[أبو سلمان عبد الغني]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
نشكر الأخت على الطرح الذي تفضلت به ولي جملة من كلام أوضح فيها اعتقاد أهل السنة والجماعة في هذه المسألة
نقول ابتداء
لبيان مثل هذه المسائل العقدية حري بالباحث فيها ليصل إلى المراد القطعي اليقيني أمران
1 الجمع بين الأدلة وعدم الاكتفاء بدليل واحد في المسألة بل تعرض الأدلة على بعضها فيخصص الخاص منها العام ويقيد المقيد المطلق ويبين المبين المجمل وهكذا ...
وإذا تتبعنا الأدلة في مسألة الايمان والكفر استقراء فإن الحاصل أن ما يجب اعتقاده بعد الجمع أن الايمان اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان إذا اختل ركن من هذه الأركان انتفى أصل الايمان تحرير
محل النزاع
الخلل في الاعتقاد كذلك ما يتعلق بنطق الشهادة اتفق عليه جميع المسلمين
والخلاف كائن في مسألة عمل الجوارح بين أهل السنة والجماعة وبين من خالفهم من المرجئة والجهمية الاشاعرة ومن وافقهم من جانب وبين الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم من جانب أخر
فذهب المرجئة... إلى أن العمل شرط كمال في الايمان وليس بركن فلا ينتفي بتركه وهذا حذا حذو التفريط
وذهب الخوارج ... إلى أن تارك العمل ولو أحاده مطلقا ينقل عن الايمان وهذه المدرسة اتجهت منهج الافراط
والأعدل الوسط الحق الذي كان منهجا للسلف أن تارك عمل الجوارح بالكلية كفر أكبر ناقل عن الملة وهذا ظاهر بين يتجلى بعد جمع الأدلة فروح التشريع على ذلك
2 وجب الوقوف في مثل هذه المسائل العقدية الشائكة عند اجماع السلف
وقد نقل الامام الشافعي رحمه الله اجماع السلف على أن الايمان قول وعمل واعتقاد لا يجزئ واحد من هذه الثلاثة إلا بالأخر
فتبين القول الفصل في هذه المسألة ان شاء الله
والله أعلم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد