|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مفسدات القلب قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: وأما مفسدات القلب الخمسة، فهي التي أشار إليها من: كثرة الخلطة، والتمني، والتعلق بغير الله، والشبع، والمنام. فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب. أولاً: كثرة المخالطة فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسودّ، يوجب له تشتتاً وتفرقاً، وهما وغما، وضعفاً، وحملاً لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء، وإضاعة لمصالحه والاشتغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم، فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟ هذا وكم جلبت خلطة الناس من نقمة؟ ودفعت من نعمة؟ وهل آفة الناس إلا الناس؟ وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا وقضاء وطر بعضهم من بعض، تنقلب إذا حقت الحقائق عداوة، ويعض المخلط عليها يديه ندما كما قال -تعالى-: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} (الفرقان). ولكن ليس كل خلطة ضارة فمنها ما هو نافع ومفيد ولا بد. ثانياً: تعلق القلب بالأماني إن ركوب القلب بحر التمني، وهذا بحر لا ساحل له، وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم؛ كما قيل: إن المنى رأس أموال المفاليس، وبضاعة ركابه مواعيد الشيطان، وخيالات المحال والبهتان. فلا تزال أمواج الأماني الكاذبة، والخيالات الباطلة تتلاعب براكبه كما تتلاعب الكلاب بالجيفة، وهي بضاعة كل نفس مهينة وخسيسة سفلية.. وصاحب الهمة العامة أمانيه حائمة حول العلم والإيمان، والعمل الذي يقربه إلى الله، ويدنيه من جواره. فأماني هذا إيمان ونور وحكمة، وأماني أولئك خدع وغرور. ثالثاً: التعلق بغير الله- تبارك وتعالى- وهذا من أعظم مفسداته على الإطلاق، فليس عليه أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به، وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله -عزوجل- بتعلقه بغيره، والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمله ممن تعلق وصل، قال الله: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا}(مريم) فأعظم الناس خذلاناً من تعلق بغير الله، فإنما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات، وقلب المتعلق بغير الله؛ كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت أوهن البيوت. رابعًا: فضول الطعام والمفسد له من ذلك نوعان:
خامسًا: كثرة النوم فإن كثرة النوم تميت القلب، وتثقل البدن، وتضيع الوقت، وتورث كثرة الغفلة والكسل، ومنه المكروه جدا، ومنه الضار غير النافع للبدن، وأنفع النوم: ما كان عند شدة الحاجة إليه، ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه، وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه، وكثر ضرره، ولاسيما نوم العصر، والنوم أول النهار إلا لسهران. اعداد: المحرر الشرعي
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |