دور الرعاية الاجتماعية للطفل والسلوك العدواني المترتب عليها

[ابوالوليد المسلم]

1. 
   

دور الرعاية الاجتماعية للطفل والسلوك العدواني المترتب عليها

التعامل مع الأطفال بأسلوب الحزم والحكمة والتعقل بما يتناسب مع مرحلته العمرية دون قسوة

استخدم القدوة وترسيخ القيم الدينية والأخلاقية التي توجه سلوك الطفل نحو التخلص من الميول العدوانية

أشعر الطفل بالمسؤولية تجاه أقرانه واعطه أشياء ليهديها لهم حتى تُكسبه الثقة بالنفس

الطفولة من أهم مراحل النمو التي يمر بها الفرد في مراحل حياته المختلفة؛ من حيث تأثير المحيطين بالطفل عليه في تكوين السمات الرئيسية به؛ فالاهتمام بصناعة مستقبل أفضل لهم يُعد مطلباً للتنمية؛ فَهُم رجال الغد ونساؤه، والاهتمام بهم هو حق لهم في الرعاية والتربية السليمة لتحقيق جيل قادر على تحمل المسئولية وتفهم متطلبات المستقبل، وما يتطلبه من جهد وفكر لا يأتي إلا من خلال إنسان سليم دينيا ونفسياً واجتماعيا.

