تفاءل لتشفى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الآيات الإنسانية المتعلقة باللسان والشفتين في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تفسير قوله تعالى: {الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الآيات الإنسانية المتعلقة بالسمع والبصر في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حرص الصحابة رضي الله عنهم على اقتران العلم بالقرآن بالعمل به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 80 )           »          إثبات النبوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تحريم التسمي أو الاتصاف بما خص الله به نفسه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          خرق القوانين المركزية للظواهر الكونية بالمعجزات إرادة إلهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          التسبيح هو أحب الكلام إلى الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          النفس اللوامة (محاسبة النفس) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من درر العلامة ابن القيم عن السعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 04:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,354
الدولة : Egypt
افتراضي تفاءل لتشفى

تفاءل لتُشفى!

د. صلاح عبدالشكور

إن من أنجع الوسائل وأقواها في محاربة الأمراض والآفات التي تعترض الإنسان في حياته - التفاؤلَ، وهو – باختصار - نظرةُ استبشار نحو المستقبل، تجعل الفرد يتوقع الأفضل، وينتظر حدوث الخير والأجمل، ويرنو إلى النجاح والحال الأمثل، ويستبعد ما خلا ذلك، وهو – شرعًا - حسنُ الظن بالله تعالى وبكل ما يجري على العبد من أقدار، وكان سيد المتفائلين نبينا صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الصالح؛ ويقول: ((لا طِيَرة، وخيرها الفأل، قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم))؛ [رواه البخاري ومسلم].

وكان عليه الصلاة والسلام يحب أن يستبشر بالخير، وكان ينهى عن كلمة "لو"؛ لأنها تفتح عمل الشيطان، فهي من أوسع أبواب التشاؤم؛ يتضح ذلك في توجيهه صلى الله عليه وسلم: ((استعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان))؛ [رواه مسلم].

وكان منهجه في التفاؤل يتجلى في تطبيقه لقول الله تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، ومن الأمثلة التطبيقية في التفاؤل ونبذ التشاؤم ما أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابيٍّ يعوده قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده، قال: لا بأس، طهور إن شاء الله، فقال له: لا بأس طهور إن شاء الله، قال الأعرابي: قلت: طهور؟! كلا، بل هي حُمًّى تفور، على شيخ كبير، تُزيره القبور، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فنعم إذًا))؛ أي: لك ما أحببتَ ورغِبتَ به من الموت؛ قال ابن حجر في الفتح: "فأصبح الأعرابي ميتًا".

التفاؤل طاقتك المتجددة:
التفاؤل سِمة السعداء، ومركَب النجباء، وزاد الحكماء، وملاذ النبلاء، خصوصًا في أوقات الشدة والانكسارات والأزمات، وعكس التفاؤل التشاؤم؛ وهو توقع المكروهات، وانتظار النقمات، وامتلاء القلب والفكر بالسواد، فكما أن التفاؤل يسعد الروح، ويرفع من مستوى هرمون السعادة، ويرتقي بمعنويات الإنسان، ويدفعه لحبِّ الحياة والعمل والتصبر على البلاء؛ فإن التشاؤم يُغلق كل الطرق في وجهك، ويسلسل كل الحلول أمام ناظريك، فيُضعف البدن، ويُمرض القلب، وربما جعل المبتلى يقعد عن التطبُّب ويستسلم للمرض:
قلقٌ أنت فمن ذا أفزعك؟
بُحْ بما تشكو وقُل: من روَّعك؟
ليس في الدنيا نعيم دائم
فاطرح الحزن وكفكف أدمُعك
وابتسم جذلانَ ما جدوى الأسى؟
ربما إن زاد يومًا صرعك
أنت إن تضحك تشاطرك الدُّنا
وإذا تبكي فمن يبكي معك؟!


لكل داء دواء:
يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه (زاد المعاد)، معلقًا على قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لكل داء دواء؛ فإذا أُصيب دواء الداء، برأ بإذن الله))؛ [رواه مسلم]، قال: "وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ((لكل داء دواء)) تقوية لنفس المريض والطبيب، وحثٌّ على طلب ذلك الدواء والتفتيش عليه، فإن المريض إذا استشعرت نفسه أن لدائه دواء يزيله، تعلق قلبه بروح الرجاء، وبردت عنده حرارة اليأس، وانفتح له باب الرجاء، ومتى قوِيت نفسه، انبعثت حرارته الغريزية، وكان ذلك سببًا لقوة الأرواح الحيوانية والنفسانية والطبيعية، ومتى قوِيت هذه الأرواح، قوِيت القوى التي هي حاملة لها، فقهرت المرض ودفعته، وكذلك الطبيب إذا علِم أن لهذا الداء دواء، أمكنه طلبه والتفتيش عليه".

وكان من هديِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه يُدخل التفاؤل على المريض، ويشيع في نفسه البهجة وتوقُّع الشفاء، وحلول العافية؛ فقد روى الترمذي وابن ماجه، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا: ((إذا دخلتم على المريض فنفِّسوا له في أجله، فإن ذلك لا يرُد من القدر شيئًا، وهو يطيب نفسه)).

ومعنى (نفِّسوا له): أي: أطمِعوه في الحياة وطول الأجل، كأن يقول له: إن شاء الله تسترجع عافيتك، وتقوم بالسلامة، ويرزقك الله طول العمر، وحسن العمل، ونحو هذه العبارات، ففي ذلك تنفيس لما هو فيه من الكرب وطمأنينة لقلبه.
تبسم تبسم وخلِّ الهموم
وخلِّ الغموم وخلِّ الضجر
وحلِّق بحلمك فوق النجوم
وكن طامحًا تجني طيب الثمر
ولا تكتئب إن بدا عائق
فعقِب الغمام نزولُ المطر
توكل على الله في كل حين
تجد عونه ثابتًا قد ظهر
أيَا من تأمُل طِيبَ الحياة
تفاءَلْ ستلقى جميل الأثر


إيجابيتك دواؤك:
أكدت دراسة جديدة أن القلب السعيد يمكن أن يكون أكثر صحة للإنسان، موضِّحة أن الذين قالوا: إنهم يشعرون بالتفاؤل، كانت لديهم مستويات أقل من الكوليسترول، وهو هرمون قد يسبِّب في حالة وجوده بشكل مزمن ارتفاعًا في ضغط الدم وبدانة البطن، وخمولًا في وظائف جهاز المناعة ومشاكل أخرى.

ووجدت الدراسة التي قادها الدكتور أندرو ستيبتو من جامعة كوليدج بلندن، وشملت نحو ثلاثة آلاف شخص من البالغين الأصحَّاء أن النساء اللائي وُجدت لديهن مشاعر أكثر إيجابية، كانت لديهن مستويات أقل في الدم لاثنين من البروتينات، التي تشير إلى انتشار الالتهابات في الجسم، ومن المعتقد أن الالتهابات المزمنة تساهم بمرور الوقت في سلسلة من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان.

كما حذَّرت دراسة علمية حديثة من أن التشاؤم وتبنِّي نظرة سوداوية تجاه مجريات الحياة، يهدِّد سلامة القلب، خاصة بين مرضى القلب والأزمات القلبية، وأوضح الباحثون في معرض أبحاثهم التي أجرَوها على مجموعة من مرضى القلب على مدى عشرة أعوام من المتابعة، أن المرضى الذين يصيبهم التشاؤم، ويتشككون في إمكانية تحسن حالاتهم الصحية، تتضاعف معدلات وفاتهم بمعدل الضعفين خلال فترة النقاهة مقارنة بالأشخاص الذين يحملون فكرًا إيجابيًّا فيما يتعلق بحالاتهم الصحية، ويعلق «بيرفوت» على النتائج موضحًا بأن الدراسة تقدم نصيحة للطبيب، حول أهمية التنبُّه إلى ما يعتقده المريض حيالَ مرضه؛ لِما لذلك من تأثير على تعافيه، كما تبين للمرضى بأن توقعاتهم الإيجابية تجاه هذا الأمر، لن تُحسِّن من شعورهم فحسب، وإنما قد تمكِّنهم من العيش فترة أطول.

كن متفائلًا مهما كان مرضك، ومهما قال الأطباء عنه، ومهما كانت نتائج فحوصاتك، فالشفاء بيد الله وحده، وهو أعلم بما يصلحك، وحتى لو استمرت معاناتك فأنت في خير عظيم بالصبر والاحتساب، وأمر المؤمن كله له خير؛ إن أصابته سراءُ شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له؛ كما قال عليه الصلاة والسلام.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.35 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]