رحلة في كتاب علم الدين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         5 زيوت طبيعية تساعدك في إزالة رائحة اللحوم من اليدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »          حلول وخطوات فعالة للتخلص من رائحة الأضحية فى المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 79 )           »          أفضل طريقة لتنظيف الممبار فى منزلك بخطوات سريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          5 تريكات عشان تستمتع بمكسرات العيد طازة ولذيذة.. من الشراء للتخزين والتقديم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 106 )           »          خطبة عيد الأضحى: العيد وثمار الأمة الواحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 96 )           »          خطبة العيد فرح وعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 78 )           »          كتاب مداخل إعجاز القرآن للأستاذ محمود محمد شاكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 1518 )           »          الآلئ والدرر السعدية من كلام فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 10002 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 11797 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-05-2024, 05:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,535
الدولة : Egypt
افتراضي رحلة في كتاب علم الدين

رحلة في كتاب علم الدين


مركز جنات للدراسات





كتاب (عَلَم الدين) الذي ألفه (علي مبارك) من الكتب الفذة؛ إذ جمع بين دفتيه الأدبَ والتاريخَ والسياحة واللغة والقصص وغير ذلك.
يتكون الكتاب من أربعة مجلدات، تحتوي على مائة وخمسة وعشرين مسامرةً، ما بين سائح إنجليزي يحب للعلم ولا سيما اللغة العربية، وبين شيخ أزهري مشارك في علوم الدين وعلوم العربية، وبينما أنت تستمتع برحلتهم إلى أوربا تتناثر أمامك المعلومات في هذه المسامرات في هذه الرحلة.
أما طريقة الكتاب فتجمع بين السهولة والسلاسة مع الأسلوب الجذاب الذي يشد القارئ فيصعب عليه تركه.
ويقول بعض الباحثين: إن هذا الكتاب هو أول كتاب ألف على هذا النحو القصصي في الأدب العربي الحديث؛ لأنه سبق كتاب (حديث عيسى بن هشام) للمويلحي، وكذلك سبق كتاب (ليالي سطيح) لحافظ إبراهيم.
وأما سبب تأليف الكتاب فقد ذكره علي مبارك مقدمة الكتاب؛ إذ إن (النفوس كثيرا ما تميل على السير والقصص وملح الكلام بخلاف الفنون البحتة والعلوم المحضة).
تجد في كتاب (علم الدين) شذرات من علوم الأدب، والتاريخ، والفقه، والسياسة، وغير ذلك.
كما تجد القصص الرائعة المشوقة؛ كقصة (القاتل الكسيح) وقصة (المترهبة).
وتجد كذلك المعلومات العصرية عن كثير من الأمور؛ كالقطار، والبخار، والفنادق، والأوتيلات، والفرق بينها وبين الخانات المعروفة عند العرب، وكذلك تجد المعلومات عن السياحة والبريد والتجارة والسفن والبحار والنجوم والكواكب، وينتقل بين هذه الأمور بسلاسة عجيبة لا تشعر معها بجفاف المواد العلمية المعهود.
والكتاب غرضه الأساسي تعليمي تشويقي، ولذلك تجده في سبيل تحقيق هذا الهدف يخرج كثيرًا عن البناء القصصي وما ينبغي أن يكون من أحوال الشخصيات، فمثلا لا يراعي حدود البيئة والزمان، وما ينبغي أن يعرفه أشخاص القصة من العلوم والمعارف.
فمثلا: يجعل زوجة هذا العالم الأزهري عالمة بأصول البشر، والأجناس، ونشأة الأديان، ومذاهب المسيحية، والفرق الإسلامية، ومشاهير المتكلمين وغير ذلك.
ومع أن الكتاب ممتع وأسلوبه جميل، إلا أنك قد تجد فيه أحيانًا بعض الأخطاء، وشيئًا من التكرار، وقد يذكر بعض المعلومات العجيبة التي لا تستند إلى أصول صحيحة، مثل ما ذكره عما قبل الطوفان وما بعده.
ومن الأخطاء مثلاً: ما ذكره عن ابن رشد الفيلسوف أنه من الموصل! مع أن المعروف أنه أندلسي لم يخرج منها إلا إلى المغرب حيث مات!
ولا يكاد علي مبارك يترك فرصة لعرض المعلومات إلا استغلها، فمثلا نجد كثيرًا من الفوائد اللغوية بين الشيخ الأزهري والعالم الإنجليزي وهما يتحدثان في القطار، كالكلام عن كلمة (وابور) وكلمة (عربة) وكلمة (دست) وكلمة (الدينار) وغير ذلك.