وإذا حدث بهذه المرحلة اختلال ما في الظروف الأسرية للطفل كانت هناك نتائج سلبية على حياته فيما بعد؛ ومن هنا نتأكد أن الطفل المودع في المؤسسات الخاصة بالرعاية الاجتماعية الذي يعاني من الحرمان الأسري والاجتماعي وأيضاً من النظرة الاجتماعية للمحيطين به -حيث وجد أن الحاجات النفسية والاجتماعية له غير مشبعة- فلديه فقد تام للأب والأم والأسرة كلها خصوصا وللانتماء عموما، مهما يكن هناك مشرفات يعملن على رعايتهم وتقديم النصح والإرشاد والمساعدة فليس هناك تشابه أو التقاء بين رعايتهم وبين الرعاية التي تقدم في الأسر السوية، فهو يفقد كل المميزات التي يكسبها الطفل الذي ينشأ في جو أسري طبيعي، وعند دراسة المتغيرات النفسية لديه تجد أن مشكلة هؤلاء الأطفال من المشكلات الاجتماعية التي توجد بوضوح في دور الرعاية أو الجمعيات الخيرية التي تضم عدداً كبيراً منهم؛ فهذه الشريحة موجودة بالفعل ولا بد من تأهيلها وتوظيفها لخدمة المجتمع.
أسباب العدوان لدى أطفال دور الرعاية الاجتماعية
- القسوة الزائدة من القائمين على الرعاية بالدار؛ فالقسوة نؤدي دورا رئيساً في تطوير العدوانية عند الطفل؛ مما ينتج عنها رغبة في الانتقام.
- العدوان والعقاب الجسدي الواقع على الطفل من قِبَل القائمين على رعايته بالدار.
- إلزام الطفل بمسؤوليات لا تتفق مع سنه أو طبيعة نموه.
- شعور الطفل بالنبذ نتيجة معاملة القائم على رعايته بالضيق والكدر.
- الغيرة وحب السيطرة على الأقران عن طريق الإيذاء الجسدي والهجوم اللفظي.
- تفريغ الصراعات والكبت الناتج عن الحرمان وعدم إشباع الرغبات تدفع الأطفال للعدوان.
- مشاهدة العنف في أفلام الكرتون.
- الشعور بالحرمان وعدم الأمان والشعور بالنقص وافتقاد الثقة بالنفس.
- شعور الطفل بالإحباط والفشل المتكرر.
- شعور الطفل بالاضطهاد ورغبته في الاستقلال والتحرر من السلطة الضاغطة عليه.
- البحث عن تأكيد الذات بحب التعدي والميل للتخريب.
- الرغبة في جذب الانتباه.
- الحب الشديد والحماية الزائدة لأحد أقرانه.
نصائح للمربي في دور الرعاية الاجتماعية إزاء السلوك العدواني للطفل
لا بد من إدخال التعديل المطلوب على دور الرعاية الاجتماعية بتوعية القائمين على مسؤولياتها بالمخاطر التي تترتب على وضع الأطفال وتبصيرهم بالمنهج السليم؛ لتربيتهم وتوفير مناخ سليم لتنشئة اجتماعية صحيحة بتعويضهم عن آبائهم. وإليكم بعض النقاط التي تساعد على ذلك:
1- تهيئة الظروف البيئية التي يربى فيها الطفل كأسلوب المعاملة القائم على الاهتمام والتفاهم والحنان والاستجابة لمطالب الطفل واحتياجاته والسماح له بحرية تصرفاته وحركته.
2- التعامل مع الأطفال بأسلوب الحزم والحكمة والتعقل بما يتناسب مع مرحلته العمرية دون قسوة.
3. إكساب الطفل المعرفة اللازمة فيما يتعلق بالمواقف التي يجب أن يثور فيها ليحافظ على نفسه والمواقف التي يجب ألا يبدي فيها سلوكاً عدوانياً.
4. توفير الأنشطة المناسبة التي يفرغ فيها الطفل الشحنة العدوانية لديه حتى يحول ذلك دون تراكمها.
5. ضبط المؤثرات البيئية التي تنعكس على التغيرات الفسيولوجية للطفل كتنظيم وقته، والموازنة بين الساعات المخصصة للنوم، وتهيئة المكان المريح، والوجبات الصحية.
6. العمل على تخفيف الضغوط النفسية التي يعانيها الطفل نتيجة فقد والديه ومحاولة تعويضه.
7. الإشراف على محتوى التلفاز لحمايتهم من التأثير السلبي للعنف المتمثل في أفلام الرسوم المتحركة.
8. حصر الأطفال ذوي السلوك العدواني ووضعهم تحت المراقبة دون إشعارهم بذلك، وتوجيههم التوجه السليم للتعامل مع الأقران.
9. احترام ممتلكات الطفل الخاصة لضرورة تعويده على احترام ملكيته الخاصة وملكية الآخرين.
10. اعدل بين الأطفال في المعاملة، ولا تترك فرصة لأحدهم أن يشعر بأنه يُعامل معاملة أدنى من قرينه، وعدم القيام بعقد مقارنات بينهم حتى لا يُثير ذلك الغيرة لديهم.
11. استخدم القدوة في المواقف المختلفة ورسخ القيم الدينية والأخلاقية التي توجه سلوك الطفل نحو التخلص من الميول العدوانية وتعلم ضبط الانفعال.
12. وضِّح بلطف وبطريقة تناسب مرحلته العمرية سلبية السلوك العدواني والنتائج المترتبة عليه.
13. إبدِ الاهتمام بالشخص الذي وقع عليه العدوان أمام الطفل العدواني حتى لا يستمر في عدوانيته.
14. إشعار الطفل بالمسؤولية تجاه أقرانه وإعطائه أشياء ليهديها لهم حتى تُكسبه الثقة بالنفس، وتزرع بداخله تقدير الذات.
15. لا تترك فرصة للغضب بأن يُسيطر عليك، وتسلك طريقة عدوانية إزاء تصرف خطأ من الطفل.
وغالباً ما يكون السلوك العدواني حالة عابرة في سلوك الأطفال نتيجة خلاف أثناء اللعب وغيرها من المواقف الاجتماعية، وعادة ما تنتهي نوبة العدوان بالخصام والتباعد بين الطفلين لكن سرعان ما يُنسي الموضوع أو يَعتذر عنه، ويذوب الخلاف والتشاحن، ويعود الأطفال إلى اللعب، لذا لابد من تقويمه بالطريقة الصحيحة حتى لا يكبر بداخل الطفل ويلازمه لمراحل عمره المختلفة ولاسيما مرحلة المراهقة لتفاقم المشكلات بها أكثر من مرحلة الطفولة.



اعداد: إيمان الوكيل