|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عبادة التفكر في القرآن آياتٌ عديدة مشتملة على الحث على التفكر، وبيان عظيم شأنه وجليل قدره وكبير عوائده وفوائده، وثناءٌ على أهله وبيانٌ لعلوِّ مقامهم ورفعة شأنهم؛ يقول الله --سبحانه وتعالى--: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} (البقرة:219)، ويقول -سبحانه-: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الرعد:3). وهذا التفكر العظيم الذي دعا الله -عزَّوجل- عباده إليه وحثَّهم عليه ورغَّبهم فيه مفتاحُ كل خير، وأساس كل فلاحٍ وصلاح، ومنبع كل فضيلة، وهو من عبوديات القلب العظيمة الجليلة، وينقل الإنسان من الغفلة إلى اليقظة، ومن المعصية إلى الطاعة، ومن المهانة إلى العزَّة، وينقله من الحقارات والدناءات وخسيس الأمور وحقيرها إلى معالي الأمور ورفيعها وعليِّها.التفكر في عظمة الله من تفكر في عظمة الله وأنه -عزَّوجل- مطَّلعٌ على العباد لا تخفى عليه منهم خافية، سميعٌ بصير، عليمٌ قدير، فإن هذا التفكر يمنعه من الوقوع في معصية الله عزّوجل، وقد قال الله -تعالى-: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر:28).من تفكر في الآخرة وأنها ارتحلت مقبِلة وأنها هي الحيَوان، وتفكر في نعيمها وما أعدَّ الله -سبحانه وتعالى- لأوليائه من عظيم المآب وجميل الثواب؛ فإن ذلك يحفِزه ويدفعه لحُسْن التهيؤ وتمام الاستعداد ليوم المعاد. من تفكر في هوان الدنيا وحقارتها وسرعة زوالها وتصرُّمها؛ فإنه لن يجعلها أكبر هــمِّه ولا مبلغ علمه، ومن تفكر في الذنوب وعظَم خطورتها وسوء عواقبها على أهلها في الدنيا والآخرة؛ فإنه يحاذر من الوقوع فيها ويتجنَّبها. من يتفكر في العبادات وأنه إنما خُلق في هذه الحياة للقيام بها وتحقيقها؛ فإنه يجاهد نفسه على القيام بها على أتمِّ وجهٍ وأحسن حال. التفكر في مخلوقات الله من يتفكر في هذه المخلوقات وما فيها من جمالٍ وآيات باهرات وحججٍ ساطعات وبراهين واضحات؛ أدخلت إلى قلبه العبرة والعظة، والتفكرُ في آلاء الله -سبحانه وتعالى- ونعَمه عبوديةٌ عظيمة، تجعل القلب يقبِل على الله خضوعاً وذُلا وإيماناً بكمال الخالق وعظمة المبدع -سبحانه-، فها هم أولو الألباب وقد مرَّ معنا ثناء الله عليهم {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، ويُثمر هذا التفكر تلك الدعوات العظيمات {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.ومن لم يَشغَل قلبه بالأفكار النافعات والتفكير الذي يعود عليه بالخيرات في دنياه وأخراه، انشغل قلبه بأفكارٍ رديئة وتفكرٍ مذموم في أمور منحطَّة وأعمالٍ خسيسةٍ حقيرة؛ ولهذا يشبِّه بعض أهل العلم النفس البشرية بأن مثلها كمثل الرحى دائمة الدوران، تطحن كل ما أُلقي فيها، فمن وضع في هذه الرحى قمحاً وشعيراً وجد طحيناً ينتفع به، ومن يضع فيها قذراً أو حجراً أو حصًى أو رملاً أو زجاجاً فلن يحصِّل منه طحيناً ينتفع به ، وهكذا نفس الإنسان تدور بأفكار وأفكار ثم ينبع عن تلك الأفكار إرادات وعزوم؛ فمن كانت أفكاره وتفكره فيما ينفعه في معاشه ومعاده فإنه سيمضي في هذه الحياة على خير حال ، ومن كانت أفكاره في أمورٍ حقيرة وأعمال دنيئة ويخطِّط في أفكاره كيف يعصي وكيف يرتكب الآثام وكيف يقع في الذنوب وهكذا دواليك في أفكارٍ عديدةٍ خسيسةٍ حقيرة؛ كيف ستكون حال من كان هذا أمره ؟! عبادة عظيمة إن التفكر كما أمر الله -عزَّ وجل- به ودعا إليه عبوديةٌ عظيمة الشأن جليلة القدر، والعبد ليصحِّح نفسه في هذا المقام يحتاج أولاً إلى استعانة بالله -جلَّ وعلا-، ويحتاج ثانياً إلى مجاهدة للنفس؛ بإبعادها عن كل بابٍ ومنفذٍ يجلب إلى قلبه أفكاراً رديئة وتصوراتٍ خسيسة، ويحرص على كل المنافذ والأبواب التي تجلب لقلبه ما ينفعه ويعود عليه بالخير والفائدة في دينه ودنياه.اعداد: المحرر الشرعي
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |