الزاهدون في السعادة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 453 - عددالزوار : 124396 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14556 - عددالزوار : 766678 )           »          جمع الصلوات بسبب المرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الزكـاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نصيحة للمتأخرين عن صلاة الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 54 - عددالزوار : 35916 )           »          ديننا.. يتجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          دروس من قصص القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 6540 )           »          الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 3516 )           »          يُسر الإسلام وسماحته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم يوم أمس, 03:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,313
الدولة : Egypt
افتراضي الزاهدون في السعادة

الزاهدون في السعادة

منصور بن محمد المقرن



يتعجب كثير من الناس من حال أغنياء زهدوا في أموالهم، وعلماء زهدوا في مناصبهم، ومشاهير زهدوا في شهرتهم، ولكن لا عجب من كل هذا ، لأنهم قد زهدوا في أشياء سيفارقونها رغماً عنهم بالموت أو تفارقهم هي، لكن أعجب العجب أن يزهد أحدٌ فيما فيه سعادته الأبدية، وطمأنينته الدائمة، أن يزهد في حياةٍ لا موت يعقبها، وفي صحةٍ لا مرض يكدرها، وفي فرحةٍ لا حزن ينغصها، وفي لذاتٍ لا شيء يمنعها، وذلك كله في جنةٍ أعدّها اللهُ لعباده وزيّنها.
تجد هؤلاء الزاهدين في الآخرة ؛ لا يزهدون - في المقابل- في أيٍّ من متاع الدنيا القليل الزائل، فتراهم –ولا حرج في ذلك- لا يزهدون في أية علاوة مالية، أو ترقية دورية، أو مكاسب تجارية، أو درجات دراسية، بل يبذلون ويعانون لتحصيلها، ويحرمون أنفسهم من محبوباتهم لتحقيقها، ولو دعوت أحدهم ليستقطع من وقته لأجل مصيره في الآخرة الباقية؛ كأداء صلاة في مسجد، أو انفاق مالٍ لفقير، أو بر والدين وصِلة قريب ، أو حج أو عمرة، أو تلاوة آيات وترديد أذكار، لزهد في كل هذت واستصعبه، وقال بلسان حاله أو مقاله: إن وقته لا يسع، وماله لا يكفي، ومشاغله لا تمكنه من فعل ذلك، ولو تأملوا لوجدوا أن ما يريده الله منهم لينالوا مرضاته ويدخلوا جنته، أقل بكثير مما يفعلونه لأجل الدنيا.
كما تجد الزاهد في الآخرة يبذل لأجل مصالحه الدنيوية ومصالح غيره أفضل أوقاته وأحسن جهده وتفكيره واهتمامه، بل وأمواله – ولا بأس في ذلك كله إذا لم تكن في معصية– إلاّ أنه في نفس الوقت لا يبذل من وقته وتفكيره وأعماله ما تستحقه الآخرة منه، فهو كما وصفه ابن القيم: "يعامل الخلق بأفضل مما يقدر عليه، وإن عامل الله عامله بأهون ما عنده وأحقره، وإن قام في خدمة من يحبه من البشر قام بالجد والاجتهاد وبذل النصيحة، وقد أفرغ له قلبه وجوارحه وقدَّمه على كثير من مصالحه، حتى إذا قام في حق ربه – إن ساعد القدر – قام قياماً لا يرضاه مخلوق من مخلوق مثله"، ووصفه كذلك بقوله: "شغل قلبه عن محبته سبحانه بمحبة الخلق ... وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره؛ كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره"، وصدق رحمه الله حينما قال: "من رغب عن التعب لله؛ ابتلي في خدمة الخلق، ولا بد".
لو قدّم الزاهدون في الآخرة مراضي الله وأوامره على شهواتهم وعلى مراضي من يرجونهم أو يخافونهم ، لسعدوا وأفلحوا، قال ابن القيم: "فالله سبحانه يُعوِّض عن كل من سواه، ولا يعوض منه شيء، ويُغني عن كل شيء، ولا يغني عنه شيء، ويُجير من كل شيء ولا يُجير منه شيء، ويمنع من كل شيء ولا يمنع منه شيء، فكيف يستغني العبد عن طاعة من هذا شأنه طرفة عين؟!"
وختاماً .. فإن من أظهر أسباب الزهد في الآخرة وفي السعي لمرضاة الله تعالى هو: التعلق بالدنيا وإيثارها، كما قال ابن القيم: "وعلى قدر رغبة العبد في الدنيا ورضاه بها؛ يكون تثاقله عن طاعة الله وطلب الآخرة"، وخيرٌ من ذلك قول الله تعالى: (بل تؤثرون الحياة الدنيا، والآخرة خيرٌ وأبقى).










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.35 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]