|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة عيد الأضحى: عيدنا طاعة وعبادة محمد بن عبدالله بن فياض العلي الحمد الله ربِّ العالمين، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبعفوه تُغفر الذنوب والسيئات، وبكرمه تُقبل العطايا والقربات، وبلُطفه تُستر الغيوب والزلات، الحمد لله الذي أمات وأحيا، ومنع وأعطى، وأرشَد وهدى، وأضحك وأبكى، ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 111]. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر... الله أكبر ما لبِس الحجيج ملابس الإحرام، الله أكبر ما رأوا الكعبة فبدَؤوها بالتحية والسلام، الله أكبر ما استلَموا الحجر، وطافوا بالبيت، وصلَّوْا عند المقام، الله أكبر ما اهتَدَوْا بنور القرآن، وفرِحوا بهدْي الإسلام، الله أكبر ما وقف الحجيج في صعيد عرفات، الله أكبر ما تضرَّعوا في الصفا والمروة بخالص الدعوات، الله أكبر ما غفَر لهم ربُّهم، وتحمَّل عنهم التبعات، الله أكبر ما رمَوا وحلَقوا وتحلَّلوا ونَحرُوا، فتمَّت بذلك حجةُ الإسلام، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا. اللهم لك الحمد حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه. لك الحمد يوم أن كفَر كثيرٌ من الناس وأرشَدتنا للإسلام، لك الحمد يوم أن ضلَّ كثيرٌ من الناس وهدَيتنا للإيمان، لك الحمد يوم أن جاع كثيرٌ من الناس، وأطعَمتنا مِن رِزقك، فلك الحمد ربَّنا عددَ الحجر، لك الحمد عددَ الشجر، لك الحمد عدد البشر. أيها المسلمون عباد الله، الأعياد في الإسلام تبدأ بالتكبير، وتُعلَن للفرحة النفير؛ ليعيشها المسلمون الفرحة، ويحياها الكبير والصغير، أعيادنا تَهليلٌ وتكبير. إذا أذَّنَّا كبَّرنا الله، وإذا أقمَنا كبَّرنا الله، وإذا دخلنا في الصلاة كبَّرنا الله، وإذا ذبَحنا كبَّرنا الله، وإذا وُلد المولود كبَّرنا الله، وإذا خُضنا المعارك كبَّرنا الله، وإذا جاء العيد بالتكبير استقبلناه وقُلنا: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. كان لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قُبة في مِنًى، فإذا جاء العيد كبَّر عمرُ فكبَّرت منى، فكبَّرت الأرضُ، وكأنك أمام أُمة تُعلن أن الخنوع والخضوع لا يكونان إلا الله، وأن الذِّلة والانكسار لا يكونان إلا الله، وأن الاستمداد والاستلهام لا يكونان إلا من الله، وأن العون والتوكل لا يكونان إلا على الله، وأن الحفظ والاستعانة لا يكونان إلا بالله - سبحانه وتعالى. أيها المسلمون عباد الله، الأعياد في الإسلام طاعة تأتي بعد الطاعة: عيد الفطر ارتبط بشهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن، وفيه الصوم الذي يُذكِّر بهدي القرآن، موسم يُختَم بالشكر والتكبير، ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]. وعيد الأضحى ارتبط بفريضة الحج، موسم يختم بالذكر والتكبير، ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 203]، طاعات تتجدَّد وتتكرَّر عبر الزمان والمكان، وتحياها الأجيال جيلًا بعد جيل، وعامًا بعد عام، فتتعمق إيمانًا، وتتألق يقينًا، وتزداد صفاءً ولَمعانًا، أيام فضيلة تتوالى ولسان حالها: يا باغي الشر أقصِر، ويا باغي الخير أقبِل، يا نفوس الصالحين افرَحي، ويا قلوب المتقين امرَحي، يا عشاق الجنة تأهَّبوا، ويا عباد الرحمن ارغَبوا، ارغبوا في طاعة الله، وفي حب الله، وفي جنة الله. أيها المسلمون عباد الله، الأعياد في الإسلام رمزٌ للوحدة ودعوة للتوحد والاتحاد، فالمسلمون اليوم من أقصى الأرض إلى أقصاها، يُقيمون شعائر هذا الدين العظيم، يُطبِّقون تعاليم هذا الدين القويم، الدين الذي وحَّدهم على اختلاف لغاتهم وألوانهم، وتباعُد أوطانهم وبلدانهم... إنها مناسبة تجمع المسلمين في تلك البقاع الطاهرة المقدسة، عند الكعبة المشرفة، في عرفات ومِنى ومُزدلفة، على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وبلادهم... يجتمعون كلهم في مكان واحدٍ، عملهم واحدٌ، هدفهم واحد، ربُّهم واحد، نبيُّهم واحد، كتابهم واحد، قِبلتهم واحدة..... هل هناك وَحدة أعظم من هذه الوحدة؟! ليكن ذلك سبيلًا إلى سلامة العبادة وصحة العقيدة، ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92]. ليكُن ذلك طريقًا لبلوغ التقوى وزيادة الإيمان، وإنّ هذه أَمْتَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فاتقون. أيها المسلمون عباد الله، إنه ديننا الحنيف، إنه الدين الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، ومن أجله أرسَل الرسل وأنزَل الكتب.. إنه الإسلام الذي أنْ تَمسَّكنا به تتوحَّد الأمة، الإسلام الذي إن طبَّقناه في حياتنا تُعَزُّ الأمة، الإسلام الذي به رِفعة الأمة وعزُّها ومجدُها وكرامتُها، أسأل الله أن يَرُدَّنا والمسلمين إليه ردًّا جميلًا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |