آدم عليه السلام لم يخطيء عندما أكل من الشجرة(ادخل فالموضوع مهم للغاية)

[محمد أبوفيصل]

بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلالعنوان يبدو غريبا ... ولعل الموضوع أغرب
ولكنه صلب معتقد أهل السنة والجماعة
فأهل السنة مجمعون على عصمة الأنبياء من الخطأ
ولاينظر إلى من قال بخلاف ذلك
نعم ، إن سيدنا آدم عليه السلام معصوم من الخطأ
وهو لم يخطيء عندما أكل من الشجرة
ولم تكن هذه الفعلة سببا لنزوله إلى الأرض
ونحن أمة الدليل ، فلولا الدليل لقال من شاء ماشاء
الأدلة :
1- ثبت بالنص أن آدم عليه السلام أكل من الشجرة ناسيا ، قال تعالى ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (طـه:115)
أي أن الله لم يجد لآدم عليه السلام عزما على المعصية
والنسيان ليس عيبا ولا نقصا ، لذا لايسمى صاحبه عاصيا ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أبعد الخلق عن الخطأ والمعصية وأعظم الأنبياء عصمة أنه أنسي ، فقد روى بن خزيمة والحاكم من طريق سعيد بن الحارث عن أبي سلمة سألت أبا سعيد عن ساعة الجمعة فقال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال ( قد اعلمتها ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر )
وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع صوت قارىء يقرأ فقال صوت من هذا قالوا عبد الله بن يزيد قال لقد ذكرني أية يرحمه الله كنت أنسيتها ،

2- إن سبب أكل آدم عليه السلام هو أن إبليس لعنه الله أقسم له بالله أنه ينصحه ، قال تعالى : (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ) (لأعراف:21)

ولشدة تعظيم الله في قلب آدم عليه السلام فإنه لم يخطر بباله أن هناك مخلوقا يستطيع أن يقسم بالله كاذبا ، ولهول وقع اليمين نسي خلافه . وقد روي أن رجلا سرق مالا من جيب نبي الله عيسى بن مريم ، أو موسى ، عليهما السلام ، فقال : أعد المال ، فقال اللص : والله ماسرقتك ، فقال عليه السلام : صدقت بالله وكذبت عيني ، وهذا من علو مقامات الأنبياء وأدبهم مع الله تعالى ، صلوات الله وسلامه عليهم .
3- لو اعتبرنا هذا الفعل خطأ لانتفت عنه صفة العصمة وانتفاء العصمة عن الأنبياء تنفي الحكمة من الرسالة لأن الأنبياء متبوعون ، وهذا يعني الاتباع على الخطأ

أدلة الخصم :
1- قال تعالى : ( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى)(طـه: من الآية121)
2-
الجواب على هذا الاستدلال :
محاكاة الأنبياء تختلف عن محاكاة سائر الخلق ، فالعصيان والإغواء عند الأنبياء ليس هو المقصود بمعناه الظاهر ، وإنما هو بمثابة العتب الشديد ...
أي : كأن الله يعتب عتبا شديدا على آدم ، إذ كيف ينسى وقد اختصه الله بأن خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه جنته واختصه بالنبوة ، ورغم كل هذه المنن العظام نسي ، ومع أن النسيان ليس عيبا لكن ذلك لايمنع من معاتبة الله تعالى له ، فوصفه لذلك بالعصيان والإغواء ، ولو أريد بهما المعنى الحقيقي لناقض ذلك قوله تعالى ( فنسي ولم نجد له عزما ) أي هو لم يعزم أن يعصي فكيف يسمى عاصيا ؟
وتقريب المثال : لو طلبت طلبا من شخص عادي فنسيه ، ربما ستسامحه ، لكن لو طلبت طلبا من شخص لك عليه أفضال فنسي فإنك ستلومه بشدة لأنه رغم أفضالك نسي طلبك .... ولله المثل الأعلى .
3- قال تعالى : (وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)(البقرة: من الآية36)
معلوم أن الجزاء من جنس العمل فالثواب دلالة على الطاعة ، والعقاب دلالة على المعصية ، وبما أن الإنزال إلى الأرض عقوبة فهذا دليل على أن فعل آدم عليه السلام هو معصية ... فكيف يعاقبه الله إذا لم يعص ؟

الإجابة على هذا الاستدلال :
لو اتفقنا معكم على أن هذه عقوبة لكان من حقكم هذا الاعتراض ، ولكن إنزاله مع زوجه إلى الأرض ليس عقوبة ...
بدليل أن الله تعالى قبل خلق آدم وقبل حادثة الشجرة ماذا قال للملائكة ؟؟؟ (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً )(البقرة: من الآية30)
في الأرض ... إذن هو معين خليفة في الأرضأكل من الشجرة أو لم يأكل ، وبالتالي فهي ليست عقوبة ، وبما أنها ليست عقوبة فليس دليلا على أن الفعل معصية ...