رد: كيف تصبح كاتبا مبدعا ...
هنا على أريكتي أجلس شارد الذهن ، مشتت الأفكار ،في يدي كتابٌ أتظاهر بقراءته ، رفعت عيني ناظرا إلى ضوء المدفأة المشتعلة ، وتساءلت : لماذا أشعر بالبرد رغم هذا الدفء المنبعث منها، قمت لألتقط معطفي فاستوقفني صوت المطر المنهمر بغزارة ، نظرت من النافذة وأخذت أتأمل تساقط الرذاذ على أوراق الشجر الأخضر ، شعرت بنشوة عجيبة ، أسرعت بالتقاط مظلتي وخرجت أسير تحت المطر ، لا أعرف إلى أين أذهب ، ولكني كنت سعيدا برغم البرد القارس .
الشوارع كانت فارغة لا أحد فيها ، والسكون رهيب ،قلت في نفسي : هكذا نحن البشر نتوارى لأي شيء ، ونهاب كل شيء ، ولم يقطع هدوء الليل إلا ذلك الصوت الخافت المنبعث من إحدى الزوايا القريبة ، بحثت في المكان يمنة ويسرة ، وفجأة رأيت ذلك الصبي جالسا تحت المطر يتوسد التراب ، ثيابه باليه ، ومنظره رث ..
فذهبت إليه مسرعاً فأخذت المظلة ووضعتها عليه ثم مسكت يده وضممته إليّ لأحميه من البرد القارس وأخذته إلى منزلي وأجلسته أمام المدفأه وذهبت أعمل له حماماً ساخناً فأدخلته الحمام وجهزت له بعض الملابس فمن حسن الحظ أني كنت أحتفظ ببعض ملابسي عندما كنت صغيراً كانت قصيره قليلاً لكنها توفي بالغرض فعندما أنتهى جهزت له بعض الطعام وجلست أتحدث إليه مابك تجلس وحيداً في ذاك المكان رغم غزارة المطر وشدة البرد فحدثني أني يتيما مات والدايّ عندما كنت صغيراً عملت عند رجل لكن هذا الرجل تكالبت عليه الديون ولم يستطع أن يصرف علي بالكاد كان يصرف على ابنائه فخرجت لأبحث عن عمل فلم أجد ففي هذه الأيام من الصعب أن تجد عملاً ولم أجد مكاناً يأويني
فأخبرته بأني أحتاج لصبي طموحٌ مثلك
مارأيك بأن تعمل معي وأكون ممتنا لك فوافق وفرح فرحا كثيرا
فبدأ يتعلم بما أعطيه من المال فقد كان طموحا وكبر حتى أصبح ذا مكانة عاليه
فما أجمل أن تكون لنا وقفات في هذه الحياة تنفعنا يوم لاينفع مال ولابنون.
وشكرا لكم وإن شاءالله أكون قد وفقت في الكتابة
وبنقدكم نرتقي
__________________
جزاكم الله كل خير وجعل مااتقدمونه في موازين حسناتكم
|