرصاصة الطائشة (قصة قصيرة للأطفال)

الفيلسوف الصغير والرصاصة الطائشة (قصة قصيرة للأطفال)
أحمد بلقاسم



حدث أن قادَتْه قدماه إلى حقلِ بطيخٍ أحمرَ، حيث انحنى على بطيخةٍ يانعة، وجعل يتحسَّس قشرتَها الملساء الأسيلةَ برفقٍ وحنان، ولسانُ حاله يقول:

حرامٌ أن يُولدَ مثلُك، وينمو ويينع ويُجنَى وهو ملقًى على التراب، بينما هناك ثمارٌ أقلُّ شأنًا وفائدة منك، ومع ذلك تُولَد وتنمو ولا تجودُ بأكلها إلا وهي في أعلى عليِّين، تحملُها بالأحضان أغصان شجرةٍ مكتنزة باسقة.




تأثَّرت البطيخة الحمراء بما يختلِجُ في نفس الفيلسوف من أفكار، وأبَتْ إلا أن تكون سخيَّة كريمةً معه، فغمَرت محيَّاه ببريق لمعانِها، وبمزيد من أريجها الفوَّاح، شحن به رِئتَيْه حتى الانتشاء، ثم غادر الحقلَ وهو يُقلِّب كفَّيْه إشفاقًا وأسفًا على حظِّ البطيخة التَّعس، وقد غاب عنه أن التواضعَ لا يزيد صاحبَه إلا رِفْعةً!



إن هي إلا بضعةُ شهورٍ حتى قادت فيلسوفَنا الصغير قدماه إلى غابةٍ؛ رغبةً في التفيُّؤ بظِلالِ أشجارهِا، وليُشنِّف سمعَه بأعذبِ شدوِ عصافيرِها، ويملأ رئتَيْه بلطف هوائِها، ويملي لَحظَيْه ببهاءِ ألوانها.



وبينما هو جالسٌ تحت شجرة سنديان (بلوط) ضخمة، أخذ يتفرَّس مليًّا ثمارَها المعلَّقة في شموخٍ وكبرياء، وعلى جناح الحنينِ والسرعة طارت به ذاكرتُه نحو البطيخةِ ذات الحظِّ السيئ، فقال متأوِّهًا محاورًا نفسَه:

سبحان الله العليِّ القدير، ثمار البلوط ضَئيلة الحجم، خفيفةُ الوزن، و قد تكفَّلت هذه الأغصان العتيدة بحَمْلِها ورعايتها وحمايتها، بينما ثمرة البطيخ رغم كبرِ حجمِها، وثقل وزنِها، لم تَجِدْ من يحنو عليها، ويهفو ليحضنَها إلا تلك الأغصان الفتيَّة الواهنة الرخوة الممددة على الأرض.



قبل أن يرتدَّ للفيلسوف الصغير بصره، ويُلِمْلِم أفكاره الشاردة، ويغادر الشجرةَ الشامخةَ، ويستأنف سيرَه نحو شجرة أخرى، كانت السنديانة الضخمةُ قد ضاقت ذرعًا مما يخطر ببالِه؛ فثارت ثائرتُها، وهمَسَت لثمارِها أن عاقبوا هذا الزائرَ الثقيلَ على نكرانه للمعروف.




ما أن أنهَتْ السنديانة حديثَها حتى هَوت واحدةٌ من ثمارها من برجها العاجي نظيرَ رصاصة قناص طائشة، فأصابَتْه إصابة مباشرة في أنفِه الشامخ.



هنا فقط، قلَّب فيلسوفُنا الصغيرُ كفَّيْه حمدًا وشكرًا لله عز وجل على بديع خلقِه، فقال:

الحمدُ لله الذي خلق فسوَّى، والذي قدَّر فهدى، ولم يجعل ثمرةَ البَلُّوط، بحجم ووزنِ البطيخةِ السيِّئة الحظ!
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 45.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.88 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]