كما أنه يحاول جاهدًا تقريب علوم الغرب إلى العرب وكأنه يشعر بأهميتها ويشعر بعدهم الكبير عنها مع شدة احتياجهم لكثير منها، فتراه يكثر من ذكر الأسباب التي رفعت حياة الغربيين ودفعتهم إلى المنزلة التي بلغوها وجعلت لهم السيادة على غيرهم.
وأيضًا يعرض كثيرًا من أحوال الحياة الاجتماعية في أوربا وما يحرصون عليه من أمور في الحركات والكلام والتنظف والملابس، وكأنه يدعو العرب للاقتداء بالأوربيين واحتذاء نمط الحياة فيها!
كما تراه يتحدث عن البحار، وعن المد والجزر، وعن الأمواج، وعن قيعان البحار، وعن أنواع الحيوان والمعادن، كما تراه يتحدث عن البراكين وتكوينها وأسبابها وأماكنها.
ويهتم علي مبارك كذلك بالحديث عن المدن التي يمر عليها الشيخ الأزهري مع صاحبه الإنجليزي، كمدينة مرسيليا ومدينة الإسكندرية ويتحدث عن هذه المدن بشيء من الإسهاب.
وهكذا نجد المؤلف ينتقل من علم إلى علم، ويأخذك من فن إلى فن، ويطوف بك من خبر إلى خبر مما يتصل به أو يلابسه أو يتعلق به أو يجره إليه السياق، ويجمع فيه بين العلم القديم من الفقه والتاريخ واللغويات، والعلم الحديث من الكشوف الغربية وطبائع الحيوان والحشرات، ولا سيما كلامه الرائع عن طبائع النمل وأنواعه ونظم حياته.
كما يتعرض لأشياء متنوعة ومتناثرة كالرقيق في قارة إفريقيا ومنها إلى تجارة الرقيق ويظهر سخطه من هذه التجارة، ويتعرض إلى عادات أهل إفريقيا .
وبعد انتهاء الكتاب تجد أنك حصلت كثيرًا جدًّا من ألوان المعرفة، وأنواعًا مختلفة كثيرة جدًّا من العلم القديم والحديث، وحصيلة من التاريخ والقصص، وطرفا من اللغة وعلوم الشرع، وفوائد علمية عن الحياة والأدب والطبيعة، ومع ذلك لا تكاد تشعر بالملل ولا بالتعب من القراءة، بل تجد ما يحفزك ويشوقك إلى متابعة تلك الجماعة المؤلفة من الأصدقاء.
وبعد هذه الجولة السريعة، أترككم مع بعض المقتطفات من هذا الكتاب الرائع:
"من دأب الخلق أن يشتغلوا بالأمور عند وقوعها، ويتركوها إذا تقادم عهدها، ولو تأملوا في الأمور حق التأمل، وقارنوا بين الحوادث الواقعة وبعضها، لحكموا بالصواب، ولكنهم يخبطون فيها خبط عشواء، فيحكمون من غير روية ولا تدبر؛ فمن ذلك حكمهم على سكة الحديد بحادثة مضرة حصلت أو بعض حوادث، وتفضيلهم غيرها عليها بسبب ذلك من غير حصر ولا نظر لما وقع من الأخطار والحوادث فيما ذهبوا لتفضيله، ولو نظروا بعين الحقيقة لرجحوا سكة الحديد على غيرها؛ فإنها أقل خطرًا وأكثر مزية وأخف ضررًا".
(سكان جزيرة "سيام" يقولون: إن النعيم الأبدي هو كون الإنسان لا يجبر على الحركة وإتعاب الجسم. فلذلك كان السكون وعدم الاشتغال عندهم أمرًا مرغوبًا فيه في تلك البلاد الحارة المضعفة لجميع القوى. ولأن الراحة عندهم أمر طبيعي هو المقصود بالذات).
(وفي التاريخ المذكور [1493] عرف الناس طريقَ "رأس العشم الصالح"، فسلكته السفن التجارية إلى الهند بعد أن كانت تمر من مصر، فأخذت التجارة بعد ذلك تتناقص في الإسكندرية وتتأخر، وصارت أحوالها تتغير وتتقهقر، إلى أن جاءت دولة محمد علي الأكبر، فصارت تتراجع إليها التجارة وتزداد وتكثر، وذلك بما حصل في مدته ومدة من خلفه من عائلته على الحكومة؛ من تسهيل النقل، وتأمين الطرق، واستمالة قلوب الأجانب، فاتسعت بها موارد الثروة واليسار، وقصدتها التجار من جميع الأقطار، فازدادت التجارة والعمارة بها ازديادًا عظيمًا، وبلغت مبلغًا جسيمًا، حتى بلغ عدد سكانها الآن نحو مائتي ألف نفس، فيهم نحو أربعين ألفًا من الإفرنج، وكان عدد سكانها حين استولى عليها نحو ثمانية آلاف نفس).
(ومن اللطائف أن العمال (أي من النحل) تعلم عدد البيض وكيفية توزيعه بقوة إدراك غريزية أودعها الله فيها، فتبني البيوت على حسبه من قبل أن تراه. وعمل العمال يختلف باختلاف الأوقات قوة وضعفًا، فيضعف في الصيف ويقل، فإذا جاء فصل الخريف ازداد شغلها وكثر اجتهادها، فتملأ البيوت بيضًا وتتعاهده إلى أن يخرج كما مر، وتخرج منه ذكور كثيرة في وقت معين، فإن ظهر فيه أم جديدة اجتهدت الأم الأصلية في قتلها، وإلا خرجت وتبعها كثير من العمال، حتى إذا وجدت غصنًا أو خامة زرع تعلقت به واحتف بها ما خرج معها من جماعتها، فإن أخذت حينئذ ووضعت في خلية استوطنتها وعمرتها، وإلا ذهبت إلى فجوة في شجرة أو حائط أو جبل فأقامت بها مع توابعها).
(... وقال الإنكليزي: قد نقل السائحون في كتب سياحاتهم أن أهل تلك الجهات التي حدث عنها يعقوب كثيرًا من أحوال الجهل والتوحش والعادات الشنيعة والأخلاق الفظيعة، ومن أشنعها وأفظعها عادة تقريب القرابين من الآدميين، ولنجعلها حديثنا في الصباح إن شاء الله تعالى فقد طاب النوم ...).
(وفي الأزمان القديمة كانت المصريون تستعمل في قياس الأطوال الكبيرة ثلاثةَ أنواع من الفراسخ؛ أصغرها كان عبارة عن ثلاثين غلوة من الغلوات التي كل درجة أرضية منها ستمائة غلوة، وكان استعماله في الجهات البحرية من أرض مصر وقدره بالمتر 554165م، والثاني يزيد عن الأول، وقد استعمله "هيرودوط"، وكان ستين غلوة من الغلوات التي كل درجة أرضية منها ألف ومائة وإحدى عشر غلوة وتسع، وكان يستعمل في الأقاليم الوسطى من مصر من منف ابتداء، ولذلك سمي الفرسخ المصري المتوسط ومقداره بالمتر 5585000م. والفرسخ الكبير طوله ستون غلوة من الغلوات التي كل درجة أرضية منها ستمائة غلوة، وكان مستعملا في الأطوال الجغرافية، فكان يوجد بالجهات البحرية والقبلية وطوله بالمتر 1108330م).
(ومن ذلك بعضُ متوحشي أمريكة وإفريقية؛ فإن حالتهم كحالة الذئاب؛ لأن تعيشهم ليس إلا من الصيد والقنص، فترى العدد القليل منهم شاغلا سعة عظيمة من الأرض، بحيث لو زرعت وخدمت حق الخدمة لكفت أضعافهم، ومع هذا لا تنقطع الخصومات بينهم، وليس عندهم رهبانية ولا عفة، وما ذلك إلا لقلة القوت عندهم، وقد ثبت في كتب التاريخ أن الفدان الواحد عند الرومانيين يكفي العائلة الكبيرة، مع أن المتوحشين لا يكفي لقوته أقل من خمسين فدانًا حيث كان جل همه الصيد والقنص، فمن هذا تكون الألف فدان مزروعةً كافيةً لألف شخص، وغيرَ مزروعة لا تكفي خمسين من المتوحشين، فظهر بذلك أن كثرة الأهالي تابع لاتساع دائرة الزراعة، فكلما حصل الاجتهاد في خدمة الأرض وإصلاحها ازداد المحصول وكثر الجنس، وكلما أهملت وتركت قلت الأقوات ونقص العدد وإن كل ما يستهلك في أمر الزهو مضاد لمنفعة الأمة، فيلزم مدبرَ أمر الأمة أن يصرف جميع همته في توجيه أفكارها نحو البساطة والقناعة).
.... وإلى لقاء آخر.. مع كتاب آخر.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.68 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]